انطلقت مساء الإثنين بمدينة شرم الشيخ قمة السلام من أجل غزة، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمشاركة قادة وممثلين عن أكثر من عشرين دولة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك في إطار الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها أمام القادة والزعماء المشاركين، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن امتنانه لمشاركة هذا العدد الكبير من قادة العالم، مشيرًا إلى أن حضورهم "يؤكد أن العالم متحد بشأن خطتي للسلام في غزة". وأعقب كلمته توقيع أميركا والوسطاء الإقليميين على وثيقة شاملة تتعلق باتفاق غزة، تتضمن ضمانات لوقف إطلاق النار وآليات للتنفيذ والمتابعة.
وكان ترمب قد وصل إلى شرم الشيخ قادمًا من إسرائيل، بعد زيارة قصيرة استمرت نحو ست ساعات ألقى خلالها خطابًا أمام الكنيست وصف فيه اتفاق غزة بأنه يمثل نهاية "الكابوس المؤلم" لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، واعتبره واحدًا من "أعظم إنجازاته السياسية".
وقد استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار شرم الشيخ، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية، تلاها لقاء ثنائي بين الزعيمين. وفي وقت لاحق، قرر الرئيس المصري منح الرئيس الأميركي قلادة النيل، أرفع وسام في البلاد، تقديرًا لإسهاماته في دعم جهود السلام ونزع فتيل النزاعات، خاصة دوره في إنهاء الحرب في غزة، وفق ما صرّح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي.
وقبيل وصول ترمب، عقد الرئيس السيسي اجتماعًا تشاوريًا مع عدد من قادة الدول ورؤساء الوفود، ضم ملك الأردن، ورؤساء فرنسا وتركيا، وأمير دولة قطر، والمستشار الألماني، ورؤساء وزراء إيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، إضافة إلى وزير خارجية المملكة العربية السعودية. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاجتماع هدف إلى تنسيق الجهود بين الدول المشاركة بشأن تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وإعادة الإعمار، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع.
ورغم إعلان الرئاسة المصرية في وقت سابق عن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة، إلا أن مكتب نتنياهو أعلن في بيان لاحق أنه لن يحضر أي مسؤول إسرائيلي بسبب الأعياد الدينية، مؤكدًا أن نتنياهو أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السيسي بحضور ترمب، عقب وصول الأخير إلى الكنيست الإسرائيلي.
كما أكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا ستوقّع خلال القمة على وثيقة تتضمن ضمانات لاتفاق وقف النار في غزة. وبحسب المعلومات، فإن هذه الوثيقة ستشكل مرجعية ملزمة للأطراف، وتضمن متابعة دقيقة للالتزامات المتفق عليها من أجل منع عودة التصعيد.
في المقابل، أعلنت حركة حماس أنها لن تشارك في القمة ولا في التوقيع على الوثيقة، وأكدت أنها سلّمت جميع الرهائن الأحياء وعددهم 20، إضافة إلى أربع جثث، كجزء من الالتزامات الأولية ضمن الاتفاق.
وذكرت وكالة "فرانس برس" نقلًا عن مصدر دبلوماسي، أن الدول التي وقّعت الوثيقة تعتبر "ضامنة" لوقف إطلاق النار، وتشمل الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، وربما تركيا، مشيرًا إلى أن الهدف من الوثيقة هو توفير إطار دولي ملزم يضمن التنفيذ الفعلي لما تم التوصل إليه.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أوضحت في بيان سابق أن هذه القمة تهدف إلى بلورة موقف دولي موحد من أجل إنهاء الحرب في غزة، وتمهيد الطريق نحو حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
وبحسب الهيئات الصحية في قطاع غزة، فقد أسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل نحو 68 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، فيما قُتل 1219 شخصًا في الهجوم الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية.
ومن المتوقع أن تُصدر القمة بيانًا ختاميًا يحدد خارطة طريق لتنفيذ الاتفاق، ويضع آليات لمتابعة المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، في ظل التزام واسع من الدول المشاركة بتوفير دعم سياسي واقتصادي لضمان تثبيت التهدئة ومنع تجدد النزاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
قمة شرم الشيخ للسلام تنطلق وسط إشادات دولية بالدور المصري وترمب يعلن بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
الرئيس الأميركي يصافح نظيره الفلسطيني قبيل انطلاق قمة شرم الشيخ
أرسل تعليقك