طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين
آخر تحديث GMT01:24:48
 العرب اليوم -
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين

"طبيب الزواولة"
تونس - العرب اليوم

يقولون إن الحاجة محك النباهة، ويقولون أيضا إنه لا شيء يطلق العظمة الكامنة في داخلنا مثل الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم، يعد العربي لذيب، 71 عاما، من أولئك الذين كرسوا أنفسهم لمساعدة الآخرين، حتى تم تلقيبه بـ"طبيب الفقراء".على بعد 90 كيلومترا من العاصمة وبعيدا عن صخب المدن، فتح العربي لذيب، عيادته الخاصة منذ أربعة عقود في ربوع بلدة الماتلين الواقعة في معتمدية رأس الجبل من محافظة بنزرت في الشمال الشرقي من تونس.
هناك يستقبل لذيب، مرضاه بحفاوة استقبال الناس لضيوفهم وبكرم لا ينضب. يجلسهم على كرسي محاذ لمكتبه ويسألهم عن حالتهم النفسية قبل الجسدية و يقول لهم إن علاج الروح يسبق علاج الجسد.

يطلق أهل الماتلين، على العربي لذيب اسم "طبيب الفقراء" أو "طبيب الزواولة" بلهجتهم العامية، فطبيبهم الذي يعرفونه منذ عشرات السنين لا يعترف بالتسعيرة الحكومية ولا يخشى عقوبة مخالفة مدونة قواعد السلوك التي تفرض على الأطباء اعتماد تسعيرة معينة تحددها وزارة الصحة.يقول لذيب في حديثه لـ "سبوتنيك" إنه يعرف جيدا حال أهالي بلدته العاملين في الفلاحة ووضعهم المادي، لذلك يعتمد تسعيرة رمزية لمتوسطي الحال تصل إلى نصف التسعيرة المعتمدة في تونس وأحيانا إلى ربعها، بينما لا يتلقى مليما واحدا من ضعاف الحال.ويستحضر لذيب، كيف أن أحد المرضى قام بإعطائه سلة من الخضر وخبزا تقليديا لقاء علاجه، قائلا "لا أذكر أني أجبرت يوما مريضا على دفع ثمن العلاج أو سببت له إحراجا بسبب ضعف حاله".

ولا يكتفي لذيب بعلاج البسطاء مجانا، إذ يحرص أيضا على تمكينهم من الأدوية التي يحتاجونها للتعافي، ويساعده في ذلك مندوبو مبيعات الأدوية الذين يوفرون له الأدوية متى وما استطاعوا وأحيانا يدفع لذيب ثمن الأدوية من ماله الخاص.ويختار "طبيب الفقراء " الأدوية الأقل ثمنا حتى لا يثقل كاهل مرضاه، لأن المهم لديه هو فائدة الدواء وتحقيق الغاية المطلوبة منه وهي التماثل  إلى الشفاء.
40 عاما في خدمة المحتاجين

مزاولة العربي لذيب، للطب لم تكن مجرد صدفة أو رغبة منفصلة الخلفيات، وإنما نتيجة تجربة قاسية مر بها منذ صغره، ويقول: "كنت أعاني من مرض في العظام تسبب لي في اعوجاج في العمود الفقري، واضطررت إلى البقاء في مستشفيات فرنسا لمدة عامين".
وتابع: "خضعت وأنا صاحب الخامسة عشر عاما إلى عملية جراحية، وحينها قررت أن أصبح طبيبا إن كللت العملية بالنجاح وأساعد المرضى من ضعاف الحال على تجاوز مرضهم ومشاكلهم الجسدية".

وفعلا درس لذيب، الطب وحصل على شهادة مزاولة المهنة وافتتح عيادته الخاصة سنة 1981 أي قبل نحو أربعين عاماويضيف: "كان بالإمكان أن أفتتح عيادتي في العاصمة أو في مدينة بنزرت أو أي من المدن الكبرى التي يمكنني جني المال الكثير منها، لكنني اخترت مسقط رأسي الماتلين، التي كانت تفتقر لوجود طبيب واحد أو ممرض أو مستشفى أو حتى صيدلية".ومنذ افتتاح عيادته إلى اليوم، يمضي لذيب يومه متنقلا بين مقر عمله وبيوت المرضى، قائلا: "تعود الأهالي علي وهذه عادتي منذ 40 سنة ولن أغيرها ما حييت".
غايته إسعاد الناس

ولا يكرس لذيب مهنته فقط للمرضى والمحتاجين، إذ وهب حياته ووقته وحتى لحظاته العائلية من أجل مساعدة المرضى، قائلا "إن أهم صفة يجب أن تتوفر في الطبيب هي  التفرغ وأن يكون متاحا للناس متى احتاجوا إليه".فعلى عكس ما هو سائد، لا يكتفي لذيب باستقبال المرضى في عيادته وإنما يتنقل بنفسه إليهم أينما ووقتما كانوا خاصة في الحالات العاجلة والخاصة كالنساء الحوامل وكبار السن وحاملي الأمراض المزمنة، غير عابئ بتعبه وغير مبال بتأخر الوقت أو بتفويت مواعيده الخاصة وأفراحه".

وفي خضم جائحة كورونا والضغط الكبير الذي تعيشه المستشفيات العمومية خاصة في الجهات الداخلية، يحرص "طبيب الفقراء" على مساعدة الناس على تجاوز مرضهم والإحاطة بعائلات المصابين بفيروس كورونا وتوعيتهم بمراحل العلاج دون الوقوع في مصيدة المشاكل النفسية الناجمة عن المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها.وأوضح أنه يركز اهتمامه على كبار السن وحاملي الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والمصابين بضيق التنفس والسمنة الذين يكونون أكثر عرضة للمشاكل المصاحبة لفيروس كورونا.وعلى الرغم من أن لذيب، أمضى أكثر من 40 عاما في هذه المهنة، إلا أن غايته لم تكن يوما الربح المادي وإنما إسعاد الناس وتخليد اسمه في قلوبهم خاصة وهو الذي عاصر مختلف الأجيال، قائلا: "بعد مائة عام لا أظن أن منطقة الماتلين مسقط رأسي ستنسى اسم العربي لذيب".وينصح الطبيب أهل المهنة بوضع القسم الذي أدوه نصب أعينهم والتقيد بمضمونه في أن يصونوا حياة الناس في كل الظروف والأحوال وأن يكونوا دائما وسائل رحمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين طبيب تونسي يكرس 40 عاما من حياته لمساعدة المحتاجين



GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 23:41 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 03:55 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك يدعم حملة ترامب الانتخابية بـ 70 مليون دولار

GMT 04:17 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أمن المغنية تايلور سويفت يثير الجدل في بريطانيا

النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab