إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس في حملات باللغة الفارسية لاستمالة المعارضين
آخر تحديث GMT08:39:43
 العرب اليوم -

إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس في حملات باللغة الفارسية لاستمالة المعارضين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس في حملات باللغة الفارسية لاستمالة المعارضين

الدّمار الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية في تل أبيب
القدس المحتلة ـ العرب اليوم

كثّفت إسرائيل من نشاطها الإعلامي باللغة الفارسية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجمات التي شنّتها على إيران في 13 يونيو/حزيران، وذلك عبر حسابات رسمية تديرها كل من قوات الدفاع الإسرائيلية ووزارة الخارجية. هذه الحسابات لا تكتفي بنشر التصريحات الرسمية، بل تعتمد بشكل متزايد على صور رمزية مشحونة بالدلالات التاريخية والثقافية، في أسلوب يبدو موجّهًا بوضوح نحو التأثير في الجمهور الإيراني، خصوصاً المعارضين للنظام الحاكم.

في مقابل الطابع العملي الذي يطغى على رسائلها باللغة العبرية، تتبنى إسرائيل، في رسائلها الفارسية، أسلوبًا دراميًا يعتمد على الرموز التاريخية مثل الأسد والشمس، وهي رموز كانت تمثّل الشعار الوطني لإيران في عهد الشاه قبل الثورة الإسلامية عام 1979. استخدام هذه الرموز يبدو محاولة لاستحضار مشاعر الفخر القومي المرتبطة بفترة الحكم الملكي، في محاولة لاستمالة جمهور يحنّ إلى ما يعتبره ماضيًا أكثر استقرارًا وحرية.

تاريخ الحسابات الفارسية الرسمية ليس حديث العهد، فقد أنشئ حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) عام 2010، ويضم اليوم أكثر من 600 ألف متابع. وكان هذا الحساب نشطًا للغاية خلال احتجاجات 2022 في إيران، حيث قدّم محتوى يستهدف المعارضين للنظام. ومع توسّع الحملة العسكرية، ظهرت منشورات عديدة على هذه الحسابات، من بينها صور لأسد يقف فوق طائرة "إف-35" في إشارة إلى عملية "الأسد الصاعد"، وهو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها العسكرية الأخيرة ضد إيران.

استخدام رمزية الأسد والشمس لا يقتصر على الدلالة السياسية فقط، بل يحمل أبعادًا دينية توراتية. ففي اليوم الذي سبق الضربات الإسرائيلية، وضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورقة في حائط البراق كتب فيها اقتباسًا من النبي بلعام: "شعب يقوم كلبوة، يرتفع مثل الأسد"، وهي عبارة تم تداولها على نطاق واسع كرسالة رمزية للتصعيد والقوة. كما أظهرت بعض المنشورات أسدًا يدمر شعار الجمهورية الإسلامية، مرفقة برسالة تقول: "انتفاضة الأسود من أجل انتصار النور على الظلام".

الرمزية لم تكن وحدها، إذ ترافق معها محتوى بصري مباشر يُظهر دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مثل صورة نسر أصلع يحمل الأعلام الإسرائيلية، وكذلك مقاطع فيديو تشير إلى قوة الردع الإسرائيلية، مع رسائل موجهة إلى طهران تقول: "لن نسمح لأخطر نظام في العالم بالحصول على أخطر سلاح في العالم". وقد تضمنت بعض المنشورات تهديدات مباشرة لقادة إيرانيين ورسائل تؤكد أن "لا ملاذ للإرهابيين"، مع صور مركّبة لأشخاص بارزين في النظام الإيراني محاطين بجثث قادة عسكريين، في تحذير واضح من استهدافهم.

في نفس السياق، ظهر نتنياهو في مقطع مصوّر موجه إلى الشعب الإيراني، تحدث فيه عن الصداقة التاريخية بين الشعبين منذ عهد قورش الكبير، ودعا الإيرانيين إلى "النهوض والدفاع عن حريتهم" مستخدمًا شعار "نساء، حياة، حرية" الذي اشتهر خلال احتجاجات 2022. كما أشار بعض المسؤولين الإسرائيليين في مناسبات إعلامية إلى رغبتهم في أن تؤدي هذه الحملة إلى تحرك داخلي يزعزع استقرار النظام.

وقد شهدت الحسابات الفارسية الرسمية تزايدًا كبيرًا في وتيرة النشر والتفاعل منذ 13 يونيو/حزيران، حيث حصدت العديد من المنشورات آلاف المشاركات والإعجابات. لكن رغم هذا النشاط، يصعب تحديد مدى وصول هذه الرسائل إلى الجمهور المستهدف داخل إيران بسبب القيود المفروضة على مواقع التواصل مثل "إكس"، واعتماد المستخدمين الإيرانيين على الشبكات الافتراضية الخاصة للوصول إليها.

من بين المنشورات التي أثارت جدلًا واسعًا، واحدة تضمنت أمرًا بإخلاء أحد أحياء طهران، ما دفع كثيرين للتشكيك في جدّية الرسالة أو الطابع الإنساني منها، خاصة في ظل المهلة الزمنية القصيرة. وقد أظهرت التحليلات أن كثيرًا من التفاعل يأتي من مستخدمين يستخدمون رموزًا تعبر عن المعارضة، كصور علم إيران القديم أو علم إسرائيل، ويتفاعلون بلغات متعددة من بينها العبرية والإنجليزية.

ورغم التفاوت بين الرسائل الفارسية والرسائل العبرية أو الإنجليزية التي تصدر عن الجيش الإسرائيلي، والتي تظل أقرب إلى البيانات الرسمية، فإن هذا التوجه الجديد يعكس استراتيجية إعلامية تستهدف بشكل مباشر الجماهير المعارضة داخل إيران من خلال استحضار الرموز التاريخية، والدعوة إلى الاحتجاج، والتأكيد على العداء للنظام الإيراني الحاكم، في وقت يشهد فيه الصراع بين الجانبين تصعيدًا ميدانيًا وإعلاميًا متوازيًا.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إسرائيل تغلق سفاراتها حول العالم بعد ضربات إيران وتعزيزات أمنية تحيط بالجاليات اليهودية

طهران تتهم واشنطن بمساعدة إسرائيل في تزويد طائرتها جوّا بالوقود وتنشر صورة لحركة طائراتها وقت الهجوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس في حملات باللغة الفارسية لاستمالة المعارضين إسرائيل تكثّف حربها الدعائية ضد إيران رمزية الأسد والشمس في حملات باللغة الفارسية لاستمالة المعارضين



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر
 العرب اليوم - دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 01:38 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه
 العرب اليوم - أحمد حلمي وهند صبري في أول تعاون سينمائي بأضعف خلقه

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ

GMT 17:35 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد قوة الرضوان في حزب الله

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الممثلة الأميركية ديان لاد عن 89 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab