البنتاغون يقلص طلب شراء مقاتلات F-35 إلى النصف وسط إعادة هيكلة الإنفاق الدفاعي

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن تخفيض طلبها المقدم إلى الكونجرس لشراء مقاتلات F-35 بنسبة 50%، حيث طلبت شراء 24 طائرة فقط في السنة المالية 2026، مقارنة بـ48 طائرة كان مخططاً لها في العام الماضي. هذا التخفيض يمثل ضربة لشركة "لوكهيد مارتن"، أكبر متعاقد دفاعي في الولايات المتحدة، ويعكس سياسة تقليص الإنفاق العسكري التي يقودها وزير الدفاع بيت هيجسيث، والذي يسعى لتخفيض ميزانية الدفاع بنسبة 8% خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفقاً لوثيقة المشتريات التي أُرسلت إلى الكونجرس، تخطط القوات الجوية لطلب 3.5 مليار دولار لشراء طائرات F-35، بالإضافة إلى 531 مليون دولار مخصصة للمشتريات المسبقة للمواد اللازمة للإنتاج. رغم ذلك، من المتوقع أن يشهد الطلب مزيداً من التغييرات خلال مناقشات الكونجرس.

بالنسبة للبحرية الأميركية، يخطط البنتاجون لطلب 12 طائرة F-35 المخصصة لحاملات الطائرات، بتخفيض عن 17 طائرة كانت قد وافق عليها الكونجرس للسنة المالية الحالية. أما مشاة البحرية فستطلب 11 طائرة، مع تخفيض قدره طائرتان مقارنة بالعام الحالي.
يُذكر أن برنامج F-35 هو أحد أكبر برامج الأسلحة في العالم، إذ بلغت تكلفته حوالي تريليوني دولار، تشمل التطوير والشراء والدعم اللوجستي لعقود طويلة، وقد تعرض البرنامج لانتقادات بسبب مشكلات في الجودة والفعالية، بالإضافة إلى تكلفته العالية.

وبرنامج F-35 هو مشروع مشترك لتطوير طائرة مقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، صممت لتلبية احتياجات القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأميركية، إضافة إلى العديد من الحلفاء حول العالم. بدأ البرنامج في أوائل الألفية الجديدة، ويُعد من أغلى برامج الأسلحة في التاريخ، مع تكاليف تقدر بتريليونات الدولارات على مدى عقود.

رغم التقدم الكبير في التكنولوجيا والقدرات القتالية التي تقدمها F-35، فإن البرنامج عانى من تأخيرات، مشاكل تقنية، وتجاوزات مالية متكررة. بالإضافة إلى ذلك، أثارت تكلفة الطائرة العالية والمستمرة جدلاً واسعاً بين صانعي القرار السياسي والعسكريين.

في السنوات الأخيرة، خاصة تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، تصاعدت الانتقادات تجاه البرنامج، ودُعي إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة وأكثر فاعلية مثل الطائرات المسيرة. ويأتي تخفيض طلبات الشراء الحالي في إطار محاولات وزارة الدفاع إعادة ضبط أولوياتها وسط ضغوط لتقليل الإنفاق وتحسين الكفاءة، مع التركيز على التوازن بين القدرات الجديدة والميزانية المتاحة.
كما أن تطوير نسخة محسنة من F-35 تعرف بـ"الجيل الخامس+"، والتي تعد بتقديم قدرات متقدمة بتكلفة أقل، يعكس الجهود المستمرة لتحديث الطائرة وتقليل التكاليف على المدى الطويل.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أميركا تقرّ مبيعات أسلحة لإسرائيل قيمتها أكثر من 7 مليارات

"البنتاغون" يوجه بتعديل ميزانية 2026 لتوجيه 50 مليار دولار لأولويات ترمب