وقّعت تونس والجزائر، يوم الثلاثاء، اتفاقية شاملة للتعاون الدفاعي، تهدف إلى تعزيز القدرات العملياتية لجيشي البلدين ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة في ظل أوضاع إقليمية ودولية متغيرة، وفق ما أعلنته وزارتا الدفاع في البلدين.
وتم توقيع الاتفاق في العاصمة الجزائرية، بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، من قبل رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، في إطار زيارة رسمية أجراها الوفد التونسي إلى الجزائر.
وأكد بيان مشترك أن هذه الاتفاقية تمثل "محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وخطوة مهمة على طريق تعزيز التعاون العسكري الثنائي"، مشيرة إلى أن الاتفاق يأتي استجابة لمقتضيات الواقع الأمني في المنطقة، ويهدف إلى تطوير العمل المشترك بما يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين.
وبحسب وزارة الدفاع التونسية، تشمل الاتفاقية مجالات التدريب، وتبادل المعلومات والخبرات، بالإضافة إلى تنسيق الجهود المشتركة لتأمين الحدود ومكافحة التهديدات العابرة للحدود، في مقدمتها الإرهاب، والاتجار بالبشر، والهجرة غير النظامية، والتهريب، والجريمة المنظمة.
وأضاف البيان التونسي أن الاتفاقية الجديدة تُعد تطويرًا لاتفاق مماثل تم توقيعه عام 2001، حيث تم توسيع نطاقها لتصبح أكثر شمولًا، وتعكس الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين على أسس من الثقة والاحترام المتبادل، ولفتح آفاق جديدة أمام التعاون الأمني والعسكري في مواجهة المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
ودعا وزير الدفاع التونسي خلال الاجتماع إلى ضرورة تفعيل بنود الاتفاقية بشكل عملي، وتكثيف التنسيق الثنائي بين الجانبين لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة، مؤكدًا أهمية الشراكة الجزائرية-التونسية في دعم استقرار شمال إفريقيا.
ومن جانبه، أكد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، أن العلاقات بين الجزائر وتونس "تكتسي طابعًا استراتيجيًا راسخًا، قائمًا على روابط جغرافية وتاريخية وحضارية متجذرة، فضلاً عن حوار متواصل وتنسيق دائم بين قيادتي البلدين".
وأضاف شنقريحة: "نتقاسم مع تونس نفس التطلعات في ما يخص تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب الطموح لبناء اقتصاديات قادرة على تحقيق تنمية مستدامة". وأكد أن التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجه المنطقة تحتم على البلدين مزيدًا من التنسيق والعمل المشترك، وفق رؤية شاملة ومتكاملة.
وأوضح أن الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، تولي أهمية كبرى لتطوير علاقاتها الدفاعية مع تونس، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن أمن واستقرار البلدين يستدعي أعلى مستويات التعاون والتشاور.
وشارك في مراسم التوقيع عدد كبير من القيادات العسكرية من الجانبين، من بينهم الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني الجزائرية، قادة القوات، قائد الحرس الجمهوري، قائد الدرك الوطني بالنيابة، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الدفاع التونسية، في إشارة إلى أهمية الحدث ودلالته السياسية والعسكرية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه المنطقة المغاربية تحديات أمنية متزايدة، وسط تصاعد النزاعات في المحيط الإقليمي وتنامي خطر التنظيمات المتطرفة والأنشطة الإجرامية عبر الحدود، ما يدفع الدولتين الجارتين إلى تعزيز التنسيق والتعاون المشترك في سبيل حفظ الأمن والاستقرار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تبون ينضمّ لمندّدين بـ"التزوير" برغم حصوله على 94 من الأصوات ومطالب بمراجعة نتائج انتخابات الرئاسة الجزائرية
الرئيس السوري ورؤساء عرب يهنئون تبون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية
أرسل تعليقك