اتهم ائتلاف أسطول الحرية، اليوم الاثنين، إسرائيل بـ"اختطاف" النشطاء الدوليين الذين كانوا على متن سفينة "مادلين"، وذلك بعد أن اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية ومنعتها من مواصلة رحلتها نحو قطاع غزة لكسر الحصار.
وقال الائتلاف، في بيان نُشر على حساب منسوب له عبر تطبيق "تلغرام"، إن القوات الإسرائيلية صعدت فجر الاثنين على متن السفينة التي كانت ترفع العلم البريطاني وتحمل مساعدات إنسانية رمزية، مشيرًا إلى انقطاع الاتصال تمامًا مع النشطاء بعد ذلك، ومنددًا بـ"الانتهاك الواضح للقوانين الدولية".
وكانت السفينة "مادلين"، التي يديرها ائتلاف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين، قد أبحرت من صقلية قبل أيام وعلى متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة، بينهم الفرنسية ريما حسن، نائبة في البرلمان الأوروبي، والناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، إضافة إلى الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة النشطاء على متن السفينة وهم يرتدون سترات نجاة ويرفعون أيديهم، بينما كانت الزوارق الإسرائيلية تحيط بالسفينة. وأفادت المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، بأنها كانت على تواصل مع ركاب السفينة لحظة محاصرتهم، مؤكدة أن عملية الاعتراض تمت في المياه الدولية.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البحرية اعترضت السفينة "مادلين" وجرّتها إلى ميناء أسدود، ووصفت السفينة بأنها "يخت سيلفي" يهدف إلى "الدعاية لا أكثر"، مشيرة إلى أن المساعدات القليلة التي كانت على متنها "سيتم نقلها إلى غزة عبر القنوات المعتمدة".
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه أعطى تعليمات بعرض مقاطع من هجوم السابع من أكتوبر على ركاب السفينة بعد وصولهم، متهماً النشطاء بمحاولة "التضليل السياسي والإعلامي".
ردود الأفعال الدولية لم تتأخر، حيث أدانت تركيا العملية ووصفتها بـ"القرصنة"، بينما اعتبرت إيران الحادث انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مؤكدة أن الاعتراض الإسرائيلي وقع في المياه الدولية. أما فرنسا، فطالبت بإعادة مواطنيها الستة الموجودين على متن السفينة فورًا.
على الصعيد الفلسطيني، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى توفير الحماية الدولية للنشطاء، ووصفت ما حدث بأنه "جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي في منع الإغاثة والضغط على سكان غزة". أما حركة "حماس" فقد طالبت بإطلاق سراح النشطاء فورًا، محملةً إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.
وكانت السفينة "مادلين" تنقل مساعدات رمزية تشمل الأرز وحليب الأطفال، وكان هدفها تسليط الضوء على الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا. وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية في غزة بسبب المجاعة، وسوء التغذية، وانتشار الأوبئة.
ورغم فتح إسرائيل مؤخراً لبعض المعابر لإدخال مساعدات محدودة تحت إشراف "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أن آلية التوزيع تواجه انتقادات متزايدة بسبب انعدام العدالة وغياب الرقابة الدولية المستقلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إسرائيل تستجوب ناشطي سفينة مادلين في قاعدة أسدود
الناشطة السويدية غريتا تونبرغ تتهم إسرائيل باختطافها بعد اعتراض سفينة "مادلين"
أرسل تعليقك