الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية
آخر تحديث GMT23:38:35
 العرب اليوم -

فَرَضَتْ نفسها على ساحة الموضة ومناسبات المساء والسّهرة

الأحذية الـ"سبور" تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأحذية الـ"سبور" تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية

الأحذية الـ"سبور"
لندن - العرب اليوم

عرضت «نتفليكس» منذ فترة قصيرة فيلم «ماري أنطوانيت» للمخرجة صوفيا كوبولا، والفيلم الذي صدر أول مرة في عام 2006 لم يجذب إعجاب النقاد بقدر ما أثار انتقادهم، وكان هناك إجماع على أنه افتقد إلى العُمق، وأن المخرجة استعملت الأزياء والإكسسوارات الباذخة لتسليط الضوء على آخر ملكات فرنسا، بدل التركيز على كثير من جوانب حياتها الأخرى. لكن بالنسبة إلى متابعي الموضة فإن صوفيا كوبولا قامت بما هو أكثر من مجرد توظيف الأزياء الفخمة والإكسسوارات المنمقة التي اشتهر بها البلاط الفرنسي في القرن الثامن عشر إذ أدخلت ماري أنطوانيت التي كانت مجرد فتاة صغيرة، لا حيلة لها، عندما انتقلت من النمسا إلى فرنسا، إلى القرن الحالي بتعمدها وضع حذاء رياضي تحت سريرها، وفي مرمى البصر، بما لا يترك أدنى شك بأن الأمر لم يكن خطأً أو سهوا، كان رسالة نسوية تعترض على الصورة التي رسمها الرجل للأنوثة.

وأذعنت ربما ماري أنطوانيت لهذه الصورة لأنها كانت مطلوبة ومتوقعة منها في ذلك الزمن، لكن صوفيا كوبولا تنتمي إلى عصر مختلف تماما، وهو ما عبرت عنه في لقطة قصيرة جدا. 

الممثلة البريطانية إيما تومسون هي الأخرى أكدت على هذه النقطة مؤخرا بخرقها الأعراف والبروتوكول، فقد حضرت إلى قصر باكنغهام لتسلم وسام شرف على مساهمتها في السينما والفن من دوق كمبريدج ، الأمير ويليام، وهي تلبس بدلة رجالية مع حذاء رياضي باللون الأبيض من توقيع المصممة ستيلا ماكارتني. ورغم أننا لا يجب أن نفاجأ بهذه الخطوة في عام 2018 الذي يشهد حملة «مي تو» (#MeToo) إلى جانب حركة نسوية ترفع رايتها كثيرات من المصممات والمفكرات على حد سواء، فضلا عن ظهور عدة نجوم في مناسبات السجاد الأحمر بفساتين أو بدلات رفيعة مع أحذية رياضية، فإن حضور مناسبة في قصر باكنغهام بحذاء رياضي تبقى خطوة غير مسبوقة تثير كثيرا من التساؤلات.

ظهرت ماري، أميرة الدانمارك، خلال زيارة رسمية لإيطاليا، في التوقيت نفسه تقريبا، بحذاء رياضي من «نايكي» نسقته مع فستان أنيق، إلا أن ما شفع لها أن المناسبة كانت جولة سياحية على معالم روما لا تستدعي ارتداء حذاء بكعب، وكل هذا يشير إلى أن الموضة لا تزال تتمرد على المتعارف عليه، وأنها لم تكتفِ بما حققته إلى حد الآن على منصات عروض الأزياء وشوارع الموضة العالمية، والآن جاء الدور على القصور. 

صحيح أن العائلة الملكية البريطانية ظلت محافظة على بعض الرسميات، تحت اسم البروتوكول، لكن الملاحظ أنها بدأت تخفف منها بالتدريج بعد انضمام أفراد من الشعب إليها، مثل كيت ميدلتون ومؤخرا ميغان ماركل.

 كان الأمر إيذانا بدخول الملكية عصرا جديدا تُرحب فيه بتجديد دمائها حتى تبقى مواكبة للعصر.

