خبراء يرجعون الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية إلى أسباب نفسية
آخر تحديث GMT11:07:10
 العرب اليوم -

أحد أهم الأسباب في ذلك هو الإحساس بأن أحدًا لن يسمع ما تقول

خبراء يرجعون الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية إلى أسباب نفسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خبراء يرجعون الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية إلى أسباب نفسية

شبكات التواصل الاجتماعي
واشنطن ـ يوسف مكي

أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة لكثير منا ضرورة، وجزءا كبيرا من حياتنا اليومية، لكن هوس نشر المعلومات والتفاصيل الشخصية قد يدفع البعض إلى نشر قصص شخصية ومفصلة للغاية، بحيث يصعب تخيل نشرها، وأحيانا تؤدي إلى مشاكل اجتماعية ومهنية، حيث يرى الخبراء أن الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي يعود لبعض الأسباب النفسية.

غياب السلطة
أحد أهم الأسباب التي تدفعنا أحيانا إلى الإفراط في عرض الأمور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي هو الإحساس بأن أحدا لن يسمع ما تقول. وعندما نتابع حساباتنا على مواقع التواصل، فإننا نشهد تأخيرا في ردود الفعل، ولا نلمح تداعيات اعترافاتنا على الفور، مثلما يمكن أن يحدث حينما نبوح بسر حميم لأحد الأصدقاء. كما أنه لا يتعين علينا رؤية وجوه الآخرين، ولا نشعر بالإحراج.

كذلك فإن عدم كشف بعض الأشخاص عن هوياتهم، يجعل هؤلاء في حل أن يكشفوا أكثر تفاصيل الحياة حميمية، وربما حتى دناءة، طالما لن يكون ذلك تحت الاسم الحقيقي للشخص، كذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي لا تتضمن سلطة، عكس العمل أو المدرسة أو المنزل حيث توجد شخصية رب العمل، أو المعلم، أو الأب، فوسيلة التواصل الاجتماعي هي وسيلة مجانية متاحة للجميع، يمكننا أن نتواصل مع من نحب في الوقت الذي نحب وبالكيفية التي نحب، دون رقيب أو رادع.

لكننا ننسى في الكثير من الأحيان أن أولياء أمورنا في العمل أو المدرسة أو المنزل قد يتابعوننا، ويقرأون ما نكتب، ويرون ما نشارك، حتى ولو كانوا لا يراقبوننا شخصيا، إذ أنه لا توجد طريقة حقيقية لإخفاء كلماتنا عنهم، سوى بالحظر، وهي مواجهة لها تداعياتها على أرض الواقع.

النرجسية
بالطبع هناك قدر من البحث عن الاهتمام، اهتمام من حولنا، اهتمام مجتمعنا، اهتمام العالم بأسره بما نكتب، وما ننشر، حيث نأمل دائما في الإعجاب، نريد أن نلتقط صورة "سيلفي" خاصة، ونعرض قصة نظن أنها مثيرة، لا للأصدقاء والأقارب، بل وربما تصل لدائرة أوسع، وتصبح أكثر الصور أو الفيديوهات أو المنشورات تداولا عبر الإنترنت. إنها النرجسية التي قد تؤدي في حدودها غير الطبيعية لأن تكون مرضا يؤذي صاحبه قبل أن يؤذي من حوله، بينما يعتبر الشخص أن تفاصيل حياته اليومية مهمة لكل البشر في جميع أنحاء العالم، ويصاب بالإحباط والاكتئاب حينما يدرك حقيقة أن الحياة تسير على نحو طبيعي، دون أدنى اهتمام بما ينشر من صور أو فيديوهات أو كلمات.

الرغبة في التحقق
على النقيض من ذلك، قد يؤدي تدني احترام الذات إلى السعي نحو البحث عن شرعية وموافقة من حولنا على ما نفعل، وحينما يشعر الشخص بعدم الأمان حيال هيئته على سبيل المثال، فإنه دائما يبحث عن المديح، أو عن مجرد الإعجابات (حتى ولو سلبية)، كطريقة للشعور بالوجود والأهمية والتحقق، وكذلك فحينما ننشر ما نشعر أنه أفضل صفاتنا ولحظاتنا، أو نلتقط سيلفي نراه جميلا، نحاول أن ننشر ذلك على أوسع نطاق ممكن، ليراه أكبر عدد من الناس، لنتحقق من خلال تقييم الناس لنا. لذلك سوف ننشر عددا ضخما من الصور واللحظات من أجل أن يرانا شخص بعيد، نود أن يرانا على الهيئة "الحقيقية" التي نظن أننا عليها.

في هذا الإطار أيضا تدخل المنشورات التي تتحدث عن إنجازاتنا، والشهادات والميداليات والأوسمة، والمواقف التي نفخر بها، من أجل أن نحصل على دعم واعتراف من المجتمع المحيط، بينما تصبح الإعجابات وعلامات الحب محل إدمان، نسعى للحصول عليه بأي ثمن ممكن، ذلك أن تحققنا الواقعي يرتبط مباشرة بتحققنا الافتراضي.

الوحدة
تمنحنا شبكات التواصل الاجتماعي الفرصة كي نحكي للعالم قصتنا دون أن نعاني من تداعيات ذلك كما يحدث على أرض الواقع، فحينما نتحدث عن أسرارنا، مشكلاتنا، أو اهتماماتنا كثيرا ما نحس بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك من يشاركنا نفس المشاعر والمشكلات والقضايا، وهو ما يمنحنا إحساسا ما بالتعاضد والتكاتف المجتمعي، وكثيرا ما تساعد شبكات التواصل الاجتماعي الأشخاص في الكشف عن أشياء لم يكونوا يعرفونها من قبل، كأن يلتقي البعض في مجموعات يتشاركون فيها لمرورهم بتجربة ما، فيعرفون جميعا أنهم ليسوا بمفردهم، بل هناك من يشاركهم تجربتهم، رؤيتهم، أفكارهم، أحلامهم.

لكن ما علينا الحذر بشأنه هو أن كثيرا مما ننشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن الرجوع عنه، ولو بحذفه، فعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أماكن رائعة للتواصل، ومشاركة القصص والتجارب، إلا أنها مليئة أيضا بمن لا يرتاحون لنا، أو لا يحبوننا، ودائما هناك من يستطيع أن يقتنص كلمة أو عبارة أو صورة، نتراجع عنها بعد حين، لكنها تكون قد انطبعت على شاشة أخرى في مكان آخر من الشبكة العنكبوتية، وهناك قاعدة ذهبية بهذا الصدد: "لا تنشر شيئا لا تريد جدتك أن تراه، فإذا كان من غير اللائق أن تراه، يعني ذلك بالضرورة أن الأصدقاء البعيدين والمعارف لا يصح أن يروه".

قد يهمك أيضا:

"رقصة المثلث" تحدٍّ جديد يجتاح شبكات التواصل الاجتماعي

الحكومات الآسيوية تُشدِّد الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يرجعون الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية إلى أسباب نفسية خبراء يرجعون الإفراط في التواصل ونشر الأمور الشخصية إلى أسباب نفسية



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab