أفادت شرطة مانشستر الكبرى أن اثنين من ضحايا هجوم الأمس مصابان بطلقات نارية.وقالت الشرطة إن الطبيب الشرعي بوزارة الداخلية وصل إلى "نتيجة أولية"، تفيد بأن "أحد الضحايا المتوفين يبدو أنه عانى من جرح يتوافق مع إصابة ناجمة عن طلق ناري".
ويُعتقد حالياً أن المشتبه به، جهاد الشامي، لم يكن بحوزته سلاح ناري، وأن الطلقات النارية الوحيدة التي أُطلقت كانت من قِبَل رجل شرطة.
وأضافت الشرطة أنه "يُحتمل للأسف أن تكون هذه الإصابة قد حدثت كنتيجة مأساوية وغير متوقعة للإجراء العاجل الذي اتخذه رجال الأمن لإنهاء هذا الهجوم الوحشي".
وأفادت الشرطة "أن أحد الضحايا الثلاثة الذين يتلقون العلاج حالياً في المستشفى قد أصيب أيضاً بطلق ناري، وهو لحسن الحظ لا يُهدد حياته".
وأعلنت الشرطة البريطانية أسماء الضحيتين اللذين قتلا، صباح الخميس، داخل كنيس يهودي، في منطقة كرومبسال شمالي مدينة مانشستر، وهما أدريان دولبي 55 عاماً، وميلفين كرافيتس 66 عاماً.
مع استمرار التحقيقات في ملابسات الهجوم ، تحدثت بي بي سي، إلى أعضاء من المجتمع اليهودي الذين يعيشون بالقرب من الكنيس في كرومبسال.
وقالت زيبي لبي بي سي، إنه مع اقتراب ابنتها من سن المراهقة، كانت الفتاة تبدأ في السير بمفردها في الشوارع، لكن زيبي تقول إنها الآن "ستفكر مرة أخرى فيما إذا كان هناك مستقبل لنا كعائلة، لأننا لا نشعر بالترحيب".
وتضيف: "لقد سألني ابني ذو الخمس سنوات أمس، عندما كانت هناك أربع مروحيات تحلق فوق رؤوسنا طوال اليوم: "هل هذا ما يحدث في كل عيد كيبور؟ قلتُ لا، هذا ليس طبيعياً".
واستدركت، قائلة: "عليك أن تحاول أن تشرح لهم أن هذا ليس هو الوضع الطبيعي وأن هذه ليست الطريقة التي ينبغي لنا أن نعيش بها".
وأسفر الهجوم الذي تزامن مع يوم كيبور (الغفران) - أقدس أيام التقويم الديني اليهودي - عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم حارس أمن بحسب ما ذكرت شرطة مانشستر الكبرى.
وقد أعلنت الشرطة البريطانية أنها تمكنت من تحديد هوية منفّذ هجوم الكنيس اليهودي، في منطقة كرومبسال شمالي مدينة مانشستر.
وقالت الشرطة البريطانية إن المهاجم يدعى جهاد الشامي، وهو بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاماً، قاد سيارته نحو المارة خارج كنيس هيتون بارك هيبرو كونغريغيشين قبل أن يهاجمهم بسكين. وقد قُتل برصاص الشرطة في مكان الحادث.
وأضافت الشرطة أن المهاجم بريطاني من أصل سوري. وتشير المعلومات إلى أنه دخل المملكة المتحدة طفلاً صغيراً، وحصل على جنسيتها عام 2006 عندما كان لا يزال قاصراً.
وقُتل الشامي برصاص الشرطة بعد سبع دقائق فقط من تلقي البلاغ عن الهجوم صباح الخميس. وأوضح قائد الشرطة، ستيفن واتسون، أن المشتبه به كان يرتدي "سترة تشبه عبوة ناسفة"، لكن تبيّن لاحقاً أنها غير صالحة للاستخدام.
ولم يرد اسم الشامي في السجلات الأولية لشرطة مكافحة الإرهاب وأجهزة الأمن، ولا يُعتقد أنه كان يخضع لتحقيق نشط، وفقاً لوكالة بي إيه البريطانية. وتواصل السلطات حالياً التحقيق لمعرفة ما إذا كان اسمه ارتبط بتحقيقات أخرى في السابق.
كما أعلنت شرطة مانشستر الكبرى اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين للاشتباه بصلتهم بالإرهاب، وهم رجلان في الثلاثينيات من عمرهما وامرأة في الستينيات.
