تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية الإيرانية بعد تداعيات وقف النووي
آخر تحديث GMT06:55:34
 العرب اليوم -

تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية الإيرانية بعد تداعيات وقف "النووي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية الإيرانية بعد تداعيات وقف "النووي"

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
طهران ـ مهدي موسوي

تعيش الأطراف السياسية الإيرانية حالة من التوتر والصراع الذي بات يتفاقم، منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي قبل نحو ثلاثة أسابيع، وتعمق الخلافات بين الفريقين الموافق والمعارض لوقف البرنامج النووي.

وتعود الضغوط الداخلية على إدارة حسن روحاني في وقت يسابق فريقه المفاوض الزمن للحصول على ضمانات يطالب بها المرشد الإيراني علي خامنئي لبقاء بلاده في الاتفاق.

وتتمسك الحكومة حتى الآن بمتابعة المسار الدبلوماسي في الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية الثلاث وروسيا والصين، ومتابعة السيناريو الوسط الذي يحول دون الانسحاب من الاتفاق، ومنحتها ردود الفعل الأولية مؤشرًا على أن إدارة حسن روحاني لن تواجه معارضة مشددة حول استمرار الاتفاق ما لم يعلن المرشد علي خامنئي سحب يده من دعم الاتفاق.

وتصاعدت محاولات التهدئة من الحكومة على الصعيدين الخارجي والداخلي بعد خطوة ترمب، وعلى الرغم من ذلك فإن شروط المرشد الإيراني علي خامنئي لبقاء إيران في الاتفاق النووي اعتبرها التيار المعارض للاتفاق النووي إشارة إلى العودة إلى الانتقادات الحادة للاتفاق النووي بهدف الضغط على روحاني لتقديم مزيد من الامتيازات.

وكانت الحكومة لم تنفذ وعودًا أطلقها وزير الخارجية الإيراني بالانسحاب من اتفاقية حظر الانتشار في حال خروج واشنطن من الاتفاق النووي، واشترطت حكومة روحاني تقديم ضمانات قانونية ومالية، قبل أن يكشف خامنئي طبيعة تلك الضمانات بإعلانه شروطًا ردًّا على شروط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

ووجَّه مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أول من أمس، تفسيرًا جديدًا للشروط الإيرانية للجانب الأوروبي في وقت جدد مطالب بالتوجه نحو الشرق، وذلك في إشارة إلى توثيق العلاقات مع موسكو وبكين.

وانتقد ولايتي بشكل غير مسبوق الاتفاق النووي ونواقصه، واعتبر عدم وجود نسخة فارسية لنص الاتفاق "إساءة" للإيرانيين، لافتًا إلى مشكلة واجهت نواب البرلمان لدى التصويت على تنفيذه في سبتمبر /أيلول 2015.

وطالب ولايتي عن شروط خامنئي، بإعادة إنتاج سداسي فلوريد اليورانيوم "UF6"، وهي من المواد السامة المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، كما طالب بالإسراع في صناعة المحركات النووية، التي تريد إيران استخدامها في الغواصات البحرية، مطالب ولايتي النووية لم تتوقف عند ذلك، بل طالب بتطوير أجهزة تخصيب يورانيوم من طرازي "IR8" و"IR6" والعمل على تجهيز أكثر من 190 ألف جهاز طرد مركزي، وفقًا لأوامر خامنئي.

وقال ولايتي "إنه وفقًا لشروط خامنئي يتعين على الأوروبيين تقديم ضمانات حول شراء النفط الإيراني، فضلًا عن رفع المشكلات المصرفية والتعامل مع إيران"؛ ومع ذلك، فإن ولايتي حذر مما وصفه بـ"الشر الأوروبي"، واقترح أن يكون البديل التوجه إلى الشرق، وهي استراتيجية يتبناها ولايتي للتقارب مع روسيا والصين.

ورفض المتشككين بموسكو وإمكانية تخليها عن إيران في مجلس الأمن مثلما حدث في العقوبات النووية، ولكن ولايتي يصر على أن موسكو لعبت دور المنقذ لإيران في عدة مناسبات.

وأضاف أن "روسيا لا تستطيع ولا تريد إجبار إيران، ونحن نتعاون في القضايا الدفاعية. قدمت لنا الأشياء التي طالبنا بها الروس بنوا لنا مفاعلًا في حين كان من المقرر أن يقوم الألمان بذلك لكنهم لم يتخذوا أي خطوة الأوروبيون لم يقدموا لنا "برغيًا" واحدًا".

ووصف ولايتي الفريق المعارض لعلاقات عملية مع روسيا بـ"المناصرين للغرب والجهلة"، مضيفًا: "رهنوا معيشة الناس بالاتفاق النووي وعطَّلوا كل البلاد".

وتحاول وسائل الإعلام الموالية لتيار الرئيس الإيراني استغلال دعوات روسية بسحب القوات الإيرانية من سوريا لشنِّ حملة تعرب عن ملل في داخل صفوف التيار من تفضيل العلاقات مع روسيا على الدول الغربية.

وتتزامن الحملة الإعلامية مع شكوك إيرانية بإمكانية تغيير موقف روسيا والصين من العقوبات على إيران. وكان وزير الخارجية الإيراني وصف مفاوضات زيارته الأخيرة إلى موسكو وبكين حول الموقف من النووي بـ"المعقدة"، ومن المفترض أن يلتقي حسن روحاني نظيره الصيني والروسي على هامش قمة شانغهاي، بعد أسابيع لإجراء مفاوضات مباشرة حول المرحلة المقبلة.

وقال عضو اللجنة المركزية في التيار الإصلاحي عبد الله ناصري ردًّا على تصريحات ولايتي "إن مستشار المرشد الإيراني انقلب 180 درجة على مواقفه السابقة المؤيدة للاتفاق النووي"، مضيفًا أن "ولايتي يعرف أفضل من غيره أن الاتفاق النووي كان يخدم المصالح الوطنية".

وانتقد ناصري تدخل ولايتي في شؤون الفريق المفاوض النووي مستطردًا بالقول إن "اليسار "الإصلاحيين" واليمين "المحافظين" يعتقدون أن أداء ولايتي على مدى 16 عامًا في الوزارة الخارجية كان سيئًا وضعيفًا للغاية"، مشددًا على أن ولايتي (70 عامًا): "لا يملك القدرة على القيام بمسؤوليات إدارية"، وفق ما نقل عنه موقع "انتخاب" المقرب من روحاني.

وأطلقت المواقع المقربة من روحاني في هذا الصدد، حملة إعلامية واسعة أمس ردًّا على مواقفه من الاتفاق النووي. موقع "انتخاب" اعتبره مبدعَ "السياسة المتقبلة".

وشهدت شبكة "تويتر"، أمس، في سياق متصل تبادل انتقادات لاذعة بين مسؤول الملف النووي ومستشار الأمن القومي السابق سعيد جليلي وفريق حكومة روحاني حول الاتفاق النووي.

وكانت بداية المواجهة بين الفريقين بتغريدة من جليلي الذي قال إن "الاتفاق النووي مثل سيارة يبلغ سعرها مليونًا، لكننا نشتريها بمليار ويرفض الطرف المقابل تسليم السيارة، بعدما يأخذ جزءًا من الأموال ويهرب بالسيارة، وبعد ذلك يقول شركاؤه لك: يجب أن تدفع الأقساط الأخرى من السيارة، وبعد ذلك يقال إن "مزاحمًا" خرج من الصفقة".

وكانت إشارة جليلي واضحة بأنه يقصد الرئيس الإيراني الذي قال في أول تعليق على الانسحاب الأميركي إنه "تقلص شر أحد المزاحمين".

وردَّت الحكومة على تغريدة جليلي بعبارات شديدة اللهجة، مستشار روحاني في الشؤون الثقافية حسام آشنا رد على تغريدة جليلي بتغريدة قبل أن تنشر وكالة "إيلنا" ردًّا مفصلًا على لسانه حول تصريحات جليلي.

وقال آشنا مخاطبًا جليلي في التغريدة "لا تتعجل سيأتي دورك للرد على ست سنوات ونصف السنة قريبًا". وفي تصريح لوكالة "إيلنا"، أثار آشنا قضية اختلاس أموال النفط، وخرق إيران للعقوبات النفطية في الأسواق السوداء عبر التاجر بابك زنجاني المدان بالإعدام في سجن أفين، وشريكه رضا ضراب التاجر التركي من أصل إيراني والموقوف في الولايات المتحدة بتهمة خرق العقوبات الأميركية.

وكان جليلي قبل السجال عبر شبكة "تويتر"، قد هاجم سياسة روحاني في قبول الاتفاق النووي، واستشهد في أحد خطاباته بأقوال سابقة للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حول قبول الإدارة الأميركية بالاتفاق النووي بسبب انهيار العقوبات على إيران، قبل أن تعود إيران والولايات المتحدة إلى طاولة الحوار في 2013، وادعى جليلي أن "أغلب منصات النفط الإيرانية كان نشطة وتثير إعجاب الأعداء بين عامي 2011 و2013".

وتساءل آشنا في هذا الصدد عن نسبة صادرات النفط الإيراني وبيع النفط دون سعره الحقيقي وعن مصير أموال وعدد الأشخاص الذين ربحوا من عملية بيع النفط في زمن العقوبات، واعتبر مستشار روحاني اعتبر تصريحات أوباما للاستهلاك داخلية متهما جليلي في الوقت ذاته بأنه يوظف تصريحات أدلى بها ظريف للاستهلاك الخارجي، من أجل الاستهلاك الداخلي.

وتابع آشنا انتقاداته ساخرًا من جليلي لعدم معرفته باللغات الأجنبية، وقال "على ما يبدو أنت رجل السياسة الداخلية وليس السياسة الخارجية"، وأضاف "على هذا الأساس لم نكن بجاحة إلى مفاوضات في فترتك لأن العقوبات كانت ستنهار من تلقاء نفسها. لم أكن أعرف أنك تؤمن بهذه الدرجة بتصريحات أوباما وتعتبرها عين الواقع. هل تؤمن بتصريحات ترمب بهذا القدر؟".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية الإيرانية بعد تداعيات وقف النووي تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية الإيرانية بعد تداعيات وقف النووي



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab