القدس المحتلة / بغداد - ناصر الأسعد / حازم السامرائي
في تصعيد حاد جديد على وقع التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، صعّدت إسرائيل تهديداتها المباشرة باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، وسط تصاعد التوترات الإقليمية التي تخشى أن تنزلق إلى مواجهة أوسع نطاقاً. جاء ذلك على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي قال في تصريحات نارية إن "المرشد الإيراني لا يجب أن يبقى حياً"، في مؤشر واضح إلى إمكانية اتخاذ خطوات عسكرية تستهدف القادة الإيرانيين.
رداً على هذه التصريحات، دان حزب الله اللبناني التهديدات الإسرائيلية بشدة، واصفاً إياها بأنها "حماقة وتهور" قد تفضي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها. وأكد الحزب في بيان صحافي اليوم الخميس أن هذا التهديد "إساءة بالغة لملايين المحبين للمرشد خامنئي"، مشدداً على موقفه الثابت ودعمه الكامل للمرشد الإيراني، ورفضه لأي محاولات للاعتداء على قيادته.
في العراق، أعرب زعيم حركة النجباء، أكرم الكعبي، عن استعداد فصائل المقاومة لاستهداف المصالح الأميركية في حال تعرض المرشد الإيراني لأي خطر، مشيراً إلى أن جميع الأميركيين في العراق والمنطقة معرضون للخطر في حال تنفيذ تهديدات إسرائيل. ويمثل هذا التهديد إشارة إلى تصعيد محتمل على الأرض، خصوصاً أن العراق يشهد وجوداً عسكرياً أميركياً كبيراً، ما يجعل مواقع الجنود والدبلوماسيين الأميركيين عرضة لهجمات من قبل هذه الفصائل المسلحة.
يأتي هذا التوتر في ظل غياب تحركات فعلية من حلفاء إيران في المنطقة، حيث تبقى الفصائل المسلحة في لبنان والعراق متحفظة عن الانخراط في صدام عسكري مباشر مع إسرائيل، وفق مصادر دبلوماسية عربية مطلعة. ويعود ذلك جزئياً إلى خسائر حزب الله التي تكبدها خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل، ولا سيما في صيف العام الماضي، عندما استهدفت إسرائيل قيادات الحزب العسكرية والسياسية، ما أثر على قدراته القتالية وأجبره على التركيز على إعادة بناء قواته بدلاً من الانخراط في مواجهة جديدة.
الفصائل العراقية الموالية لإيران بدورها، لم تظهر نشاطاً عسكرياً يذكر خلال الحرب على غزة، واكتفت بإصدار بيانات إدانة وشجب، ما يعكس رغبة في تجنب التصعيد المباشر الذي قد يعرض العراق لأزمة أمنية واسعة.
هذا التصعيد بين إسرائيل وإيران يصاحبه توتر دولي واسع، مع مراقبة عن كثب من القوى الكبرى التي تخشى أن يؤدي الصراع إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيره السلبي على أمن الطاقة العالمي، خصوصاً مع أهمية مضيق هرمز كمعبر حيوي لشحن النفط.
ويأتي هذا التصعيد بعد موجة من الهجمات والاغتيالات المتبادلة بين إيران وإسرائيل خلال الأشهر الماضية، ما يزيد من احتمال اتساع دائرة النزاع لتشمل دولاً أخرى في المنطقة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران وتل أبيب تدمر منشآت نووية في طهران والأخيرة ترد بهجوم واسع
إسرائيل تقصف آراك ونطنز و إيران ترد برشفة صواريخ تطال تل أبيب وحيفا وأهداف حيوية
أرسل تعليقك