رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة
آخر تحديث GMT19:36:53
 العرب اليوم -

رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة

لوجو العرب اليوم
بغداد - العرب اليوم

يختتم رحيل الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، صباح أمس، في الولايات المتحدة، عن 92 عاماً، الجيل الشعري الذهبي في العراق: بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، الذين درسوا معاً في دار المعلمين العالية في أربعينات القرن الماضي.

وإذا كان الثلاثة الأوائل، قد أسهموا في إحداث التجديد الكبير في الشعر العربي الحديث، بالانتقال من الشعر العمودي إلى شعر التفعيلة، أو الشعر الحر كما بات يُعرف، ظلت لميعة عمارة متمسكة بالعمود الخليلي لفترة، قبل أن تلحق بزملائها في كتابة الشكل الجديد. وإذا كانت زميلتها نازك الملائكة قد عالجت مواضيع وجودية وميتافيزيقية، ظلت لميعة عباس عمارة، محافظة على صوتها الرومانسي المرهف، والجريء أيضاً، في شعرها الفصيح والشعبي، طوال حياتها. وقد وصفها بعض النقاد بأنها «أفضل من جسّد الصوت الأنثوي الجريء، ومن أوائل من شيّد قصيدة الأنوثة وأضاءها في خريطة الشعر العربي الحديث، واحتفى بثنائية الجسد والروح».

بدأت الشاعرة كتابة الشعر في وقت مبكر من حياتها منذ أن كانت في الثانية عشرة، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها، ونشرت لها مجلة «السمير» أول قصيدة وهي في الرابعة عشرة من عمرها وقد عززها إيليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة، إذ قال: «إن في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أي نهضة شعرية مقبل العراق!».

بعد تخرجها، عملت في التدريس الثانوي، وعُرفت بعد ثورة 1958 بنشاطها السياسي اليساري، ومساهمتها في فعاليات الاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين الذي رأسه محمد مهدي الجواهري، حتى أصبحت عضوة في هيئته الإدارية. هاجرت الشاعرة من العراق عام 1978 حالها حال عشرات المثقفين العراقيين بسبب اشتداد القمع السياسي والثقافي في تلك الفترة، لتستقر في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث رحلت بعد تدهور سري في صحتها. هذا ونعت الأوساط السياسية والثقافية في العراق الشاعرة لميعة عباس عمارة، وفي مقدمتهم الرئيس العراقي برهم صالح الذي كتب في تدوينة له على «تويتر»: «نودّع الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة، في منفاها، ونودّع معها أكثر من خمسة عقود من صناعة الجمال، فالراحلة زرعت ذاكرتنا قصائد وإبداعاً أدبياً ومواقف وطنية. إن الشاعرة عمارة شكّلت علامة فارقة في الثقافة العراقية، في العاميّة والفصحى».

وكذلك نعى رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي الشاعرة الراحلة بقوله: «ننعى إلى شعبنا العراقي رحيل الشاعرة العراقية الكبيرة السيدة لميعة عباس عمارة. وبهذا الرحيل المؤلم، تكون نخلة عراقية باسقة قد غادرت دنيانا لكنها تركت ظلالاً وارفة من بديع الشعر، وإسهاماً لا يُنسى في الثقافة العراقية ستذكره الأجيال المتعاقبة بفخر واعتزاز وتبجيل».

من جهته، نعى وزير الثقافة العراقي الدكتور حسن ناظم، الشاعرة عمارة قائلاً: «ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الأوساط الأدبية والثقافية رحيل الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة التي تميزت بشاعريتها الشفافة، وعاطفتها الجياشة وحبها العظيم لوطنها وناسها، رغم ابتعادها القسري الطويل عن الوطن، ولقد شكّلت صوتاً متفرّداً مع الأصوات الشعرية التي تبنّت موجة الحداثة في المشهد الشعري العراقي».

في السياق نفسه، نعى مجلس إدارة فيدرالية البيت المندائي في هولندا، وفاة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، «بعد سِفر حياة مشرف سجّلت فيه للعراق من خلال نبوغها الشعري حباً لا يضاهيه حب ورسمت للمرأة صفات وخصائل متميزة»

قد يهمك أيضا

معركة الرئاسة العراقية العراقية تبدأ مبكراً وبرهم صالح مرشح الاكراد للمنصب
الكاظمي يعلن نثمن التعاون الألماني في ملف المقاتلين الأجانب وملف إعادة النازحين

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة رحيل صاحبة الصوت الرومانسي المرهف في الشعر العراقي لميعة عباس عمارة



درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:53 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

متى... «كاليدونيا» الفلسطينية؟

GMT 14:18 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

عواصف وفيضانات مفاجئة تضرب إسبانيا

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

انخفاض أسعار الذهب بشكل طفيف

GMT 03:01 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

مستوطنون يقتحمون قرية برقا شرقي رام الله

GMT 04:41 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

الذهب يصعد ترقبًا لبيانات التضخم الأميركية

GMT 03:23 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

إسرائيل تجدد غاراتها على محافظة السويداء

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

مسيرات روسية تقتل شخصين في خيرسون

GMT 02:57 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

كردستان العراق يعلن استهداف مسيرتين لحقل نفطي

GMT 14:05 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

الاحتلال ينسف مبانى وسط مدينة خان يونس

GMT 10:20 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

السودان.. وتراكم الأحزان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab