النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية
آخر تحديث GMT16:56:59
 العرب اليوم -

أنصاري تكشف عن فترات التحرر التي شهدتها بلادها

النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية

النساء في إيران
طهران - مهدي موسوي

أجبرت النساء في إيران على ارتداء الحجاب منذ الثورة الإسلامية عام 1979، واعتمد الفصل بين الجنسين كنهج لهذه الثورة، وتعاني النساء في إيران من الاضطهاد والقمع، على الرغم من أن المرأة الإيرانية شهدت فترات من التحرر ولم تكن ترتدي فيها الحجاب، خصوصًا خلال حكم "سلالة بهلوي" بين عامي 1925 وحتى 1979 .

النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية

ويتفق معظم الكتاب الغربيين مع هذه النظرة تجاه الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة الإيرانية، وكتبت المؤرخة الإيرانية الأميركية المولد نينيا أنصاري: "اعتدت على حضور مجالس القصص الشعبية عن النساء في إيران، ولكن كانت القصص بعيدة جدًا عن الحقيقة".

وأدركت أنصاري حقيقة واقع النساء في إيران من خلال البحث في الموضوع لأطروحتها الجامعية، واكتشفت أن العالم لا يدرك الحقيقة حول حقوق المرأة الإيرانية، ولجأت لتأليف كتاب "جواهر الله"، لتوصف "القصة التي لم تحكي عن النساء في إيران".

ويكسر كتابها الكثير من الافتراضات النمطية والقصص الكثيرة التي أساءت فهم قصة النساء في إيران، ونجحت في الكشف عن تمكن النساء من تطوير حركة نسوية كاملة في ظل المناخ الأبوي في إيران ما بعد الثورة.

وبدأت الحركة النسوية في إيران في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد فارس القديمة، والتي كانت تدين بـ"الزراداشتية"، والذي يركز على المساواة بين الرجل والمرأة، وكانت النساء تتقلد أدوارًا متقدمة في القيادة في المجتمع الفارسي القديم، وتصبح قائدات في الجيش دون فجوة في الأجور مع الرجال، وفي حوالي 1400 عام تغير هذا الأمر.

وشهد القرن السابع الميلادي الغزو العربي، ووصل الإسلام إلى بلاد فارس، ومعه تراجعت حقوق المرأة في البلاد، وبالرغم من أن الإسلام دين قادر على التطور، إلا أن المتشددين المحافظين الذين التزموا بالنص الأصلي والتفسير، حصروا المرأة في وضع أدنى، واعتبروا بأنها مشيئة الله لها.

النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية

وجاءت بعد ذلك فترات استطاعت فيها النساء أحيانًا استعادة حقوقها كالسابق، ولكن الأمور تغيرت أكثر في عام 1925، عندما وصل رضا شاه بهلوي إلى السلطة، وكان هو وابنه محمد رضا بهلوي يدعمان الحركات النسوية، وطوال 54 عامًا من حكمهما، قاما بإصلاحات جذرية  لتحرير المرأة، منها إرسال النساء إلى الغرب للتعلم وتحديث اللباس ورفع الحد الأدنى لسن الزواج، وفي عام 1935 تم إلغاء فرض الحجاب مؤقتًا، ثم أصدر الشاه مرسومًا أن للمرأة حق ارتداءه أو لا، وارتدت النساء في عهدهما التنانير القصيرة، وذهبن إلى الجامعات، وانتشرت المجلات النسائية، ولكن أنصاري تقول إن هذه كانت واحدة من "الأساطير" الكبرى حول تلك الحقبة، ففي الحقيقة لم تتحرر كل النساء الإيرانيات في ذلك الوقت.

وأضاف أنصاري أنه لم ترد العديد من العائلات التقليدية تبني سياسة الشاه وابنه، وعندما حُظر الحجاب، لم يرسل الآباء المتزمتين بناتهم إلى المدارس ومنعوهم من مغادرة المنزل، ومنعوهن من ممارسة العديد من الحريات التي كفلتها القوانين الجديدة لهن.

 وتابعت:"كانت دوافع الشاه نبيلة أكثر من اللزوم، على الرغم من أنني لا أقلل مما فعله، ولكن كان عليه إعطاء الناس مزيدًا من الوقت ليفهموا القوانين الجديدة، فالتغيير السريع لم يكن مجديًا، وهذه كانت واحدة من الأسباب التي أطاحت بملك الشاه الابن عام 1979، وأتي بعدها آية الله الخميني وهو رجل دين معادٍ لحقوق المرأة".

وتفاجأت أنصاري عندما اكتشفت أن أكثر داعمي الخميني كانوا من النساء، فالغرب كان يتوقع أن النساء يدعمن نظام الشاه في ذلك الوقت، نظرًا للحرية التي تمتعن بها، ولكن العكس هو ما حصل، فالنساء انجذبن لخطاب الخميني حول العودة إلى التقاليد والأصالة الثقافية، وتحديدًا اللواتي ينتمين إلى أسر تقليدية، ولكن حتى النساء المتعلمات والحائزات على جائزة "نوبل" مثل شيرين عبادي التي كانت أول امرأة تصبح قاضية في ظل حكم الشاه كانت تدعم الخميني.

وأردفت: "بعد تأسيس الخميني للجمهورية الإسلامية عقب الثورة، أدركت النساء حقيقة ما سيحدث لهن، فجردت عبادي من منصبها كقاض بموجب الشريعة الإسلامية، وبدأ عهد اضطهاد المرأة، ولكن كما لم يحرر الشاه النساء تمامًا، لم يقيدهن الخميني تمامًا".

واستطردت: "منعت النساء من ارتداء التنانير القصيرة، وفرض عليهن الحجاب تنفيذًا للشريعة الإسلامية ، واعتمد الفصل في التعليم، ولم يعدن قادرات على العمل بحرية كما في السابق، ولكن أتي هذا بالإيجاب على بنات العائلات التقليدية، التي ارتاحت للفصل بين الجنسين ولفرض الحجاب، وبالتالي سمحت لبناتهن بالذهاب للمدرسة والحصول على التعليم".

وواصلت حديثها: "بحصول النساء على التعليم في عهد الخميني، مهدت الطريق أمامهن لتكوين النسويات للمرة الأولى في إيران تحت الحكم الأبوي، وبدأت حقوق المرأة بالازدهار ثانية، وبالتالي ما أراده الشاه تحقق في أكثر الحقب غير المتوقعة وفي الجمهورية الإسلامية اليوم تقيد النساء بالقانون، فيتوجب عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة، ولا يستطعن السفر دون إذن من أزواجهن، ويملك الزوج الحق في منعها من العمل بحجة أن عملها يسيء إلى كرامته".

وأوضحت النساء الناشطات في المجال النسوي في إيران، أن النظام يعتبر النسويات من تعاليم الغرب، لأنفسهن باسم الحركات النسوية الإسلامية أو المدافعات عن حقوق النساء.

وتمكنت العديد من هذه الحركات التحرر من خلال إعادة تفسير النصوص الدينية، وحققت الإيرانيات تغييرًا في حياتهن، فتمكن من تقييد القانون الذي يمنع النساء من أن يصبحن قاضيات، وتمكن من الضغط على البرلمان باشتراط زواج الرجل امرأة ثانية بموافقة الأولى، وبالرغم من أن هذه تغييرات بسيطة، ولكنها ذات معنى بالنسبة للإيرانيات.

وتؤمن المؤرخة الإيرانية أنصاري، بأن أي تغيير سيحدث في إيران خلال الفترة المقبلة، ستكون النساء هي من يحملن رايته الأولى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية النسوية الإسلامية والتنانير القصيرة حقيقة مغطاة عن المرأة الإيرانية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 16:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

إسرائيل تهدد بـ"احتلال مناطق واسعة" جنوبي لبنان
 العرب اليوم - إسرائيل تهدد بـ"احتلال مناطق واسعة" جنوبي لبنان

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 10:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فيضانات كينيا تتسبب في انهيار سد ومقتل العشرات

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab