بكين - العرب اليوم
خطفت قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي استضافتها الصين في مدينة تيانجين الأضواء واحتلت صدارة العناوين في كبريات الصحف ووكالات الأنباء الغربية، حيث اعتبر كثير من المحللين أن القمة بما رافقها من استعراض عسكري ورسائل سياسية قوية تمثّل نقطة تحوّل في موازين القوى الدولية وتشير بوضوح إلى سعي بكين لإعادة صياغة النظام العالمي على أساس التعددية وإنهاء الهيمنة الغربية.
صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تحدّثت عن ملامح نظام عالمي جديد تسعى الصين إلى ترسيخه يقوم على المساواة بين الدول ورفض التفرد الأمريكي، معتبرة أن خطاب الرئيس شي جينبينغ يعكس رؤية استراتيجية طويلة المدى لتقديم وصفة صينية بديلة عن الوصفة الغربية التقليدية في إدارة العلاقات الدولية. بينما رأت وكالة أسوشيتد برس أن الاستعراض العسكري الذي تزامن مع القمة لم يكن مجرد عرض قوة بل رسالة واضحة بأن بكين ومعها موسكو ودول آسيا الوسطى والهند تسعى إلى ترسيخ محور جديد يقف في مواجهة الضغوط الأمريكية والأوروبية.
أما وكالة رويترز فركّزت على الجانب الاقتصادي، مشيرة إلى أن القمة شهدت طرح مبادرات مهمة مثل تعزيز استخدام اليوان في تسوية صفقات الطاقة وتأسيس بنك تنموي ضمن إطار منظمة شنغهاي، وهو ما وصفته الوكالة بأنه تهديد محتمل لمكانة الدولار في أسواق آسيا الوسطى والعالم النامي، مؤكدة أن هذه الخطوات قد تمثّل بداية عملية لبناء نظام مالي موازٍ يخفف اعتماد الدول على العملة الأمريكية.
ويرى مراقبون غربيون أن هذه القمة بما حملته من رمزية سياسية واقتصادية تعكس تصميم الصين على المضي في مشروعها لقيادة تحوّل عالمي متعدد الأقطاب، خاصة في ظل مشاركة قادة روسيا والهند ودول أخرى، وهو ما يجعلها محطة بارزة في سياق التنافس المتصاعد بين الشرق والغرب، ويؤكد أن النظام الدولي يدخل مرحلة جديدة قد تحمل تغييرات عميقة في موازين النفوذ والسلطة عبر العالم.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
إسرائيل تعلنها رسمياً بدء هجومها على إيران رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته مطلع الشهر الجاري
ظهور مشتبه به جديد في قضية تسريب خطط عسكرية إسرائيلية تستهدف الهجوم على إيران
أرسل تعليقك