كشفت محطة بي بي س التلفزيونية البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، شارك في مناقشات حول قيادة إدارة سلطة انتقالية في غزة، في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.هذا الاقتراح، الذي يُقال إنه يحظى بدعم من البيت الأبيض، ينص على أن يتولى بلير قيادة سلطة حاكمة مدعومة من الأمم المتحدة ودول الخليج، قبل تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية.
واكتفى مكتبه بالتأكيد على أنه لن يدعم أي مقترح لتهجير سكان غزة.
وكان بلير، الذي قاد بريطانيا إلى حرب العراق عام 2003، قد انضم إلى اجتماع في البيت الأبيض مع ترامب، في أغسطس/آب، لمناقشة خطط القطاع التي وصفها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأنها "شاملة للغاية"، على الرغم من عدم الكشف عن أي تفاصيل أخرى حول الاجتماع.
ووفقاً لتقارير في مجلة الإيكونوميست ووسائل الإعلام الإسرائيلية، قد يرأس بلير هيئة تُسمى "السلطة الانتقالية الدولية في غزة" التي اختُصرت إلى "غيتا" بحسب الحروف الإنجليزية.
وستسعى هذه الهيئة إلى الحصول على تفويض من الأمم المتحدة لتكون "السلطة السياسية والقانونية العليا" في غزة لمدة خمس سنوات.
وستُصمم الخطة على غرار الإدارات الدولية التي أشرفت على انتقال تيمور الشرقية وكوسوفو إلى دولتين.
وستتخذ الهيئة من مصر، بالقرب من الحدود الجنوبية لقطاع غزة، مقراً لها في البداية، قبل دخول غزة حالما يستقر القطاع، إلى جانب قوة متعددة الجنسيات.
جدير بالذكر أنه في يوليو/تموز الماضي، اقترح مؤتمر دولي عُقد في نيويورك بقيادة فرنسا والسعودية تشكيل "لجنة إدارية انتقالية" لغزة تعمل "تحت مظلة السلطة الفلسطينية"، لم تحضره الولايات المتحدة ولا إسرائيل.
وقد حظي ما يُسمى بإعلان نيويورك بدعم أغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار صدر في وقت سابق من هذا الشهر.
في السياق ذاته، أعلنت السعودية أعلنت الخميس عن تأسيس تحالف دولي طارئ لتمويل السلطة الفلسطينية، وذلك في مؤتمر مشترك للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في مقر الأمم المتحدة، بنيويورك، موضحاً أن المملكة ستساهم بمبلغ 90 مليون دولار.
وقد روّجت وسائل الإعلام السعودية لموقف المملكة في الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد صدور قرار أممي برعاية سعودية وفرنسية بشأن تطبيق حل الدولتين.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد صرح، الخميس، بأنه مستعد للعمل مع ترامب وقادة دوليين آخرين لتنفيذ خطة سلام قائمة على حل الدولتين.
وأكد عباس في كلمة مصورة بثت في الأمم المتحدة، رفضه لدور مستقبلي لحماس في الحكم في غزة، وطالبها بنزع سلاحها.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، الخميس، عن مصادر رفيعة في حماس لم تسمها قولها إن الأيام المقبلة قد تشهد انفراجاً بشأن اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار.
وأضافت المصادر أن الحركة منفتحة على "التخلي عن السيطرة على قطاع غزة" و"أي خيار يتعلق بإدارة القطاع، شريطة وجود توافق واضح على هذا الأمر".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في حماس لم تسمه قوله إن وسطاء في مصر وقطر يجرون اتصالات مكثفة مع الحركة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار.
وبعد يوم من كلمة عباس، يوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تحدٍّ إلى الأمم المتحدة، اليوم الجمعة في الثانية من بعد الظهر بتوقيت لندن، ضد إقامة دولة فلسطينية.
