في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحركات دبلوماسية جديدة تهدف إلى احتواء التصعيد في قطاع غزة، صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لهجته متوعدًا بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، رغم ما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب جدًا" بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وكتب كاتس عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "إعصار هائل سيضرب اليوم سماء مدينة غزة، وستهتز أسقف أبراج الإرهاب". وأضاف في تصريحه أن على حركة حماس أن "تستسلم وتطلق سراح الرهائن، وإلا فإن غزة ستتعرض للتدمير الكامل"، على حد وصفه. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته لتوسيع العمليات العسكرية ضمن خطط جاهزة مسبقًا.
يأتي هذا التصعيد في وقت أعلنت فيه حركة حماس استعدادها "الفوري" للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعد ما وصفتها بـ"أفكار جديدة" وصلتها عبر وسطاء من الولايات المتحدة. وقالت الحركة في بيان: "نرحب بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا، ونؤكد جاهزيتنا الفورية للتفاوض بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل وقف الحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وتشكيل لجنة فلسطينية من المستقلين لإدارة غزة".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد من جانبه، في تصريحات للصحفيين بعد عودته إلى واشنطن، أن العمل جارٍ على "حل قد يكون جيدًا جدًا"، وأشار إلى أنه ناقش القضية خلال رحلته الجوية، دون الخوض في تفاصيل، مكتفيًا بالقول: "أعتقد أننا سنعيدهم جميعًا"، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين.
وفي منشور سابق عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب إن "الإسرائيليين قبلوا شروطي"، مضيفًا: "حان الوقت لحماس أن تقبل أيضًا. هذا تحذيري الأخير، لن يكون هناك تحذير آخر".
وفي الميدان، استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وأفادت تقارير إعلامية أن الجيش قصف مبنى "برج الرؤيا" وسط مدينة غزة، بعد أن حذّر سكانه مسبقًا من القصف. وتسبب الهجوم في أضرار جسيمة بالمباني المجاورة وتشريد عشرات العائلات التي كانت تقيم في البرج أو في محيطه.
قال أحد السكان ويدعى أبو محمد في حديث لبرنامج "يوميات الشرق الأوسط" إن البرج كان يضم مؤسسات دولية وإنه تلقى تحذيرًا بالإخلاء قبل أن يتم التراجع عنه لاحقًا، لكنه اضطر لإخلاء منزله مجددًا بعد تنبيهات غير رسمية من الجيران حول قرب الاستهداف. وأضاف: "نظفنا الشقة وعدنا باعتبار أن المكان آمن، ثم اضطررنا للمغادرة من جديد بشكل مفاجئ، والآن نحن بلا مأوى".
وشكا مواطن آخر من طريقة إدارة الإخلاء، قائلاً إنه لم يتمكن من أخذ أي من متعلقاته الشخصية بعد الإنذار المفاجئ، معربًا عن استغرابه من استهداف مبانٍ سكنية يقيم فيها مدنيون لا علاقة لهم بأي تنظيمات سياسية، حسب تعبيره.
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرة مسيّرة قادمة من اليمن تسللت إلى أجواء مدينة إيلات، جنوب البلاد، ما استدعى تفعيل منظومة الدفاع الجوي. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المسيرة تم اعتراضها بنجاح، دون وقوع إصابات أو أضرار.
دوّت صافرات الإنذار في منطقة وادي عربة القريبة من مطار رامون، بينما أفادت القناة 14 بسقوط المسيرة خارج حدود المطار. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية لاحقًا انتهاء الحادث، مؤكدة السيطرة عليه.
وفي سياق متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا لسكان "برج مكة" بمدينة غزة بإخلائه، ما يشير إلى احتمال استهدافه في سياق حملة القصف التي باتت تركز على الأبراج متعددة الطوابق في القطاع.
يأتي هذا المشهد في ظل وضع إنساني يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث تتزايد أعداد العائلات التي تُجبر على النزوح مجددًا وسط دمار واسع في البنية التحتية، ونقص حاد في المواد الأساسية والملاجئ.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على 40% من مدينة غزة ويستعد للتقدم الكامل
مقتل 3 من عناصر حماس في لبنان في ضربة إسرائيلية
أرسل تعليقك