يتوجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم السبت، إلى إسرائيل في زيارة رسمية تأتي في توقيت حساس للغاية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية عقب الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل على العاصمة القطرية الدوحة والتي استهدفت قياديين في حركة حماس، بالإضافة إلى التوسع الإسرائيلي في بناء المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
وقال تومي بيجوت، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان صدر الجمعة، إن زيارة روبيو تأتي قبيل انضمامه إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته المقررة إلى بريطانيا الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن وزير الخارجية سيؤكد خلال محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين على الأهداف الاستراتيجية المشتركة بين واشنطن وتل أبيب، وفي مقدمتها ضمان عدم عودة حركة حماس إلى حكم قطاع غزة، إلى جانب إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأشار بيجوت إلى أن جدول أعمال الزيارة يتضمن أيضاً مناقشة ما وصفه بـ "الأعمال المعادية لإسرائيل"، بما يشمل المساعي الدولية للاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، والتي تعتبرها واشنطن وتل أبيب مكافأة لحماس، إلى جانب القضايا المرتبطة بالملاحقات القضائية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
على صعيد موازٍ، يستعد الرئيس ترامب للقاء رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء الجمعة في نيويورك، وذلك لبحث تداعيات الغارة الإسرائيلية على الدوحة، وفق ما أفاد به مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس". ويأتي هذا اللقاء في وقت تشير فيه الإدارة الأمريكية إلى دعمها للدوحة، مقابل رفضها للهجوم الإسرائيلي، الذي أثار انتقادات دولية واسعة وأحرج شركاء إسرائيل الغربيين.
ومن المرتقب أن ينتقل رئيس الوزراء القطري إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث سيلتقي وزير الخارجية الأمريكي في البيت الأبيض، كما سيلتقي نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس. وأكد المصدران المطلعان أن آل ثاني سيعود لاحقاً إلى نيويورك مساء الجمعة لعقد اجتماع آخر مع ترامب، إضافة إلى لقاء مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف.
وبحسب المصادر، فإن جدول مباحثات رئيس الوزراء القطري يتضمن طرح مشروع اتفاقية أمنية ثنائية بين قطر والولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه الدوحة لتكثيف جهودها الدبلوماسية بهدف حشد دعم دولي لوقف الحرب الدائرة في غزة.
وكانت قطر قد نفت الخميس ما نُقل عن مصادر إعلامية بشأن نيتها إعادة تقييم شراكتها الأمنية مع الولايات المتحدة، ووصفت تلك الادعاءات بأنها "خاطئة تماماً" و"محاولة يائسة" للمساس بعلاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن. وأكد مكتب الإعلام الدولي القطري أن التعاون الأمني والعسكري بين البلدين "أقوى من أي وقت مضى ويواصل النمو".
وفي تصريحات أدلى بها أمام مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، اتهم رئيس الوزراء القطري إسرائيل بتجاهل مصير الرهائن في غزة والتركيز على استهداف قادة حماس في الدوحة، معتبراً أن الغارة الجوية الإسرائيلية "تجاوزت كل الحدود وانتهكت سيادة بلاده"، ومشدداً على أن بلاده لن تتخلى عن جهودها الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ قرابة عامين.
وأضاف آل ثاني أن إسرائيل تسعى إلى "إعادة تشكيل المنطقة باستخدام القوة العسكرية"، محذراً من تداعيات هذه السياسات على الأمن الإقليمي والدولي.
وكانت الغارة الإسرائيلية التي نُفذت يوم الثلاثاء على مجمع في العاصمة القطرية قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص، في وقت كان فيه عدد من قياديي حركة حماس مجتمعين لمناقشة اقتراح أمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وأثارت العملية موجة من التنديد الدولي، بما في ذلك من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووضعت إسرائيل أمام مزيد من العزلة السياسية على الصعيد العالمي، في ظل اتهامات بانتهاك السيادة القطرية وعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار التي ترعاها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أميركا تبدأ إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين
واشنطن تعرض على باكستان المساعدة في تسوية النزاع مع الهند
أرسل تعليقك