وقد أصدر مكتب رئيس الوزراء تعليمات للجيش الإسرائيلي بتركيب مكبرات صوت في جميع أنحاء قطاع غزة حتى يمكن بث خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الهواء مباشرة لسكان القطاع، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، أعرب الجيش عن معارضته لهذا الأمر، لأنه "سيتطلب من الجنود مغادرة مواقعهم والدخول إلى مناطق في قطاع غزة مما يعرضهم لخطر متزايد لاستهدافهم من قبل ناشطي حماس".
ومع ذلك، تشير صحيفة هآرتس إلى أن الجيش لن يتحدى طلب مكتب رئيس الوزراء، ويستعد لبث خطاب نتنياهو في جميع أنحاء غزة.
وقال أحد المسؤولين العسكريين لصحيفة "هآرتس" إن هذه الخطوة هي عمل من أعمال الحرب النفسية.
وتأتي كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أيام من اتخاذ فرنسا وبريطانيا وعدة قوى غربية أخرى خطوةً تاريخيةً بالاعتراف بدولة فلسطين، بعد استيائهم من الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ عامين.
وقبيل توجّه نتنياهو إلى الولايات المتحدة، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقّى رسالة من المؤسسة الأمنية، مفادها أن "من الصواب التوصل إلى اتفاق" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن.
وبحسب الصحيفة، ترى المؤسسة الأمنية أن أعداد الرهائن المحتجزين في الأنفاق والمباني داخل مدينة غزة، زادت عما كان مُقدراً من قبل، وأن التوصل إلى اتفاق بات ضرورياً في هذه المرحلة.
كما شددت على ضرورة تشجيع خطة "اليوم التالي" في قطاع غزة، والتي تقوم على أن تتولى جهات عربية مدعومة دولياً الحكم في القطاع، عوضاً عن حركة حماس.
وعلى الصعيد الميداني، قتل عدد من الفلسطينيين في غزة وأصيب آخرون، فجر الجمعة، بعد قصف إسرائيلي استهدف عدداً من المخيمات في قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن مصدر طبي في مستشفى العودة، عن مقتل عدد وإصابة آخرين، جراء قصف لمخيمات وسط قطاع غزة واستهداف تجمعات المواطنين بالقرب من منطقة "نتساريم" جنوب منطقة وادي غزة.
وأعلن الدفاع المدني في غزة عن نجاحه في انتشال طفلة من تحت الأنقاض بالإضافة إلى انتشال جثتين، إثر استهداف منزل عائلة في مخيم الشاطئ.
وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 65,500 فلسطيني، وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أقدمت فيه حماس على هجوم غير مسبوق على إسرائيل، أدى إلى مقتل نحو 1200 واختطاف نحو 152 رهينة.
من ناحية أخرى، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال ترامب لمراسلي البيت الأبيض قبيل خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لن يحدث ذلك".
وأضاف ترامب، الذي سيلتقي نتنياهو يوم الاثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشأن الحرب في غزة "وشيك للغاية".
كما أشار ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الخميس بأنه تحدث إلى نتنياهو وقادة آخرين في الشرق الأوسط.
وقال ترامب: "نقترب كثيراً من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وربما حتى إلى السلام".
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لإنهاء الصراع وعدم الإقدام على ضم الضفة الغربية، في ظل اعتراف عدد من الدول الغربية رسمياً بدولة فلسطينية مستقلة، في حين يرى اليمين الإسرائيلي المتطرف في الضم وسيلة لمنع قيام دولة فلسطينية.
وتقول المملكة المتحدة وألمانيا إنهما حذرتا إسرائيل من الضم، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مثل هذه الخطوة ستكون "غير مقبولة أخلاقياً وقانونياً وسياسياً".
وكان ترامب قد التقى في الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، قادة الدول العربية والإسلامية الرئيسية، الذين حذروه من العواقب إذا مضت إسرائيل قدماً في عملية الضم.
وفي أعقاب ذلك، صرح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، للصحفيين قائلاً: "أعتقد أن رئيس الولايات المتحدة يدرك جيداً مخاطر الضم في الضفة الغربية".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
البريطاني توني بلير عالق ضمن مجموعة من المسافرين عبر معبر رفح
توني بلير يدعم حملة "Final Say" لتقرير مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي
أرسل تعليقك