ويجب الاعتراف بأن أي حركة تمردية تحدث داخل القصر الملكي، أو من قبل فرد من أفراد العائلة الملكية، كما هي الحال بالنسبة إلى ماري؛ أميرة الدنمارك، هي إشارة إلى تغير اجتماعي عالمي، سيتم الاستشهاد به بعد عقود من الزمن. فالموضة، كما بتنا نعرف، جزء لا يتجزأ من أي مجتمع، وهو ما يجعلها وسيلة سهلة لدراسة تغيراته وثقافته. ليس أدل على هذا من ثورة الموضة في الستينات من القرن الماضي، عندما قدم الراحل إيف سان لوران ما أصبح يُعرف بـ«لو سموكينغ»؛ أي التوكسيدو للمرأة. كان ذلك في 1966، ويُعد الآن نقلة نسوية بكل معنى الكلمة. 

وهذا ما تعيشه الموضة حاليا، وبخاصة أن هناك عناصر كثيرة مشتركة بين الماضي والحاضر.

فمما تذكره كتب الموضة، مثلا، أن مطعم «لو كوت باسك» في نيويورك منع نان كامبنر، وهي سيدة مجتمع شهيرة ومعروفة بأناقتها، من الدخول بسبب ارتدائها التوكسيدو. 

لم يكن الجاكيت هو المرفوض؛ بل البنطلون. وفي حركة مشابهة فإن من شروط دخول مطعم «لا بوتيت ميزون» الواقع في منطقة «مايفير» وسط لندن أن يكون المظهر أنيقا وعصريا، والملاحظ أنه خفف من لغته في المدة الأخيرة بفرض «مظهر أنيق ولا بأس أن يكون مع حذاء رياضي».

وانتبه المطعم إلى أن مزج الأنيق والـ«سبور» بمعنييه «الكاجوال» والرياضي، أسلوب يطغى على الموضة حاليا ولا يتعارض مع الأناقة، بل سيحدد حقبة بكاملها، من 2010 إلى 2020، فقد كانت عروض الأزياء للموسمين الحالي والمقبل، على حد سواء، ميدانا مفتوحا للأسلوب الـ«سبور». من فيرجيل أبلو، مؤسس ماركة «أوف وايت» التي تشهد مبيعاتها انتعاشا كبيرا بجنوحها وترويجها لهذا الأسلوب، وهو ما أهله ليصبح مصمم دار «لويس فويتون» للأزياء الرجالية، إلى «ستيلا ماكارتني» و«غوتشي» و«ديور» وغيرها.

ويمكن القول إن عالم الموضة لم يعرف ثورة كتلك التي يشهدها حاليا من خلال الأحذية الرياضية منذ اقتحام الجينز خزانة المرأة في القرن الماضي، إذ باتت تشكّل 60 في المائة من مجموع الإنتاج العالمي من الأحذية؛ حسب ما أفادت به أرقام منظمة التجارة العالمية.

 وتضيف دراستها أن مبيعاتها ارتفعت للسنة الرابعة على التوالي بنسبة 10 في المائة لتصل قيمتها الإجمالية إلى 30 مليار دولار. ولا ينكر كثير من بيوت الأزياء أنها أصبحت محركا اقتصاديا مهما عوضها ما فقدته بعد تراجع أهمية حقائب اليد التي كانت الدجاجة التي تبيض لها ذهبا في تسعينات القرن الماضي. السبب أنها ليست وقفا على المرأة، بل تشمل الرجل أيضا. والمقصود هنا ليس أي رجل، بل الأنيق والناجح الذي لا يرى فيها تعارضا مع بدلة رسمية مفصلة على الجسم، ويراها تريحه وتعكس مظهرا مواكبا للعصر، بل ويتطلبه بالنظر إلى إيقاع الحياة السريع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية الأحذية الـسبور تدخل القصور وتُجدِّد دماء العائلة الملكية البريطانية



GMT 05:52 2022 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فكار بسيطة لتحديث خزانة ملابسك في فصل الشتاء

GMT 06:20 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح هامة للتألق في حفلات الكريسماس ورأس السنة

GMT 06:27 2022 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

القفطان المريح والعصري يسيطر على موضة شتاء 2023

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:30 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

إسرائيل تعتقل 40 فلسطينيا في الضفة الغربية

GMT 18:04 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 يضرب ولاية توكات شمال تركيا

GMT 02:31 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

سماع دوى انفجارات في أصفهان وسط إيران

GMT 06:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تحطم طائرة في إحدى أقاليم جنوب روسيا

GMT 14:32 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الحرس الثوري يهدد بمراجعة عقيدة إيران النووية

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تركيا ترفع حالة التأهب بعد ضربة الزلزال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab