نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا
آخر تحديث GMT10:43:07
 العرب اليوم -

رأت أن الناس يموتون هناك بسبب الملاريا أو التيفوئيد

نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

نيادول نيون
نيروبي ـ منى المصري

دُشّنت رحلة طويلة وعاطفية من مخيم اللاجئين الأفريقيين، الحار والمليء بالتراب إلى مكتب محاماة ملبورن من الدرجة الأولى لنيادول نيون، وكطفلة في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، رأت أن الناس يموتون بسبب الملاريا أو التيفوئيد أو السل أو من الإصابات التي تحدث جراء قتال في الشوارع - بعد أن توفيت شقيقتها الصغرى كطفلة عمرها 3 أسابيع هربًا من حرب أهلية، ونشأت المرأة القادمة من جنوب السودان في بلدة صخرية من الطين، حيث تم تقنين الطعام، وتم تقاسم صنبور واحد بين 2000 شخص، ولقد أعطتها تجربتها نظرة ثاقبة على عنف العصابات في ملبورن التي تنطوي على شباب أفارقة. نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

وأنكرت المحامية الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون إلى أعضاء العصابات الإفريقيين الذين سيتم ترحيلهم من البلاد، بأنها مشكلة الشباب الذين يشعرون بالاغتراب، وقالت يوم الخميس إنّ "ذلك يظهر للأشخاص الذين ليسوا مجرمين أن الاستراليين هو على استعداد للمناقشة، ولعله يعني ذلك بالنسبة لي، كأسترالية من جنوب السودان، ومواطنتي، وإحساسي بالهوية والتعلق بأستراليا ليست قيمة مثل الشخص الأنجلو".نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

وتقع ملبورن على بعد أكثر من 12 ألف كيلومتر من مخيم كاكوما للاجئين في شمال غربي كينيا حيث ينتظر الكثير من السكان الذين يعانون من سوء التغذية من الرابعة صباحا للحصول على إمدادات قليلة من الماء المكلور بدلا من الشرب من بئر قذرة. كان الناس هناك محظوظين لتناول وجبتين يوميا، وولدت نيون (30 عاما)، وهي خريجة كلية الحقوق في ملبورن، مع مؤسسة الخدمات القانونية أرنولد بلوخ ليبلر، في مخيم إيتانغ للاجئين في إثيوبيا، حيث ذهبت أسرتها، للهروب من الحرب الأهلية التي طال أمدها، إلى ما هو الآن معروف بجنوب السودان، عندما كانت طفلة صغيرة، في عام 1991، أرُغمت عائلتها على الفرار خوفا من اندلاع نزاع جديد في إثيوبيا، وعبروا لكينيا عبر السودان.نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

وتوفيت شقيقة السيدة نيون الصغرى، التي كانت بالكاد تبلغ من العمر شهر تقريبا خلال مسيرتهم سيرا على الأقدام لمدة 40 يوما من خلال مستنقع. تقول: "كانت تمطر بشكل كبير، وكان موحلة جدا،" وهي تتذكر كيف حملت والدتها شقيقتها الصغرى على رأسها في طبق من البلاستيك: "غطت الجزء العلوي من رأس أختي الصغيرة ببعض الملابس وثم توقفت أختي الصغيرة عن التنفس، رأت أنها كانت ميتة ثم بدأت بعض النساء الأكبر سنا في صب الماء البارد على رأس أختي الصغيرة ثم بدأت في النهاية بالتنفس. الشيء الرهيب في كل هذا، سألت أمي ما كان يمكن أن يحدث إذا ماتت فعلا وقالت:" كنا سنتركها هنا فقط"، وعلى مدى السنوات ال 14 التالية، كان منزل السيدة نيون أحد مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كاكوما في شمال كينيا، وكانت والدتها غائبة في تلك السنوات الخمس الأولى، حيث عادت إلى إثيوبيا للعثور على أفراد الأسرة الآخرين الذين وقعوا تحت وطأة الصراع. ولكن عام 1996 كان أيضا السنة التي فقدت فيها والدها، الذي كان جنديا، في نزاع جنوب السودان. تقول "لقد مات الناس بسهولة تامة في المخيم". في حين أن ثقافتها تعطي للناس مساحة للحداد، إلا أن صدمة الموت لم تولد القدرة على الصمود، وكثيرا ما طلب من السيدة نيون في ملبورن، باعتبارها ثاني أكبر ثمانية أطفال، التعليق في وسائل الإعلام حول موجة عنف عصابات الشباب في ملبورن، التي تضم أشخاصا من أفريقيا، وجعلت دعوة المحامية السياسيين إلى تأطير العنف والوحشية  ك"قضية شباب أسترالي" بدلا من مشكلة عصابة أفريقية نقطة جذب للانتقادات. قالت "إذا ما استطعت البقاء على قيد الحياة في مخيم للاجئين، فهذا ليس أسوأ شيء."نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا

وفي حين أن السيدة نيون لا تبرر موجة الجرائم العنيفة في ملبورن التي تضم الشباب الأفريقي، فقد أدانت الدعوات التي وجهها وزير الهجرة بيتر دوتون والنائب الليبرالي الاتحادي جيسون وود لترحيل الشباب الأفريقي المدانين بارتكاب جرائم عنف. قالت: "عندما يقوم الشباب الأسترالي الأبيض بارتكاب جريمة وهم يفعلون ذلك عدة مرات، فهل نحن نرحلهم إلى البلاد حيث جاء والديهم منها؟ لا أحد يقترح ذلك"، واستفادت من تجاربها الخاصة في الهروب من الصراع والبقاء على قيد الحياة من الفقر المدقع في إثيوبيا وجنوب السودان وكينيا لشرح كيف يمكن الشروع في مهنة ناجحة في أستراليا بالعمل الجاد والإلهام الصحيح. وقالت: "لقد شجعتني أمي حقا على متابعة التعليم، كانت عادة ما تقول لنا حول المخيم، "السبب الرئيسي الذي أريد أن أأخذكم من أجله إلى أستراليا هو أنه يمكنك الحصول على التعليم الجيد وتحسين حياتكم والحصول على حياة أفضل."

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا نيادول نيون تروي قصة حياتها في مخيم كاكوما في كينيا



GMT 00:29 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا تحتفل بالعام الجديد 2025 وتكشف عن أمنيتها

GMT 06:22 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أنجلينا جولي وبراد بيت يتوصلان إلى تسوية طلاق بعد 8 سنوات

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن سبب عدم عودة ميغان ماركل إلى بريطانيا

الأناقة الكلاسيكية تجمع الملكة رانيا وميلانيا ترامب في لقاء يعكس ذوقًا راقيًا وأسلوبًا مميزًا

نيويورك - العرب اليوم
 العرب اليوم - أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل

GMT 12:25 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

حرب الإلغاء الإسرائيلية ومسار قمة نيويورك‎

GMT 14:16 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

مي عمر تعود الى السينما مع النجم أحمد العوضي

GMT 14:23 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

نيمار يسخر من ترتيب رافينيا فى الكرة الذهبية 2025

GMT 13:14 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب تواصل تحقيق مستويات غير مسبوقة

GMT 12:33 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

فلسطين بين الجغرافية… والسياسيّة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab