غزة - كمال اليازجي
قُتل عشرة أشخاص في سلسلة غارات جوية وعمليات إطلاق نار نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينهم ستة مدنيين سقطوا أمام مركزي توزيع المساعدات الأمريكية والإسرائيلية في وسط وجنوب القطاع، بالإضافة إلى ثلاثة قتلى في قصف استهدف بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس. بذلك يرتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية منذ فجر الأربعاء إلى أكثر من خمسة وثلاثين قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أفادت به مصادر طبية.
كما أصيبت طواقم إسعاف بجروح نتيجة قصف طال مركبة إسعاف بالقرب من مستشفى حمد للتأهيل شمال غرب مدينة غزة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية. وتستمر آثار الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في التسبب بأرقام صادمة، إذ تجاوز عدد القتلى والجرحى معاً 201 ألفاً، إلى جانب أكثر من تسعة آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين من ديارهم، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
الوضع الإنساني المتدهور تزامن مع تصاعد حاد في معدلات سوء التغذية، حيث أعلن مجمّع الشفاء الطبي عن وفاة 21 طفلاً خلال 72 ساعة فقط نتيجة الجوع والمجاعة، بينما أفادت وزارة الصحة بأن عدد الوفيات المرتبطة بالجوع ارتفع إلى 101 حالة، من بينهم 80 طفلاً. كما أعلنت الوزارة عن تسجيل 45 حالة شلل رخو حاد خلال شهري يونيو ويوليو، وهي إصابات قد تكون مرتبطة بمرض شلل الأطفال أو متلازمة غيلان باريه، في ظل انعدام القدرة على التشخيص الدقيق، ما يهدد بانهيار إضافي في القطاع الصحي.
من جانبها، أكدت وكالة الأونروا أن موظفيها وسكان غزة يعانون من حالات إغماء متكررة بسبب الجوع الشديد، مشيرة إلى أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية ما زالت متوقفة على حدود القطاع منذ مارس الماضي، بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية دخولها، رغم الحاجة الماسة إليها.
في بيان رسمي، دعت حركة حماس إلى تنظيم احتجاجات واسعة في مختلف أنحاء العالم، تنديداً بما وصفته بـ"جريمة التجويع والإبادة الجماعية" بحق سكان غزة، محمّلة المجتمع الدولي مسؤولية الصمت تجاه ما اعتبرته كارثة إنسانية غير مسبوقة. في الوقت ذاته، حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من تفشي المجاعة على نطاق واسع، داعية إلى تحرك دولي فوري لفتح ممرات إنسانية وضمان دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع دون تأخير.
ورغم إعلان إسرائيل تخفيفاً جزئياً للحصار الشامل المفروض منذ مارس الماضي، لا تزال المنظمات الإنسانية الدولية تتهمها بفرض قيود تعرقل إيصال المساعدات. المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان اتهمت بدورها الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص منذ نهاية مايو، معظمهم عند نقاط توزيع المساعدات.
في المقابل، تتهم إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية وإعادة بيعها بأسعار باهظة، أو إطلاق النار على المدنيين الذين يصطفون للحصول عليها، بينما تحمّل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس مسؤولية تدهور الأوضاع داخل القطاع.
على الصعيد السياسي، تجري مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة بشأن مقترح جديد للتهدئة، وسط ترقّب إسرائيلي للرد الرسمي من حركة حماس. وتشير التوقعات إلى أن الرد سيصل خلال ساعات، تحت ضغوط مكثفة تمارسها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة على الحركة.
المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيعقد الخميس لقاءً في العاصمة الإيطالية روما مع مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل وقطر، لمتابعة جهود الوساطة الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى. بينما نقلت الولايات المتحدة لحماس رسالة مفادها أن التأخير في الرد قد يؤدي إلى سحب بعض الضمانات التي تم الاتفاق عليها مسبقاً، وافقت إسرائيل مبدئياً على المقترح، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية إسرائيلية.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن الرد المنتظر من حماس سيحدد ما إذا كانت الحركة راغبة بالفعل في إحراز تقدم، أم أن الفجوات ما زالت كبيرة.
قد يهمك أيضـــــــــــــــا
أرسل تعليقك