مشار يعود إلى جوبا وسلفا كير يعتذر عن الحرب
آخر تحديث GMT21:33:54
 العرب اليوم -

مشار يعود إلى جوبا وسلفا كير يعتذر عن "الحرب"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مشار يعود إلى جوبا وسلفا كير يعتذر عن "الحرب"

النائب الأول لرئيس جنوب السودان رياك مشار
الخرطوم ـ جمال إمام

جدد النائب الأول لرئيس جنوب السودان رياك مشار، المطالبة برفع حالة الطوارئ، وإطلاق سراح المعتقلين، وإتاحة حرية النشاط السياسي والتنقل، وذلك غداة عودته إلى بلاده بعد غياب قارب السنتين؛ للمشاركة في احتفال بلاده باتفاقية السلام التي وقّعها مع غريمه رئيس الدولة سلفا كير ميارديت، الذي اعتذر علناً لشعبه عن فترة الحرب. واحتشد الآلاف من سكان جنوب السودان لساعات، ليحتفلوا بتوقيع اتفاقية السلام في ميدان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل، جون قرنق، الذي لقي مصرعه في تحطم مروحية رئاسية يوغندية 2005، ورددوا خلال الحفل أغاني وأهازيج السلام، وقدموا رقصات شعبية تراثية، مرتدين الأزياء التقليدية لشعب جنوب السودان.

وقال زعيم المعارضة في العاصمة جوبا، أمس، إن عودته إلى جوبا الغرض منها تأكيد حرصه على السلام، موضحاً أنه اصطحب 50 من قادة حركته لدفع عملية السلام، وإنه كان حريصاً على السلام حتى في فترة إقامته الجبرية في دولة جنوب أفريقيا. وأكد مشار، أن اتفاقية السلام التي تم توقيعها بوساطة سودانية، من المنتظر أن تثمر «جيشاً موحداً، لا تسيطر عليه قبيلة، وستنهي مظاهر الفساد، وتوظف الموارد من أجل التنمية، وتقديم الخدمات للناس».

بدوره، اعتذر رئيس جنوب السودان علناً، عن المعاناة التي سببتها الحرب بينه ومعارضته المسلحة، معلناً «انتهاء مظاهر القتال»، وأمر الجيش والشرطة والأمن بالسماح بحركة المواطنين عبر الطرق البرية والنهرية، وكشف عن تعهد بينه والقادة على تجاوز الخلافات الشخصية، وأعلن إطلاق سراح السجناء السياسيين، وأبرزهم بيتر قاديت، المحكوم عليه بالإعدام، وإطلاق سراح شخص من جنوب أفريقيا قال، إنه «مرتزق»، ليرحل إلى بلاده.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أن مشار، ينتظر أن يستعيد بموجب هذه الاتفاقية منصبه نائباً أول للرئيس في مايو (أيار) المقبل لفترة انتقالية قدرها ثلاث سنوات، بعد أن فقده قبل اندلاع الحرب بين قواته والقوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت.

ولم يزر مشار العاصمة جوبا منذ فراره الاضطراري من العاصمة يوليو (تموز) 2016، غداة انهيار اتفاق سلام سابق تم توقيعه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

من جهته، قال الرئيس السوداني عمر البشير، في كلمة تقدم بها للاحتفال، إن اتفاقية السلام ليست ملكاً للقيادات السياسية، بل لشعب جنوب السودان، وجدد تأكيد وقوفه مع جنوب السودان حتى يكتمل السلام، وتُزال آثار الحرب واكتمال المصالحة، وعودة النازحين إلى قراهم، واللاجئين إلى بلاد، وبناء السودان الجديد.

وقررت جامعة جوبا، كبرى جامعات جنوب السودان، تكريم الرئيس البشير بدرجة الدكتوراه الفخرية في السلم والدبلوماسية؛ عرفاناً لجهوده في تحقيق سلام جنوب السودان، كما كرّمته نساء جنوب السودان.

ووقعت اتفاقية السلام الأخيرة سبتمبر (أيلول) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعد أن كانت الأطراف قد وقعت في الخرطوم بالأحرف الأولى على الاتفاقية، التي رعت التفاوض حولها حكومة السودان مفوضة من قبل الوساطة الأفريقية التي تقودها دول مجموعة «إيقاد».

وأنهى الاتفاق حرباً أهلية اندلعت بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق مشار منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2013، ثم تحولت لاحقاً لحرب قبلية بين قبيلتي «دينكا» التي ينتمي إليها سلفا كير، و«نوير» التي ينتمي إليها مشار، وأزهقت جرّاءها أرواح أكثر من 400 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو أربعة ملايين شخص، بحسب آخر الإحصائيات.

واستقبل الرئيس سلفا كير ميارديت نائبه الأول في مطار جوبا قادماً من الخرطوم، منهياً بذلك عداوة استمرت أكثر من خمس سنوات، بمشاركة الخصمين السابقين في احتفال نُظّم بمناسبة توقيع اتفاقية السلام. ولم يؤكد مشار ما إن كان سيبقى في جوبا بعد مراسم الاتفاق، بيد أن مقربين به أبدوا مخاوفهم على أمنه، وقال المتحدث باسم مجموعته، وتضم عشرة فصائل متمردة، لام بول غابريال، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن لديهم مخاوف بشأن أمن زعيمهم في جوبا، وأضاف: «لدينا مخاوف بشأن أمنه في جوبا، لكن الحقيقة أننا هنا من أجل السلام، وما نحاول القيام به هو بناء الثقة؛ ولهذا السبب يمكنه المغادرة من دون قوّاته والذهاب برفقة سياسيين».

وفرّ مشار مضطراً من العاصمة جوبا في يوليو 2016، بعد أن دارت معارك شرسة بين القوات الحكومية وقواته المتمرّدة المحيطة بمكان إقامته، وقتل جرّاءها مئات الأشخاص، ووصل جمهورية الكونغو الديمقراطية سيراً على الأقدام، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية من دول مجموعة التنمية في شرق أفريقيا (إيقاد) وبتأييد دولي، قبل أن تسمح له بالعودة للخرطوم والمشاركة في مفاوضات السلام.

ونالت دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011، بعد حرب أهلية استمرت 22 عاماً، قادت فيها قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان الحرب ضد حكومة الخرطوم.

وعقب الاستقلال بأقل من سنتين نشبت الحرب التي فشل الكثير من الاتفاقيات في إنهائها، وقتل جرّاءها نحو 380 ألف شخص، في حين نزح ثلث سكان البلاد المقدر عددهم بـ12 مليون نسمة داخلياً، ولجأ بعضهم إلى دول الجوار والسودان، وأدت إلى تعطل إنتاج النفط الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد، وشهدت معظم مناطق البلاد «مجاعة طاحنة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشار يعود إلى جوبا وسلفا كير يعتذر عن الحرب مشار يعود إلى جوبا وسلفا كير يعتذر عن الحرب



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab