القاهرة - شيماء عصام
في تطور لافت ضمن مفاوضات شرم الشيخ غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، كشف مصدر فلسطيني أن الحركة وافقت، لأول مرة، على تسليم سلاحها لهيئة مصرية فلسطينية مشتركة، في خطوة تُعد من أبرز محاور المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف حرب غزة. تأتي هذه الموافقة في ظل تأكيدات مصرية رسمية على دعم وإنجاح الخطة الأميركية، والسعي لإنهاء الحرب المستمرة في القطاع منذ عامين.
وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن بلاده "تحقق تقدماً كبيراً" في المفاوضات، مشيراً إلى أن المحادثات الحالية تناقش تفاصيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية. وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري خارجية هولندا وسلوفينيا، إن مصر تعمل على صياغة آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف وتُمهّد لنشر قوة دولية في القطاع، مع الإعداد لاجتماع موسّع نهاية الأسبوع لبحث خطوات التنفيذ.
وبحسب المصدر الفلسطيني، وافقت حماس على السماح بخروج قياداتها الراغبين من القطاع، مقابل الحصول على ضمانات أميركية بعدم ملاحقتهم، كما وافقت على دخول قوات الأمن الفلسطينية المدربة في مصر والأردن لتتولى المهام الأمنية في غزة، وتسليم إدارة القطاع للجنة إدارية تابعة للحكومة الفلسطينية.
كما كشف المصدر أن حماس وافقت مبدئياً على الإفراج عن 48 رهينة إسرائيلية – بعضهم أحياء وبعضهم جثث – خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، شريطة وقف إطلاق النار الكامل ووقف تحليق الطيران الإسرائيلي فوق غزة خلال أسبوع تُجمع فيه الرهائن في نقاط محددة.
ورغم قبولها ببعض البنود، شددت الحركة على رفضها القاطع لتسليم غزة للجنة دولية انتقالية، كما رفضت تعيين توني بلير "حاكماً" للقطاع، لكنها لم تعارض وجود دور رقابي غير مباشر له.
وأكدت القاهرة أن هذه الجولة من المحادثات تأتي في إطار دور مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على التزامها الكامل بتطبيق خطة ترامب، وثقتها في قدرة الإدارة الأميركية على فرض رؤيتها للتسوية.
وأوضح عبد العاطي أن الهدف من المفاوضات الحالية لا يقتصر على إنهاء الحرب، بل يمتد لإعادة إطلاق مسار سياسي شامل يقود إلى حل الدولتين، مشيراً إلى أن هناك توجيهات رئاسية واضحة بالتحرك في هذا الاتجاه، وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ظل الزخم الحالي والتوافق الدولي والإقليمي المتزايد حول ضرورة إنهاء النزاع، تبدي الأطراف المعنية حرصاً واضحاً على إنجاح هذه الفرصة النادرة، التي قد تمثل نقطة تحوّل مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
عائلات رهائن إسرائيليين تطالب النرويج بمنح ترامب نوبل السلام
ترامب يعلن موافقة حماس على أمور مهمة جداً وانطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في مصر
أرسل تعليقك