الإندبندنت تطرح تسألها حول المكان الذي سيذهب إليه سكان مدينة غزة في وجه واقع بلا مفر منه
آخر تحديث GMT07:23:39
 العرب اليوم -

الإندبندنت تطرح تسألها حول المكان الذي سيذهب إليه سكان مدينة غزة في وجه واقع بلا مفر منه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإندبندنت تطرح تسألها حول المكان الذي سيذهب إليه سكان مدينة غزة في وجه واقع بلا مفر منه

الحرب على غزة
لندن - العرب اليوم

طرحت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تغطية حديثة تساؤلاً محورياً: "إلى أين سيذهب سكان مدينة غزة؟"، في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وتقلص المساحات الآمنة، بعد بدء الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً شاملاً على المدينة، أدى إلى نزوح جماعي واسع النطاق وسط ظروف إنسانية كارثية.

الصحفية المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان، بريوني غوش، نقلت صورة قاتمة عن الخيارات المحدودة التي يواجهها مئات الآلاف من الفلسطينيين العالقين في المدينة. فمع توالي إخطارات الإخلاء، وتكثيف القصف الجوي والبري، نزح عدد كبير من السكان نحو الجنوب، حيث أصبحت مناطق مثل دير البلح وخان يونس ومخيم المواصي الوجهة "المفترضة" للفرار من الموت. لكن الواقع، كما تنقله الصحيفة، مختلف تمامًا: لا أماكن آمنة في القطاع، ولا ملاذ من الغارات، حتى في المناطق المعلنة "إنسانية".

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، شهد الشهر الماضي فقط أكثر من 150 ألف حركة نزوح من شمال غزة، فيما تحرك أكثر من 70 ألفاً خلال الأيام القليلة الماضية وحدها. وقد طُلب من السكان التوجه إلى منطقة المواصي، لكنها بدورها تعرضت للقصف، رغم تصنيفها من قبل الجيش الإسرائيلي كمنطقة إغاثة إنسانية. وقد أفادت منظمة اليونيسف أن الوضع هناك مروع للغاية، حتى أن بعض الأطفال فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم جلب المياه.

وفي الوقت ذاته، يُعد طريق الرشيد الساحلي هو المسار الوحيد المتاح للتنقل جنوبًا، لكنه مكتظ للغاية ومخيف. ويصف سكان محليون الطريق بأنه "عنق زجاجة" للموت، حيث تقطعت السبل بآلاف العائلات، وسط نقص الوقود وارتفاع أسعاره بشكل فاحش، ما أجبر البعض على استخدام وقود منزلي الصنع يتم إنتاجه من حرق البلاستيك، رغم سُميته وخطورته. ويبلغ سعر لتر الوقود التقليدي نحو 100 شيكل (ما يزيد عن 30 دولاراً)، بينما يصل سعر اللتر المصنع محليًا إلى نحو 50 شيكلًا.

ورغم هذه الكارثة المتراكبة، لا تقدم إسرائيل للسكان خيارات حقيقية. فهي تواصل قصف المدينة، وتعتبرها "منطقة قتال خطرة"، مبررةً عمليتها بتدمير "البنية التحتية لحماس". أما السكان، فيُتركون دون حماية، أو مأوى، أو حتى ضمانة بعدم استهدافهم أثناء محاولات النزوح.

وتنقل الصحيفة مشاهد مروعة للدمار والذعر، حيث يُجبر الناس على ترك منازلهم المحطمة، حالمين بمكان يوفر لهم الحماية، ولو بشكل مؤقت. غير أن هذا الحلم يبدو أبعد منالاً مع استمرار القصف، وتراجع إمكانيات المساعدات، وانهيار النظام الصحي، واستهداف المستشفيات، كما حصل مع مستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال، الذي تعرض للقصف ثلاث مرات متتالية.

القلق لا يقتصر على الداخل فقط، بل يطال أيضاً الموقف الدولي. وتلفت الإندبندنت إلى أن تعاطي الدول الكبرى، وعلى رأسها بريطانيا، لا يزال "رمزياً" أكثر منه عمليًا، رغم الاعتراف المتزايد دوليًا بتدهور الأوضاع إلى حد الإبادة الجماعية. إذ لم تعترف الحكومة البريطانية حتى الآن بأن ما يحدث في غزة يرقى لمستوى الإبادة، رغم تقرير الأمم المتحدة الذي أشار إلى ارتكاب إسرائيل أربعة من أصل خمسة أفعال تُعرف قانونياً كجرائم إبادة جماعية.

بين نيران القصف ووعود مناطق آمنة لا تتحقق، يقف سكان مدينة غزة في وجه سؤال لا يجد له أحد إجابة: إلى أين نذهب؟
والإجابة المؤلمة التي ترشح من شهادات النازحين هي: لا مكان نذهب إليه... إلا الصمود أو الموت.

 

   قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الجيش الإسرائيلي يفتح ممراً مؤقتاً عبر صلاح الدين لخروج سكان غزة لمدة 48 ساعة

الجيش الإسرائيلي يعلن عن ممر آمن لإخلاء سكان غزة جنوبا لمدة 48 ساعة فقط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإندبندنت تطرح تسألها حول المكان الذي سيذهب إليه سكان مدينة غزة في وجه واقع بلا مفر منه الإندبندنت تطرح تسألها حول المكان الذي سيذهب إليه سكان مدينة غزة في وجه واقع بلا مفر منه



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 00:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
 العرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab