موسكو - العرب اليوم
شهدت موسكو لقاءً مطولاً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في إطار الجهود المستمرة للبحث عن صيغة سياسية تنهي الحرب الدائرة في أوكرانيا، غير أن الاجتماع الذي امتد لساعات لم يسفر عن أي اختراق حقيقي، رغم أنه فتح الباب أمام تبادل أولي للآراء بين الطرفين. وأكدت الرئاسة الروسية أن الحديث عن رفض موسكو للمقترحات الأمريكية غير دقيق، مشيرة إلى أن النقاش شمل نقاطاً قُبل بعضها واعتُبر بعضها الآخر غير مقبول، في خطوة تراها موسكو طبيعية ضمن مسار البحث عن تسويات ممكنة.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الحفاظ على سرية المحادثات يسهم في إبقائها فعّالة، مؤكداً التزام بلاده بهذا النهج. وبالتوازي مع ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إرسال وفد حكومي إلى الولايات المتحدة للقاء فريق الرئيس الأمريكي ومناقشة تفاصيل المفاوضات، مع تقديم إحاطة للدول الأوروبية حول فحوى محادثات موسكو. وأكد زيلينسكي أن بلاده ستواصل العمل بصورة بنّاءة من أجل التوصل إلى سلام حقيقي، فيما يستعد الوفد الأوكراني لعرض تطورات الاتصالات الجارية خلال اجتماعات تُعقد على هامش اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل.
وفي خضم الحراك الدبلوماسي، أعلنت المفوضية الأوروبية خططاً لوقف استيراد الغاز الروسي مع حلول خريف 2027. وترافق ذلك مع سلسلة من التسريبات تحدّثت عن ضغوط متبادلة بين موسكو وواشنطن، ومحاولات لعرض مقترحات تُصوَّر على أنها مبادرات سلام، وسط اتهامات بوجود محادثات تجارية موازية. وصرّح وزير الخارجية الأمريكي بأن المحادثات الأخيرة أحرزت بعض التقدم في محاولة للوصول إلى نقاط يمكن أن تتعايش معها كييف وتمنحها ضمانات أمنية طويلة الأمد، مشدداً على أن الهدف هو حماية مستقبل أوكرانيا وتمكينها من إعادة بناء اقتصادها.
وفي موسكو، وصفت شخصيات رفيعة الاجتماع بأنه مثمر، مع الإقرار بأن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى صيغة توافقية. وجرى خلال اللقاء مناقشة مسودات ووثائق إضافية أحيلت للجانب الروسي، بعضها نتج عن اجتماعات مشتركة بين وفود أمريكية وأوكرانية. وأُشير إلى أن الرئيس الروسي كان صريحاً في اعتراضه على بعض المقترحات، وأن النقاش سيستمر مع استمرار تبادل الوثائق والملاحظات. وبينما لا توجد خطط حالياً لعقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي، رأت موسكو أن المحادثات تحمل فرصاً واسعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وغادر المبعوث الأمريكي العاصمة الروسية لاستكمال مشاورات إضافية مع أطراف معنية بالملف، بينما تتطلع كييف إلى مزيد من التوضيحات حول ما جرى عرضه في الكرملين. وعبّر الرئيس الأوكراني عن توقعه تلقي إحاطة أمريكية حول مجريات اللقاء، وسط تساؤلات حول الوجهات المقبلة لويتكوف وكوشنر في إطار جولتهما الدبلوماسية.
وفي الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات على خطوط التماس في شرق أوكرانيا. وأكدت كييف أنها ما زالت تخوض قتالاً في مدينة بوكروفسك، نافية إعلان موسكو السيطرة على المدينة. وعرضت القوات الروسية مقطعاً مصوراً قيل إنه يوثق رفع أعلامها في المنطقة، في حين قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية انسحبت على عجل، وإن عمليات التطهير لا تزال جارية. كما نفى الجيش الأوكراني فقدان السيطرة على مناطق حدودية أخرى، مؤكداً تحسن مواقعه في جبهات عدة.
وتستمر الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين في حصد أرواح آلاف المدنيين والعسكريين، إلى جانب الدمار الواسع في البنية التحتية والقطاعات المدنية. ويعود أصل النزاع إلى عام 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت تحركات مسلحة في شرق أوكرانيا، قبل أن تتصاعد المواجهة إلى غزو واسع النطاق في فبراير 2022، ما أطلق سباقاً دبلوماسياً لا يزال بعيداً عن تحقيق تسوية شاملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية
أوربان يبحث في موسكو مع بوتين أزمة أوكرانيا وضمان إمدادات الطاقة للمجر
أرسل تعليقك