بشكل بات ملحوظاً، تشهد مصر ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الولادة القيصرية، حيث تصدّرت قائمة أعلى دول العالم في هذا النوع من الولادة بنسبة 72%، حسبما أفادت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان. وهو ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار حزمة من الإجراءات التنظيمية الملزمة للمنشآت الطبية الخاصة، بهدف تعزيز الولادة الطبيعية الآمنة وتقليل اللجوء إلى العمليات القيصرية غير المبررة طبيًا.
وأثار هذا الارتفاع اللافت، في معدلات الولادة القيصرية تساؤلات عديدة حول الأسباب وكيفية المواجهة، حيث تقول الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والمشرف العام على المجلس القومي للسكان، إن التغيير في الفكر المجتمعي جعل الكثير من السيدات يعتبرن الولادة القيصرية خيارًا أسهل وأقل ألمًا من الولادة الطبيعية، وهو ما دفعهن لطلبها مباشرة من الأطباء.
وأضافت أن القرار يجب أن يكون طبيًا بحتًا، وأن تجرى القيصرية عند الضرورة فقط.
وأكدت الألفي أن الولادة الطبيعية أكثر أمانًا كما يحدث عالميًا، مشيرة إلى أن القطاع الخاص يُجري أكثر من 70% من الولادات في مصر، مقابل 20% فقط في القطاع الحكومي، ما يستلزم تشديد الرقابة وتطبيق الأدلة الإرشادية الصادرة عن وزارة الصحة.
ولمعرفة الأسباب يقول الدكتور راجح عبد الرازق، استشارى النساء والتوليد بالمنصورة، إن أحد الأسباب الرئيسية للارتفاع هو خوف النساء من آلام الولادة الطبيعية، إلى جانب استجابة بعض الأطباء لرغباتهن، رغم أن كثيرًا من الحالات لا تحتاج فعليًا إلى القيصرية، موضحا أن الولادة الطبيعية، خاصة للبكريات أي الولادة الأولى، قد تستغرق 13 ساعة، وهو ما يجعل العديد من السيدات يفضلن العمليات القيصرية.
من جانبه، يؤكد الدكتور ماهر شمس، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة المنصورة، أن قرارات وزارة الصحة الأخيرة لضبط معدلات الولادة القيصرية إيجابية، و كان يجب تطبيقها منذ سنوات، لكنها تحتاج إلى إجراءات داعمة لضمان نجاحها.
وأوضح أن هذه الإجراءات تشمل تجهيز المستشفيات بالتقنيات الحديثة لمتابعة الجنين، وتدريب الأطباء على مهارات الولادة الطبيعية باستخدام الأدوات المساعدة، مع تكثيف التوعية والتثقيف للسيدات الحوامل.
وأضاف أن الولادة الطبيعية عملية متكاملة تبدأ من التمارين والتثقيف الطبي والمتابعة المنتظمة حتى لحظة الوضع، مؤكدًا أن تطبيق هذه الخطوات- كما يحدث في الدول المتقدمة -سيُسهم في تقليل الاعتماد غير المبرر على الولادات القيصرية.
في السياق نفسه، يقول الدكتور جمال عميرة، وكيل نقابة الأطباء المصرية، إن مصر تُسجل واحدة من أعلى نسب الولادات القيصرية على مستوى العالم، مرجعًا ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها عدم قدرة العديد من السيدات على تحمّل آلام الولادة الطبيعية، وهو ما بات أكثر شيوعًا خلال الخمسة عشر عامًا الماضية.
وأضاف أن بعض الأطباء يفضلون إجراء القيصرية لتتناسب مع مواعيد عملهم، خاصة أن الولادة الطبيعية قد تستغرق نحو 13 ساعة من المتابعة المستمرة منذ بداية الطلق وحتى إتمام عملية الوضع.
وأوضح عميرة أن تنفيذ توصيات وزارة الصحة المصرية للحد من معدلات القيصرية يمثل تحديًا صعبًا، نظرًا لاعتماد القرار بشكل أساسي على رؤية الطبيب للحالة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الصحة المصرية ترفع درجة الاستعداد القصوى بالمنافذ لرصد أي حالات إصابة بالكوليرا
استشاري في طب التوليد يؤكِّد أنّ الولادة القيصرية محفوفة بالمخاطر
أرسل تعليقك