القاهرة ـ العرب اليوم
لا شيء يُفسد متعة الجلوس في الهواء الطلق أكثر من كرسي مغبر أو طاولة ملوّثة ببقع الزمن والعوامل الجوية. فأثاث الحديقة، رغم أنه مخصص لمقاومة العوامل الخارجية، يبقى عرضة لتراكم الأتربة وتغيرات الطقس، ما يجعل تنظيفه وصيانته بانتظام خطوة ضرورية للحفاظ على مظهره الجميل ووظيفته العملية.
من المهم أن نُدرك أن الطريقة المثلى لتنظيف الأثاث الخارجي تعتمد أولاً على المادة المصنوع منها. فالخشب، على سبيل المثال، يتطلب عناية خاصة لا تقتصر فقط على التنظيف، بل تمتد إلى الحماية والتلميع الدوري. مزيج بسيط من صابون زيتي خفيف مع الماء الدافئ، وربع كوب من الأمونيا مع قليل من الخل الأبيض، كفيل بإعادة الحياة إلى سطح الطاولات والكراسي الخشبية. أما الأخشاب الصلبة، فصنفرتها ووضع طبقة جديدة من الزيت أو البولي يوريثان مرة سنوياً يساهم في الحفاظ على متانتها ولمعانها. وينصح الخبراء بعد كل مطر بمسح الماء المتجمع بسرعة، مع تجنّب ترك الخشب تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
أما الأثاث المصنوع من الخوص، الذي غالباً ما يضفي لمسة تقليدية أنيقة على الحدائق والشرفات، فتنظيفه يتطلب أدوات بسيطة، مثل المكنسة الكهربائية لإزالة الغبار من الفجوات، وفرشاة ناعمة لفرك السطح بماء معتدل وصابون. وبعد الانتهاء، يكفي المسح بفوطة مبللة لإزالة بقايا الرغوة، ثم ترك الأثاث ليجف في مكان جيد التهوية. ولأن الخوص قد يتعرض بسهولة للتشققات أو العفن، يُنصح بتخزينه في مكان جاف خلال فصل الشتاء أو الأيام الممطرة، مع استخدام أغطية مخصصة عند الحاجة. وحتى يستعيد لمعانه الطبيعي، فإن تزييته بزيت بذر الكتان يمنحه مظهراً متجدداً ويزيد من مقاومته للعوامل الجوية.
عند الحديث عن الأثاث المعدني، سواء كان من الحديد المطاوع أو الألومنيوم، تتصدر مشكلات الأكسدة والصدأ قائمة التحديات. التنظيف يبدأ بإزالة البقع باستخدام خليط من الخل والماء، مع تجنّب المواد الكيميائية القوية. أما البقع العنيدة أو الخدوش، فيمكن التعامل معها بصنفره خفيفة يليها طلاء مقاوم للصدأ. وللحفاظ على بريق المعدن، يُنصح بمسحه بانتظام وتغطيته بطبقة من شمع السيارات، الذي يعمل كحاجز وقائي ضد الرطوبة والعوامل الجوية.
وبالنسبة للطاولات الزجاجية، التي غالباً ما تكون محور الجلسات الخارجية، فإن الحفاظ على شفافيتها ولمعانها لا يتطلب أكثر من إسفنجة ناعمة ومنظف غير كاشط لإزالة الشوائب، يليها مسح سريع بالخل الأبيض أو بمنظف الزجاج، باستخدام فوطة من الألياف الدقيقة أو حتى منشفة ورقية. ويفضّل ألا يُهمل الجزء السفلي من الطاولة، الذي يمكن أن تتراكم عليه الأتربة أو تنمو عليه الطحالب إذا تُرك من دون تنظيف.
أما الأثاث البلاستيكي، فهو الأرخص والأكثر شيوعاً في الاستخدام الخارجي، لكنه ليس أقل عناية. فالبقع يمكن التعامل معها بمحلول بسيط من صودا الخبز والماء الدافئ، بينما تُستخدم خلطة تحتوي على منظف الصحون لعلاج البقع الصعبة. وفي حال كان الأثاث ملوناً، فإن الخل الأبيض يفي بالغرض. ومع أن استخدام المبيّض يبدو حلاً سريعاً، إلا أنه قد يتلف البلاستيك الأبيض، لذا يفضّل تجنّبه. ومرة أخرى، يمكن استخدام شمع السيارات لحماية السطح الخارجي وتلميع الكراسي والطاولات بعد التنظيف.
العناية بالأثاث الخارجي لا تتعلق بالنظافة فقط، بل هي أيضاً استثمار طويل الأمد في راحة العائلة وضيوفها، وفي الحفاظ على أناقة المساحات المفتوحة. فجلسة قهوة صباحية في شرفة مرتّبة ونظيفة، أو غداء عائلي في فناء لامع، لا تتطلب أكثر من بعض الخطوات البسيطة، المنتظمة، والواعية. فكل نوع من الأثاث يحمل في تكوينه قصته الخاصة، ويستحق عناية تتناسب مع تفاصيله ومكانته في قلب البيت المفتوح على الطبيعة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك