ألحان السنباطي المفقودة بصوت فيروز تعود للواجهة وتسجيلات غامضة تختفي منذ 1979 وتنتظر قرارًا واحدًا
آخر تحديث GMT14:14:40
 العرب اليوم -

ألحان السنباطي المفقودة بصوت فيروز تعود للواجهة وتسجيلات غامضة تختفي منذ 1979 وتنتظر قرارًا واحدًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ألحان السنباطي المفقودة بصوت فيروز تعود للواجهة وتسجيلات غامضة تختفي منذ 1979 وتنتظر قرارًا واحدًا

الفنانة اللبنانية فيروز
بيروت / القاهرة ـ العرب اليوم

يحلّ يوم ميلاد السيدة فيروز هذا العام وقد عاد واحد من أكثر ملفاتها الفنية غموضًا إلى الواجهة مجددًا. فبين مئات التسجيلات النادرة التي لم يخرج معظمها إلى الجمهور، يبرز مشروع استثنائي يجمعها بالموسيقار المصري رياض السنباطي، وهو المشروع الذي تحوّل خلال 46 عامًا إلى لغز موسيقي يثير الفضول والأسئلة دون أن يحصل على أي حسم رسمي. ورغم كل الشذرات المسربة والروايات المتضاربة، تبقى هذه الألحان غير المنشورة واحدة من أثمن القطع في ما يسميه الجمهور اليوم «كنز فيروز المفقود».

وفي 21 نوفمبر من كل عام، يحتفل محبو فيروز بعيد ميلادها، ومع كل احتفال يعود الحديث إلى ملفاتها الغنائية الغامضة، وفي مقدمتها التعاون الذي جمعها برياض السنباطي، أحد أبرز صناع الموسيقى العربية. فقبل أكثر من أربعة عقود، لحّن السنباطي ثلاث قصائد خصيصًا لصوت فيروز، سُجلت أجزاء منها، ثم اختفت تمامًا، لتتحول إلى رواية موسيقية يتناقلها الجمهور والباحثون دون أن يعرف أحد مصيرها الحقيقي.

الروايات المتداولة تشير إلى أن المشروع تضمن ثلاث قصائد هي «بيني وبينك» من كلمات عبد الوهاب محمد، و«أمشي إليك» و«أذاكر أنت وجهي» من كلمات جوزيف حرب، مع حديث متكرر عن قصيدة رابعة بعنوان «آه لو تدري بحالي». ورغم أن بعض المقاطع الخام نُشرت عبر تسجيلات نادرة، فإن المشروع نفسه لا يزال معلّقًا بين شهادات متضاربة لا يمكن الجزم بصحتها.

تعود قصة التعاون إلى عام 1979 عندما تبنّت الكويت المشروع بدعم مباشر من وزير إعلامها آنذاك الشيخ جابر العلي السالم الصباح. وقد اختارت فيروز القصائد بنفسها، واستقبلت السنباطي في بيروت بعيدًا عن الإعلام، حيث عقدا جلسات عمل وبدأت بروفات الألحان. وتذكر إحدى الروايات أن السنباطي أُعجب بالمشروع إلى درجة قوله: «ما تبقّى من عمري لفيروز». المؤكد تاريخيًا أن بروفات أولية على العود سُجلت بصوتهما معًا قبل أن يتوقف المشروع بعد وفاة السنباطي عام 1981.

لكن ظهور رواية أخرى أضاف بعدًا جديدًا للغز، إذ يُنسب الخلاف إلى توتر وقع بين فيروز وأحمد رياض السنباطي، نجل الموسيقار. فوفقًا لهذه الشهادة، أصرّ أحمد على الإشراف على التسجيلات، وهو ما اعتبرته فيروز تدخلًا لا علاقة له بالفن. وتضيف الرواية أنه هدّد بإسناد الألحان إلى الفنانة ميادة الحناوي، الأمر الذي رفضه جوزيف حرب جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن القصائد كُتبت لفيروز وحدها. كما تقول الرواية إن غضب فيروز ازداد بعد تسريب بروفة «بيني وبينك» دون علمها.

قراءة أخرى يقدّمها الناقد طارق الشناوي، معتبرًا أن المشروع جاء في فترة حساسة من حياة فيروز الفنية، بعد انفصالها عن عاصي الرحباني عام 1979، وهي مرحلة كانت تحاول فيها تأسيس هوية غنائية خاصة خارج المدرسة الرحبانية. ويؤكد الشناوي أن وفاة السنباطي أوقفت المشروع طبيعيًا، رافضًا رواية تشابه الألحان مع أعمال أم كلثوم، ومشيرًا إلى أن السنباطي قدّم أعمالًا متنوعة لعدد من الفنانات دون أن يكرر أسلوبه.

وتتوسع الروايات لتتحدث عن تسجيلات لاحقة جرت عام 1985 في استديو بعلبك بإشراف وليد غلمية، حيث وضعت فيروز صوتها على موسيقى القصائد الثلاث قبل أن تكتشف لاحقًا عدم انسجام التنفيذ مع طبيعة صوتها، فتوقفت مجددًا. وتذكر مصادر أخرى أن محاولة ثانية جرت عام 1995 مع الموسيقار توفيق الباشا، لكن مصير هذا الإصدار بقي مجهولًا، خصوصًا مع تردد أن قدرات فيروز الصوتية في السنوات الأخيرة لم تكن تسمح بإعادة التسجيل الكامل، ما دفع إلى طرح فكرة تحديث الموسيقى رقميًا بإشراف زياد الرحباني.

ويرى بعض النقاد أن جذور المشكلة ليست إنتاجية ولا فنية، بل تتعلق بتباين المدرستين: المدرسة الرحبانية التي بنت حول فيروز عالمًا رمزيًا وشاعريًا، والمدرسة السنباطية التي تعتمد على البناء اللحني المتصاعد والتطريب. ومع أن هذا الرأي لا يستند إلى دليل، فإنه ظل راسخًا ضمن التفسيرات المتداولة.

أما الرواية العائلية فتتحدث عن رغبة أبناء السنباطي في إطلاق التسجيلات، مشيرين إلى دعم رسمي كويتي للمشروع، فيما عارض الشاعر جوزيف حرب أي محاولة لإسناد القصائد إلى صوت آخر. وقد أسند أحمد السنباطي قصيدة «آه لو تدري بحالي» إلى الفنانة سمر كموج، لكن حرب رفض إدراجها ضمن المشروع الأصلي.

ورغم كل هذا الكم من القصص، تبقى حقيقة واحدة شبه مؤكدة: التسجيلات موجودة في أرشيف فيروز، ولا أحد يملك الحق أو القدرة على إصدارها سواها.

ولا تقتصر الألغاز على ألحان السنباطي الثلاثة، فتراث فيروز يحوي ما هو أعمق وأكثر غموضًا. إذ تشير تقديرات فنية إلى أن مكتبتها تضم أكثر من 700 تسجيل غير منشور، إلى جانب 800 أغنية معروفة من أصل 1500 عمل غنّته طوال حياتها.
وتشمل هذه الكنوز أغنيات من تلحين فليمون وهبه، الذي يقال إنه قدّم لها 15 عملاً لم يُطرح رسميًا، بالإضافة إلى مشروع ضائع لزياد الرحباني في الثمانينيات يتردد أنه يضم 24 أغنية لم تُصدر حتى الآن.

كما تحتوي أرشيفات الأربعينيات والخمسينيات على تسجيلات مبكرة جدًا، بعضها من جلسات الإذاعة اللبنانية، وأخرى من حفلات بعلبك الأولى، إضافة إلى تسجيلات سياسية ووطنية بُثت مرة واحدة ثم اختفت. وتُعد هذه المواد جزءًا من ملامح فيروز الأولى قبل أن تتشكل صورتها النهائية، وتكشف عن مرحلة نادرة لا يعرفها الجمهور.

ومع بلوغ السيدة فيروز عامها التسعين، يزداد الفضول حول تاريخها المخفي، لكن لا مؤشرات حتى الآن على نية رسمية لفتح أرشيفها. وبين الألحان المفقودة والتسجيلات التي لم يسمعها أحد، يبقى القرار الأخير بيدها وحدها، ويبقى الجمهور في انتظار قد لا يأتي، لكنه يظل انتظارًا مليئًا بالأمل.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

فيديو نادر وعفوي لـ فيروز وهي تضحك يتصدر اهتمام الجمهور

جمهور زياد الرحباني يتجمع أمام المستشفى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألحان السنباطي المفقودة بصوت فيروز تعود للواجهة وتسجيلات غامضة تختفي منذ 1979 وتنتظر قرارًا واحدًا ألحان السنباطي المفقودة بصوت فيروز تعود للواجهة وتسجيلات غامضة تختفي منذ 1979 وتنتظر قرارًا واحدًا



ليلى علوي تخطف الأنظار بإطلالة راقية في ختام مهرجان القاهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:18 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيباني يوضح كيفية حل العقدة الروسية قبل سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - الشيباني يوضح كيفية حل العقدة الروسية قبل سقوط نظام الأسد

GMT 06:51 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور
 العرب اليوم - قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور

GMT 23:17 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي
 العرب اليوم - غوارديولا يشيد بأداء هالاند مع النرويج ومانشستر سيتي

GMT 08:32 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مذكرات هاشم فؤاد!

GMT 08:21 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

في اليوم العالمي للفلسفة: في البدء كانت الحكمة!

GMT 19:39 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تهديدات قانونية محتملة تطال بيل وهيلاري كلينتون

GMT 08:13 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وقرر مجلس الأمن

GMT 08:17 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يواصل انخفاضه وسط آمال تحقيق السلام في أوكرانيا

GMT 08:24 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا مَنّ في مجلس الأمن ولا سلوى... ولكن

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

GMT 15:46 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية جديدة لاستكشاف الفضاء

GMT 05:46 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صبحي يغادر مستشفى 6 أكتوبر بعد تحسن حالته الصحية

GMT 14:25 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حظر الحجاب في مدارس كوسوفو

GMT 06:51 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور

GMT 14:05 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة العدو الإسرائيلي إلى 69,546 شهيدًا 170,833 جريحا

GMT 14:07 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 4 في غزة وسط شكوك حول وقف إطلاق النار

GMT 14:16 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أجزاء من باريس

GMT 14:33 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جوجل تطلق أداة بحث علمي جديدة بالذكاء الاصطناعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab