القاهرة ـ العرب اليوم
في عالم الديكور العصري، أصبحت البلكونة أكثر من مجرد مساحة صغيرة ملحقة بالمنزل، بل باتت وجهة خاصة تنبض بالحياة والهدوء، وركنًا شخصيًا يعكس ذوق الساكن وارتباطه بالطبيعة. اختيار نباتات مثمرة في هذه المساحة ليس مجرد خطوة تجميلية، بل هو قرار يحمل في طيّاته معنى العناية والتواصل مع البيئة. فمشهد الشجرة المثمرة، أياً كان نوعها، يمنح البلكونة لمسة شاعرية ويوحي بأن من يعيش خلف هذا الركن يعشق التفاصيل الحية، ويقدّر جمال الخضرة وثمارها. في هذا السياق، نقدم لك دليلاً شاملاً لأفضل أنواع النباتات المثمرة المناسبة للبلكونة، مع مراعاة ظروف المناخ الصحراوي الجاف في المملكة العربية السعودية، الذي يتميّز بصيف شديد الحرارة وشتاء معتدل.
من أبرز الخيارات المناسبة تأتي الحمضيات، فهي لا تضيف فقط نضارةً بصرية وإنما تنتج ثمارًا لذيذة تدوم لفترات طويلة. أشجار الليمون والكمكوات على وجه الخصوص تنمو جيدًا في الأصص، وتتحمل التغيرات المناخية بشكل مرن. زراعتها تحتاج إلى ضوء شمس مباشر وتربة جيدة التصريف، ويفضل أن يتم ريّها بكثرة في الصيف وتقليل ذلك في الشتاء، مع الانتباه إلى عدم ترك التربة جافة. أحد أبرز مزايا الحمضيات أنها تثمر تدريجيًا، ما يعني أن بإمكانك قطف الثمار متى نضجت دون قلق من فسادها، وهي غالبًا ما تكون أوفر في فصل الشتاء.
من ناحية أخرى، تمثل شجرة الزيتون لمسة كلاسيكية أنيقة مستمدة من طراز البحر الأبيض المتوسط، تناسب حتى المساحات الصغيرة في البلكونات. حضورها المعماري القوي وأوراقها الفضية يمنحان البلكونة طابعًا راقيًا ومميزًا. زراعتها في أصيص يتطلب وعاءً بقطر لا يقل عن 40 إلى 50 سنتيمترًا، مع مراعاة التصريف الجيد للماء واختيار المواد الطبيعية كالفخار أو الخشب للأصص، لأنها تساعد على التهوية ومنع الرطوبة الزائدة. هذه الشجرة تحب الشمس وتحتاج إلى ما لا يقل عن 6 ساعات من الضوء المباشر يوميًا، ويجب الانتباه إلى علامات تساقط الأوراق كإشارة إلى خطأ في الري.
وبالنظر إلى خصوصية المناخ الجاف في كثير من مناطق المملكة، تعتبر زراعة النخيل خيارًا مثاليًا، خاصة عند اختيار أنواع ملائمة للبلكونة مثل نخلة السيدة أو نخيل بيندو أو النخيل الأزرق المكسيكي. نخلة السيدة معروفة بتحملها للظروف المختلفة، لكنها تفضل الضوء غير المباشر والرطوبة المتوازنة في التربة. أما نخيل بيندو، فيُنتج ثمارًا صالحة للأكل وتُستخدم في صنع المربى. النخيل الأزرق المكسيكي بدوره يُعتبر من الأنواع الملفتة بأوراقه المروحية الضخمة ولونه الأزرق الرمادي المميز، ويعطي إشراقًا خاصًا للبلكونة ويُنتج ثمارًا بطعم فريد من الحلاوة والحموضة.
الرمان أيضًا يُعد من الأشجار المناسبة للبلكونة، وهو ليس فقط فاكهة محببة للكثيرين، بل يتميز بقدرته العالية على التأقلم مع ظروف الزراعة في الأصص. يمكن زراعته في وعاء سعته 38 لترًا، ويُفضل وضعه في مكان مشمس مع توفير تصريف جيد. ينتمي الرمان إلى النباتات ذاتية التلقيح، ما يعني أنه بإمكانك الحصول على الثمار من شجرة واحدة فقط. تثمر هذه الشجرة عادة في السنة الثانية، وتتحمل درجات الحرارة بشكل جيد، ما يجعلها خيارًا عمليًا ومثمرًا للبلكونة.
أما عشاق التين، فسيجدون متعة حقيقية في زراعته ضمن أصص في البلكونة. هذه الشجرة من أسرع الأشجار المثمرة إنتاجًا، ويمكنها أن تعطي ثمارًا خلال عامين فقط. اختيار الأصيص يعتمد على حجم الشجرة؛ فالصغيرة تحتاج إلى وعاء يتسع من 3 إلى 5 جالونات، بينما الناضجة تتطلب وعاءً بسعة تتراوح من 10 إلى 15 جالونًا. كما أن اختيار نوع التين المناسب للمناخ المحلي أمر بالغ الأهمية لضمان نجاح الزراعة. أفضل وقت لزراعته هو في أوائل الربيع أو بداية الخريف، وتتميز الشجرة بإنتاج وفير يصل إلى 200 ثمرة في الموسم الواحد عند نضجها الكامل.
اختيار النباتات المثمرة للبلكونة لا يتطلب فقط ذوقًا رفيعًا، بل أيضًا فهمًا بسيطًا لطبيعة كل نوع واحتياجاته من الضوء، الماء، والمساحة. مع القليل من العناية والالتزام، يمكن لبلكونة منزلك أن تتحول إلى جنة صغيرة تحمل ألوان الحياة وروائح الثمار الناضجة، وتمنحك شعورًا بالرضا والاسترخاء في كل مرة تجلسين فيها تحت أشعة الشمس أو نسمات المساء.
قد يهمك ايضا :
أفكار مبتكرة لتطبيق أحدث تصاميم الديكور الداخلي لمنزلك
أبرز موضة للتصاميم الهندسية في الديكور الداخلي العصري
أرسل تعليقك