حزب الله يسلّم رده على الورقة الأميركية إلى بري دون الالتزام بتسليم السلاح والسلطات اللبنانية تطالب بحصر القوة بيد الدولة
آخر تحديث GMT21:28:39
 العرب اليوم -

حزب الله يسلّم رده على الورقة الأميركية إلى بري دون الالتزام بتسليم السلاح والسلطات اللبنانية تطالب بحصر القوة بيد الدولة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حزب الله يسلّم رده على الورقة الأميركية إلى بري دون الالتزام بتسليم السلاح والسلطات اللبنانية تطالب بحصر القوة بيد الدولة

علم حزب الله على آلية عسكرية مقابل الحدود الاسرائيلية في جنوب لبنان
بيروت ـ كمال الأخوي

سلّم حزب الله رده الرسمي على الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يتضمّن أي إشارة صريحة إلى التخلي عن سلاحه، في موقف يُقرأ على أنه رفض غير مباشر لمطلب نزع السلاح من خارج إطار الدولة.

ووفق مصادر مطّلعة، وصف الحزب الورقة الأميركية بأنها "استسلامية"، ما يعكس تحفظًا كبيرًا على مضامينها. وقد سبق الرد تحذير مباشر من بري إلى الحزب مفاده: "إذا لم تردوا، سنمضي من دونكم"، في إشارة إلى احتمال توافق الدولة اللبنانية على المضي في التفاوض مع الخارج دون غطاء من الحزب.

وتتزايد الضغوط الداخلية، إذ أكد المسؤولون في الدولة اللبنانية – من ضمنهم الرؤساء الثلاثة – أن السلاح يجب أن يكون محصورًا بيد الدولة وحدها، وأن مظاهر القوة خارج المؤسسات الشرعية لم تعد مقبولة، في ظل السعي لتثبيت الأمن الداخلي ومنع الانزلاق إلى الفوضى.

وشهدت العاصمة اللبنانية مؤخرًا استعراضًا مسلحًا نفذته مجموعات من عناصر حزب الله في منطقة الحمراء، حيث ظهرت مجموعات ملثّمة ومدججة بالسلاح، ما أثار موجة غضب واستنكار على المستويين السياسي والشعبي، وفتح الباب أمام تحركات حكومية وقضائية لمحاسبة المسؤولين عن هذا الظهور العلني المخالف للقانون.

رئيس الحكومة اللبنانية شدد على أن هذه المظاهر "غير مقبولة"، وتواصل مع وزيري الداخلية والعدل لاتخاذ إجراءات قانونية فورية بحق المتورطين، في خطوة تعبّر عن نفاد صبر مؤسسات الدولة حيال تصرفات تُهدد السلم الأهلي.

في المقابل، تشير مصادر سياسية إلى أن الحزب بدأ فعليًا في مراجعة استراتيجيته العسكرية بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ويفكر في تقليص حجم ترسانته لا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة، بشرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف غاراتها. إلا أنه لا يعتزم التخلي عن كامل السلاح، وسيحتفظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع بدعوى "الردع والدفاع".

وتتضمن الورقة الأميركية ثلاث نقاط أساسية: حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ترسيم وضبط الحدود مع سوريا، والشروع بإصلاحات مالية واقتصادية عاجلة، وهو ما يراه المجتمع الدولي ضروريًا لمنح لبنان أي دعم سياسي أو اقتصادي في المرحلة المقبلة.

وهذا الرد المتحفّظ من حزب الله على الورقة الأميركية يأتي في ظل مناخ سياسي وأمني بالغ التعقيد يعيشه لبنان، خصوصًا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي أظهرت هشاشة الوضع الأمني الداخلي، والاعتماد شبه الكامل على ميزان ردع عسكري منفصل عن مؤسسات الدولة.

منذ انتهاء الحرب أواخر عام 2024، يسري اتفاق وقف إطلاق نار برعاية دولية، نص على انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية في المنطقة، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة. غير أن الغارات الإسرائيلية لا تزال مستمرة، تحت ذريعة منع الحزب من إعادة بناء قدراته.

هذا الواقع وضع الدولة اللبنانية أمام خيارين: إما فرض هيبتها على كامل أراضيها وبدء مسار فعلي لحصر السلاح بيدها، أو البقاء رهينة ميزان قوى غير متوازن يعطل أي نهوض سياسي واقتصادي. ومع تزايد الضغط الدولي، بات من الواضح أن أي محاولة لدعم لبنان سياسيًا أو ماليًا ستكون مشروطة بإعادة تنظيم المشهد الأمني الداخلي.
كما أن الرأي العام اللبناني، المتعب من الأزمات الاقتصادية والانقسامات السياسية، يُظهر ميلًا متزايدًا إلى دعم قيام الدولة على أسس واضحة، رافضًا استمرار ظاهرة "السلاح خارج الشرعية"، والتي كثيرًا ما تُستخدم في الصراعات الإقليمية على حساب الاستقرار الداخلي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل "ألغازا لحزب الله" جنوب لبنان

المطلوب من «حزب الله» التكيّف مع الواقع الجديد في المنطقة!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله يسلّم رده على الورقة الأميركية إلى بري دون الالتزام بتسليم السلاح والسلطات اللبنانية تطالب بحصر القوة بيد الدولة حزب الله يسلّم رده على الورقة الأميركية إلى بري دون الالتزام بتسليم السلاح والسلطات اللبنانية تطالب بحصر القوة بيد الدولة



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:13 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سقوط الفاشر... هل يُكرر السيناريو الليبي؟

GMT 08:38 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لانخفاض للشهر الثالث مع صعود الدولار

GMT 08:42 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار ميليسا يضرب جزر الكاريبي ويحصد 50 قتيلا

GMT 22:24 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 11:10 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سرقة متحف اللوفر

GMT 16:32 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير وليام وكيت ينتصران في قضية خصوصية ضد مجلة فرنسية

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظ أفضل وراحة بال

GMT 11:19 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

صوت الجندي المكتوم في قارورة بحرية!

GMT 11:17 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجفاف يجتاح إيران وحرب مياه في أفق المنطقة

GMT 18:34 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مئات الآلاف يتم إجلاؤهم في كوبا مع اقتراب إعصار ميليسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab