الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات
آخر تحديث GMT14:39:05
 العرب اليوم -

الثمانينية "أم يوسف" أكبر مسنة متطوعة في الإمارات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الثمانينية "أم يوسف" أكبر مسنة متطوعة في الإمارات

الثمانينية "أم يوسف"
الشارقة ـ العرب اليوم

بالرغم من تجاوزها الـ 82 من العمر إلا أن الوالدة فاطمة علي إبراهيم التي تعيش في منزل ابنها يوسف اختارت العمل التطوعي لتكرس له حياتها باعتباره عملاً إنسانياً خيرياً حث عليه الدين الحنيف وقيم وعادات الشعب.

تقضي الوالدة فاطمة وقتها بين إدارة الرعاية المنزلية في الشارقة وبين أفراد عائلتها وأحفادها الذين يسارعون دوماً لمجالستها، والإصغاء إلى قصصها الجميلة المستمدة من التراث، مستعرضة أيام الطفولة والماضي وأيامه الجميلة بحلوها ومرها.

وتستهل الوالدة أم يوسف حديثها: «نشأت وترعرت في بيئة محافظة ما بين منطقة الحيرة ومنطقة الشرق مقابل قصر الحكم، وهي الآن يطلق عليها «منطقة القليعة»، إذ كنا في تلك المنطقة نعيش كأسرة واحدة ممتدة ما بين الجيران والأقارب والأصدقاء ونتشارك ونتأثر بكل ما يحيط بنا ولدينا الفضول لنستكشف كل ما هو جديد، حيث لم يكن الجيران بمنأى عن بعضهم البعض، وكانت اللمة التي تجمعنا بمثابة أهم المصادر للحصول على أحوال أهل الفريج، و كنا نفترش ساحة المنزل للقاء الجماعي».

وتسترسل: «قديماً كانت الظروف قاسية حيث صعوبة الحصول على الماء الصالح للشرب من أكبر التحديات، ولم تكن هناك مدارس متوفرة إلا ما ندر، ولا مستشفيات، ما عدا مستشفى في دبي كنا نرتاده إلى أن تم افتتاح مستشفى الأميركان في الشارقة، كما تضيف ورغم قساوة الحياة في وقتها إلا أننا كنا نعيش بسعادة وراحة بال، حيث بساطة حياة الناس في الماضي، وصلة الأقارب، ومحبة الناس لبعضهم البعض، وعدم وجود التكلفة بين الأقارب والجيران».

بين المهنة والوظيفة

وتسرد الوالدة قصتها: كانت لديّ مهارات بسيطة في الحياكة والتطريز الشعبي، وأتقاضى عليها ما يساوي نصف الريال، ويعد وقتها مبلغاً كبيراً، حيث البركة موجودة.

وعن حياتها الوظيفية تقول «تهيأت لي الظروف لأن أنضم إلى مدرسة الأندلس بوظيفة مساعدة خدمات، تحت إدارة الشيخة عائشة القاسمي، ولمدة تزيد على 25 سنة، إلى أن تقاعدت وتفرغت لمهام عائلتي».

أكثر الأعمال

وعن أكثر الأعمال التي تمارسها حالياً، تقول فاطمة علي إبراهيم؛ إنها منضمة لرابطة فخر الوطن التطوعية في مختلف الأنشطة التطوعية، ولا سيما خلال شهر رمضان المبارك، وتعرب عن فخرها واعتزازها بأنها أكبر مسنة متطوعة على مستوى الدولة، قائلة: كيف لا أتطوع وأنا ابنة زايد، وواجبي تجاه وطني هو الذي يدفعني إلى ذلك، وسأقدم ما أستطيع ما دمت حية، وكيف لا أعمل وشيوخنا أمامنا يعملون.

وحول ممارسات العمل التطوعي قديماً؛ تضيف الوالدة: «أن العمل التطوعي في حد ذاته لا يشكل في أساسه ظاهرة جديدة على المجتمع الإماراتي الذي مارسه منذ زمن بعيد، وإن كان في السابق الناس لا يعرفون ما «التطوع»، ولكنهم يشيرون إليه بـ «الفزعة»، وهو طلب المساعدة والتضامن، حيث يقولون فلان يبغي فزعة فكل أهل الفريج يتسابقون لفزعته، وتتم المناداة عن طريق المجلس أو المسجد».

وتابعت: كنا نتشارك إعداد الإفطار الجماعي، وكذلك تبادل الوجبات خلال شهر رمضان أو أثناء المناسبات، كما كنا نعد اللقيمات «لقمة القاضي» ونوزعها للمارة في الطريق، وغيرها من أنواع الأكلات الشعبية التي نعدها جماعياً على غرار؛ «المروق» و «فلي» و «شرقان».