وأظهر مقطع فيديو صوت أحد رجال الشرطة، وهو يقول: "ابتعدوا. إن لم تكونوا متورطين، ابتعدوا، ابتعدوا... لديه قنبلة، ابتعدوا!".
لكن متحدثاً باسم الشرطة قال إن "الجهاز المشبوه الذي كان يرتديه المهاجم أثناء الحادث تم تقييمه وتبين أنه ليس مادة متفجرة قابلة للاستخدام".
ووفقاً للشرطة فإنها تلقت بلاغاً عند الساعة 9:31 صباحاً بالتوقيت المحلي، عن سيارة صدمت مصلّين أمام الكنيس، قبل أن يُقدم رجل على طعن عدد منهم.
وأعلنت الشرطة حالة "بلاتو" الخاصة بالتعامل مع الهجمات الإرهابية واسعة النطاق بعد دقائق من البلاغ، قبل أن تطلق النار على المهاجم وتصيبه.
شهود عيان تحدثوا لبي بي سي عن مشاهد "مروعة"، حيث قال أحدهم إنه شاهد رجلاً "ينزف على الأرض" بينما كان آخر يحاول تحطيم نافذة المبنى بسكين، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه بعد تحذيره.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بضباط الشرطة وأمن الكنيس والحاخام دانيال ووكر، لمنعهم وقوع مأساة أسوأ.
هجوم الكنيس دفع ستارمر للعودة سريعاً من الدنمارك
قال ستارمر، الذي ترأس اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية بعد عودته من قمة دولية بشكل عاجل، : "سنفعل كل ما في وسعنا لحماية مجتمعنا اليهودي"، معرباً عن "صدمته من الهجوم في يوم الغفران".
وأدان ما سمّاه "الهجوم الإرهابي الذي استهدف اليهود لمجرد أنهم يهود".
وزار ستارمر مع زوجته فيكتوريا، الجمعة، المنطقة القريبة من موقع هجوم كنيس مانشستر.
وفي بيان من القصر الملكي، قال الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا إنهما "مصدومان وحزينان بشدة" مما حدث، وأكدا أن "صلواتهما مع جميع المتضررين"، مشيدَين بسرعة استجابة أجهزة الطوارئ.
زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادنوتش، وصفت الهجوم بأنه "اعتداء مشين على المجتمع اليهودي في أقدس أيامه"، واعتبرته "مقززاً".
ولا تزال السلطات الأمنية تطالب المواطنين بالابتعاد عن المنطقة، في حين تواصل التحقيقات لمعرفة خلفيات الهجوم وهوية المهاجم.
أكدت خدمة بي بي سي تقصّي الحقائق، أن صورة ثابتة جرى تداولها على أنها تُظهر منفّذ هجوم مانشستر، التُقطت من خارج السياج المحيط بموقع الهجوم مباشرة.
ويطابق مظهر الرجل في الصورة – برأسه الحليق ولحيته وملابسه الداكنة مع أغراض بيضاء حول خصره – مظهر شخص شوهد في مقطع فيديو موثق من موقع الهجوم وهو يتعرض لإطلاق نار من الشرطة.
ولم يُعثر على أي نسخة منشورة للصورة قبل وقوع الحادث، فيما تبين أنها التُقطت على الجانب الغربي من كنيس هيتون بارك.
صرحت وزيرة الداخلية البريطانية، شبانة محمود، لبي بي سي، بأنها تشعر بخيبة أمل إزاء استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الليلة الماضية، قالت: "من المهم الفصل بين ما يحدث في الشرق الأوسط وما يحدث في الوطن".
وأضافت محمود أنه تم اعتقال أربعين شخصاً خلال الاحتجاجات، بمن فيهم من يُشتبه في اعتدائهم على الشرطة.
"أعتقد أن الاستمرار بهذه الطريقة لا يبدو بريطانياً، بل يبدو خاطئاً".
وتابعت مطالبةً من كانوا يفكرون في المشاركة في الاحتجاجات نهاية هذا الأسبوع بـ"التراجع قليلًا". وتابعت "تخيلوا أنتم مكاني، امنحوا هذا المجتمع فرصة للحزن وتجاوز ما حدث".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الشرطة البريطانية تعلن أن منفذ الهجوم قرب الكنيس اليهودي في مانشستر هو مواطن بريطاني من أصل سوري
الشرطة البريطانية تُطلق النار على رجل مسلح بمنشار كهربائي وتكتشف 9 أجهزة مشبوهة
أرسل تعليقك