بعد أن فقدت الأمل بالحياة  مريضة بريطانية بسرطان الدم   تشفى بعلاج جيني جديد
آخر تحديث GMT20:04:24
 العرب اليوم -

بعد أن فقدت الأمل بالحياة مريضة بريطانية بسرطان الدم تشفى بعلاج جيني جديد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بعد أن فقدت الأمل بالحياة  مريضة بريطانية بسرطان الدم   تشفى بعلاج جيني جديد

طبيب
لندن - العرب اليوم

كشف أطباء بريطانيون  أن علاجاً كان ينظر إليه يوماً باعتباره ضرباً من الخيال العلمي نجح  في تحقيق نتائج عكست سرطانات الدم العدوانية و التي كانت غير قابلة للشفاء لدى بعض المرضى.وإعتمد الكشف الطبي الجديد  هذا العلاج على تعديل الحمض النووي داخل خلايا الدم البيضاء بدقة، و تحويلها إلى دواء حي نجح في مهاجمة السرطان والقضاء عليه.

أول طفلة حصلت على العلاج ونشرت قصتها عام 2022 ما تزال خالية من المرض، وتخطط لأن تصبح عالمة في أبحاث السرطان.

وقد تلقى ثمانية أطفال إضافيون وشخصان بالغان يعانون من ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد من نوع T-cell العلاج نفسه، ودخل نحو 64 بالمئة منهم في مرحلة السكون.

وتعتبر الخلايا التائية هي الحارس الطبيعي للجسم، و مهمتها البحث عن التهديدات و  القضاء  عليها، لكن في هذا النوع من اللوكيميا تنمو دون سيطرة.

و كان العلاج الكيميائي وزراعة نخاع العظم قد فشلا مع جميع المرضى الذين شاركوا في التجربة، ولم يكن هناك أي خيار آخر سوى محاولة تخفيف معاناتهم قبل الوفاة.

وسردت المريضة أليسا تابلي، البالغة من العمر 16 عاماً من مدينة ليستر البريطانية قصتها بالقول : "أعتقدت فعلاً  أنني سأموت، وأنني لن أحصل على فرصة لأن أكبر و أفعل الأشياء التي يستحق كل طفل أن يفعلها."

أليسا كانت أول شخص في العالم يتلقى هذا العلاج في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال ، وهي الآن تستمتع بحياتها.

وقد إستغرق العلاج الجديد  الذي خضعت له قبل ثلاث سنوات حتى تمّ القضاء تماماً على جهازها المناعي القديم، ثم تنمية جهاز مناعي جديد من الصفر. أمضت أربعة أشهر في المستشفى ولم يُسمح لها برؤية شقيقها خشية أن ينقل لها أي عدوى.

و بفضل التقدّم الطبّي و العلمي الجديد أصبح من السرطان غير قابل للكشف، ولم تعد بحاجة إلا إلى فحوصات سنوية. تواصل أليسا دراسة امتحانات A-levels، وتشارك في برنامج دوق إدنبرة، وتفكر في أخذ دروس للقيادة وتخطط لمستقبلها.

وقالت: "أفكر في الالتحاق بتدريب مهني في العلوم البيوميدانية، وآمل في يوم من الأيام أن أعمل أيضاً في أبحاث سرطان الدم."

وإستخدم الفريق في جامعة كلية لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت تقنية تسمى تحرير القواعد الجينية. تشكل القواعد لغة الحياة. فأنواع القواعد الأربعة في الحمض النووي – الأدينين (A) والسيتوسين (C) والغوانين (G) والثايمين (T) – هي اللبنات الأساسية لشيفرتنا الوراثية. وكما تتكون الكلمات من حروف، تتكون التعليمات البيولوجية في جسم الإنسان من مليارات القواعد في حمضنا النووي.

و تسمح تقنية تحرير القواعد للعلماء بالوصول إلى موضع محدد بدقة داخل الشيفرة الوراثية ثم تعديل البنية الجزيئية لقاعدة واحدة فقط وتحويلها من نوع إلى آخر، مما يؤدي إلى إعادة كتابة التعليمات داخل الخلية.

و أراد الباحثون الاستفادة من قدرة الخلايا التائية الصحية على البحث عن التهديدات وتدميرها وتوجيه هذه القدرة ضد اللوكيميا الليمفاوية الحادة من نوع الخلايا التائية. لكن المهمة معقدة جداً، إذ كان عليهم هندسة الخلايا التائية الجيدة لتتعرف إلى الخلايا التائية السرطانية وتدمرها من دون أن يؤدي العلاج إلى تدمير نفسه.

و بدأ الباحثون بخلايا تائية سليمة مأخوذة من متبرع، وشرعوا في تعديلها وراثياً. كان التعديل الأول تعطيل آلية الاستهداف لدى الخلايا التائية حتى لا تهاجم جسم المريض. أما التعديل الثاني فكان إزالة علامة كيميائية تسمى CD7 موجودة على جميع الخلايا التائية، وكان لا بد من حذفها لمنع العلاج من تدمير نفسه.

وجاء التعديل الثالث مثل "عباءة إخفاء" تمنع الخلايا المعدلة من التعرض للقتل بواسطة عقار كيميائي. وفي المرحلة الأخيرة من التعديل الجيني، تمت برمجة الخلايا التائية لتبحث عن أي خلية تحمل علامة CD7 وتهاجمها.

 و بهذه الطريقة تستطيع الخلايا المعدلة تدمير أي خلية تائية أخرى سواء كانت سرطانية أو سليمة، لكنها لا تهاجم بعضها بعضاً. يعطى العلاج عبر حقنة في جسم المريض، وإذا لم يتم رصد السرطان بعد أربعة أسابيع، يخضع المرضى لزرع نخاع عظمي لإعادة بناء جهازهم المناعي.

و قال البروفيسور وسيم قاسم من جامعة كلية لندن ومستشفى غريت أورموند ستريت إن ما يحدث الآن كان يمكن اعتباره قبل سنوات قليلة مجرد خيال علمي. وأضاف أن العلاج يعتمد على تفكيك الجهاز المناعي بالكامل، وأنه علاج عميق ومكثف ويتطلب الكثير من المرضى، لكنه عندما ينجح تكون نتائجه مذهلة.

و نشرت نتائج العلاج في مجلة نيو إنغلاند الطبية، وشملت أول 11 مريضاً تلقوا العلاج في مستشفى غريت أورموند ستريت ومستشفى كينغز كوليدج. أظهرت النتائج أن تسعة منهم وصلوا إلى هدأة عميقة مكّنتهم من الخضوع لزرع نخاع عظمي، ولا يزال سبعة مرضى خالين من المرض منذ ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات بعد العلاج.
و تعد الإصابة بالعدوى من أكبر مخاطر هذا العلاج، لأن الجهاز المناعي يمحى مؤقتاً بالكامل. وفي حالتين، فقد السرطان علامة CD7، مما سمح له بالاختباء والعودة من جديد.

قال الدكتور روبرت كييزا من قسم زرع نخاع العظم في غريت أورموند ستريت إن هذه النتائج لافتة للغاية بالنظر إلى عدوانية هذا النوع من اللوكيميا، وإنه سعيد بأن المرضى استعادوا الأمل بعد أن فقدوه. وقالت الدكتورة ديبورا يالوب من مستشفى كينغز إنهم شاهدوا استجابات مدهشة في القضاء على لوكيميا كانت تبدو غير قابلة للشفاء وإن هذا النهج قوي للغاية.

وعلّقت الدكتورة تانيا ديكستر من مؤسسة "أنثوني نولان" للتبرع بالخلايا الجذعية بأن المرضى كانت فرص بقائهم منخفضة للغاية قبل التجربة، وأن النتائج تمنح الأمل بأن يستمر هذا النوع من العلاجات في التطور وأن يصبح متاحاً لعدد أكبر من المرضى.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

روسيا تستعد لبدء علاج المرضى بلقاح mRNA الروسي للسرطان خلال أسابيع

العلماء الروس يحققون تقدماً واعداً في تطوير أدوية مبتكرة مضادة للسرطان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد أن فقدت الأمل بالحياة  مريضة بريطانية بسرطان الدم   تشفى بعلاج جيني جديد بعد أن فقدت الأمل بالحياة  مريضة بريطانية بسرطان الدم   تشفى بعلاج جيني جديد



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 العرب اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 23:08 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
 العرب اليوم - تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال

GMT 22:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دوى انفجارات فى منطقة المزة بدمشق والشرطة تتحقق من طبيعتها

GMT 21:56 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهجوم على خالد بن الوليد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab