أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أعقاب قمة ألاسكا التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العالم بات أقرب من أي وقت مضى لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر اتفاق سلام شامل وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار.
وفي تصريحات على منصته "تروث سوشيال"، شدد ترامب على أن اللقاء مع بوتين كان "ناجحاً للغاية"، تلاه اتصال هاتفي مطوّل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استمر لأكثر من ساعة ونصف، واتصالات إضافية مع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الأمين العام لحلف الناتو مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وأوضح ترامب أن هناك إجماعاً دولياً متزايداً على أن "أفضل سبيل لإنهاء هذه الحرب المروعة هو التوجه مباشرة نحو اتفاقية سلام شاملة، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق نار لا يصمد طويلاً"، معرباً عن أمله في أن تسفر زيارة زيلينسكي إلى واشنطن يوم الإثنين المقبل عن تحديد موعد لقمة ثلاثية تجمعه مع بوتين.
وأضاف ترامب: "إذا سارت الأمور على ما يرام مع زيلينسكي، فسوف نحدد موعداً للقاء يجمعنا أنا وبوتين وزيلينسكي، وهو لقاء قد يُنقذ أرواح ملايين البشر".
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي، عبر منشور على منصة "إكس"، أن أوكرانيا منفتحة على "التعاون البنّاء" مع واشنطن وموسكو، مشدداً على أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن الأمن طويل الأمد، ويشمل مشاركة مباشرة من كييف. كما شدد على ضرورة وقف القتال، ووقف الضربات على البنية التحتية والموانئ، والإفراج عن كافة أسرى الحرب والمدنيين، مبرزاً أن العقوبات ضد روسيا لا تزال أداة فعالة يجب تشديدها في حال لم يتحقق التقدم المأمول.
كما لاقى توجه ترامب نحو اتفاق شامل دعماً أوروبياً واسعاً. فقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "الضمانات الأمنية القوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية لأي اتفاق سلام"، فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحركات ترامب بأنها "الأقرب لإنهاء الحرب منذ بدايتها"، مؤيدًا إجراء محادثات ثلاثية. من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن برلين "ترحب بجهود ترامب لتحقيق سلام دائم"، بينما وصفت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني اللقاء بين ترامب وبوتين بأنه "بارقة أمل طال انتظارها".
في المقابل، أبدى رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا تشككًا في نوايا الكرملين، قائلاً إن بوتين لا يزال يطمح لـ"استعادة الإمبراطورية السوفيتية"، معتبرًا أن موسكو تسعى لتحقيق أكبر مكاسب إقليمية ممكنة.
وفيما أشار الكرملين إلى أنه لم يتم بعد الاتفاق على موعد للقمة الثلاثية، فقد أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الاتصالات مستمرة، وأن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار بشأن ملفات حساسة مثل الضمانات الأمنية، والناتو، والحدود، والمخاوف المشتركة.
من جانبه، كشف ترامب، خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أنه تحدث "بصدق شديد" مع بوتين بعد الاجتماع، وأكد أنه لا صفقة نهائية حتى الآن، لكنه يرى أن لقاءه ببوتين يمثل "انطلاقة جديدة"، قائلاً: "نصحتي لزيلينسكي أن يتوصل إلى اتفاق.. روسيا قوة عظمى، ونحن نبحث عن مخرج يحفظ الأرواح".
كما لوّح ترامب بإمكانية فرض عقوبات مستقبلية على الدول التي تشتري النفط الروسي، مشيرًا إلى أن "الاجتماع مع بوتين قد يجعل هذا الخيار غير ضروري في الوقت الحالي، لكنه سيبقى مطروحاً خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتحقق تقدم ملموس".
وفي حين تترقب الأوساط الدولية زيارة زيلينسكي لواشنطن، تبرز آمال متجددة بأن تتحول قمة ألاسكا إلى نقطة تحول نحو إنهاء أطول حرب أوروبية في القرن الحادي والعشرين، خاصة في ظل التحركات المتسارعة بين العواصم الغربية وموسكو، وإمكانية إطلاق مفاوضات مباشرة تنهي الحرب وتؤسس لسلام دائم في القارة العجوز.
د يهمك أيضا
أرسل تعليقك