كما كنا نتشارك الأفراح مع الجيران قبل الأقارب، بالإضافة إلى القيام بتفقد الضعفاء والمعوقين والأيتام وكبار السن ونقدم لهم يد المساعدة، أما الآن فتغيرت نوعية العمل التطوعي، بسبب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شاهدها المجتمع الإماراتي.

وأدت كل هذه التطورات إلى تحول العمل الاجتماعي التطوعي من طبيعته التقليدية إلى عمل مؤسسي ذات طابع تنظيمي، نتيجة للدعم الذي توفره الدولة، وهي من سهلت آليات التطوع في الوقت الحالي لخدمة المجتمع، ونصيحتي لأولادي وأحفادي من الجيل الحالي أن يضعوا تلبية نداء الوطن نصب أعينهم وأن يتماسكوا مجتمعياً.

الأسرة

وعن حياتها الأسرية؛ تقول: رزقني الله بخمسة أولاد، أربع بنات وابن واحد، وبتوفيق من الله تمكنت من تربية أولادي وعلمتهم وأعطيتهم جل اهتمامي ولو على حساب راحتي، وكانت ثمرة هذا الجهد وبتوفيق من الله ثم جهود شيوخنا وولاة أمورنا، درس جميع أولادي المراحل الدراسية المختلفة، ومن دواعي فخري وسروري أنهم جميعاً الآن يخدمون وطنهم في مواقع مختلفة، حيث كنت أعتني بأولادي بنفسي دون الاعتماد على المساعدة، ولا أحبذ الاعتماد على الخدم على الإطلاق مثل ما يقوم به الجيل الحالي، ومن ضمن ما أحاول القيام به شخصياً الطبخ والعناية بأسرتي، وكنت في تربيتي لأطفالي أركز دائماً على تعليمهم جزءاً من القرآن وخاصة قصار السور.

الأم والعمل:

وعند سؤالها، عن عمل الأم وتأثيره في تربية الأطفال، تقول: كل واحد منا له ظروفه الخاصة التي تحكمه وتجبره على العمل، ونظراً لخبرتي أنصح المرأة بالتفرغ لتربية أطفالها إذا كانت ظروف الزوج المادية تسمح بذلك، وخاصة في وقتنا الراهن الذي باتت تربية الأطفال فيه من الأمور المعقدة.

ولا شك أن بعضاً مما نجده اليوم من المشكلات الزوجية ناجم عن تقصير المرأة العاملة في حق بيتها، وتسليم الخادمة بعض امتيازات الأمومة ووظائفها الحصرية، فباتت بعض الأمهات العاملات في صراع نفسي لتخليها عن هذه الأمور وتسليمها لمن لا يستحقها ولا يستطيع الوفاء بها، أضف إلى ذلك عدم قدرتها على التحكم في تربية الأطفال، ما يعرضهم لتدني مستواهم الدراسي.

رعاية

تقول الوالدة أم يوسف: كان لوالديّ، رحمهما الله، دور كبير في تنشئتي إذ قدّما لي الكثير من الرعاية والدعم وسانداني كثيراً في تربية أولادي، لاسيما في بداية الأمر عندما كنت أقطن بجوارهما، ولطالما شجعني والدي، رحمه الله، على التعليم والتعلم ومحبة الآخرين والتعامل معهم بلطف والتجاوز عن إساءتهم، وهذه كلها صفات اغتنمتها من والدي، وحاولت غرسها في أطفالي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:13 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 08:52 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فايزر تعلن وفاة مريض وُضع تحت اختبار دواءهيمبافزي

GMT 09:40 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

وفاة لاعب كرة قدم وسط مباراة رسمية بسبب تميمة سحرية

GMT 08:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة إسرائيلية تستهدف وسط بلدة حولا جنوبي لبنان

GMT 19:52 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أحمد عبد الوهاب الابن الأصغر لموسيقار الأجيال

GMT 09:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

شهيدان بغارة إسرائيلية على حافلة في الهرمل شرقي لبنان

GMT 19:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

قادة الأسد السابقون يحاولون استعادة نفوذهم في الساحل السوري

GMT 13:39 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

خبيرة أممية تحذر من ظروف احتجاز زوجة عمران خان

GMT 13:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بنيامين نتنياهو يتوعد «حماس» بعد إصابة ضابط بانفجار في رفح

GMT 08:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 3 عناصر مسلحة في اشتباكات مع الأمن السوري

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 3 أشخاص خلال اشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 23:45 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

خطة إسرائيل الضخمة للتسلح بقيمة 110 مليارات دولار

GMT 10:25 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

احتفلوا بقيصر وتنازلوا عن الجولان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab