أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن ماركو روبيو سيزور إسرائيل، السبت، لتقديم الدعم، قبيل التحرك الذي تقوده فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية.وأفاد المتحدث باسم الخارجية تومي بيغوت أن روبيو سيبحث مع القادة الإسرائيليين "التزام" واشنطن "بمواجهة التحرّكات المناهضة لإسرائيل، ومنها الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية الذي يكافئ إرهاب حماس".
وأضاف أن روبيو سيشدد على "التزام الولايات المتحدة حيال أمن إسرائيل"، مع التأكيد على الأهداف المشتركة وهي "ضمان ألا تحكم حماس غزة مرة أخرى على الإطلاق، وإعادة جميع الرهائن".
وأوضح بيغوت أن روبيو سيبحث كذلك أهداف إسرائيل في عمليتها الجديدة التي تشمل السيطرة على مدينة غزة، كما سيلتقي أيضاً عائلات الرهائن.
وقالت إسرائيل إن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة "المشين" لصالح دولة فلسطينية خالية من حماس سيشجع الحركة المسلحة على مواصلة حرب غزة.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، أورين مارمورشتاين، على إكس، قائلاً إن "القرار لا يُسهم في إيجاد حل سلمي، بل على العكس، يُشجع حماس على مواصلة الحرب".
في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن روبيو سيشهد افتتاح نفق جديد في المدينة القديمة في القدس لزوار جبل الهيكل المقدس لدى اليهود حيث يقع الحرم القدسي؛ لكن الخارجية الأمريكية لم تؤكد الأمر.
ووصفت منظمة (السلام الآن) المناهضة للاستيطان زيارة روبيو بأنها "ليست إلا اعترافاً أميركياً بالسيادة الإسرائيلية على الجزء الأكثر حساسية من الحوض المقدس، في تناقض مع موقف واشنطن التاريخي القائم منذ العام 1967".
وأضاف البيان أن النفق، وكيفية حفره، وما وراء فتحه، يعد بمثابة "دَوس على القدس كمدينة مقدسة لجميع الأديان، ومملوكة لجميع سكانها، على بُعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى".
وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967، وأعلنت القدس عاصمتها الموحدة في خطوة لم تحظ باعتراف معظم بلدان العالم، إلا أن ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
على صعيد آخر، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية بأنه لا توجد دولة خليجية آمنة، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، ماجد الأنصاري، لبي بي سي إن الحكومة القطرية في حالة تأهب قصوى، ومستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك هجوم إسرائيلي آخر، مضيفاً أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ويوقفه عن المضي قدماً في خططه.
وقال الأنصاري إن الهجوم على مقر حماس يوم الثلاثاء، يؤكد أن نتنياهو "لم يكن ينوي توقيع اتفاق سلام بشأن غزة".
ومساء الجمعة، التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في واشنطن، مع جي دي فانس، نائب رئيس الولايات المتحدة، وماركو روبيو، وزير الخارجية" بحضور المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وخلال اللقاء، أكد آل ثاني على أن الدوحة ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها تجاه الهجوم الإسرائيلي الأخير، بحسب بيان للخارجية القطرية.
في سياق ذلك، كشفت حركة حماس أن رئيس الحركة في غزة، خليل الحية، نجا من محاولة اغتياله في قطر في غارة إسرائيلية استهدفت قيادات حماس الذين كانوا مجتمعين لبحث المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك في بيان مقتضب أصدرته الحركة قائلة إن الدكتور الحية "أدى صلاة الجنازة على نجله همام وشهداء محاولة الاغتيال الغادرة في الدوحة"، مضيفة أن ذلك تم بعد "ترتيبات أمنية خاصة".
على صعيد دولي آخر، نددت إسبانيا، الجمعة، باتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لنظيره الإسباني بيدرو سانشيز بالدعوة إلى ارتكاب إبادة جماعية ضد إسرائيل.
وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس في تصريح تلفزيوني، إن "نتانياهو ليس مَن يحق له تقديم دروس لأيٍّ كان، بينما يرتكب الفظائع التي يرتكبها في غزة".
جاء ذلك رداً على بيان نشره مكتب نتنياهو، الخميس، اتهم فيه سانشيز بتوجيه "تهديد بإبادة جماعية" ضد إسرائيل، بعد أن قال سانشيز إن "إسبانيا لا تملك قنابل نووية" ولا أسلحة أو وسيلة ضغط أخرى لإيقاف إسرائيل.
جاء ذلك في إطار إعلان سانشيز عن إجراءات تهدف إلى "وضع حد للإبادة الجماعية في غزة"، مشيرا إلى أنها وسيلة للتصدي إلى الهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني بوسائل غير القوة العسكرية.
وقال رئيس الوزراء الإسباني: "إن إسبانيا، كما تعلمون، لا تملك قنابل نووية ولا حاملات طائرات ولا احتياطات نفطية ضخمة. لا يمكنها بمفردها وقف الهجوم الإسرائيلي، لكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن المحاولة".
ورد مكتب نتانياهو بأن تصريح سانشيز بأن بلاده لا تستطيع وقف حرب إسرائيل لأن إسبانيا لا تملك أسلحة نووية، يعد "تهديداً صارخاً بإبادة جماعية ضد الدولة اليهودية الوحيدة في العالم".
وفي مساء الخميس، أصدرت الخارجية الإسبانية بياناً أكدت فيه أن "الشعب الإسباني صديق لشعب إسرائيل وكذلك لشعب فلسطين"، ونددت ببيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووصفته بأنه "كاذب وتشهيري".
على الصعيد الميداني، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل ما لا يقل عن ستة وثلاثين شخصاً منذ فجر اليوم، مع استمرار قصف القوات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية.
وذكرت التقارير استمرار شن غارات جوية وقصف مدفعي على مدينة غزة، أكبر مدينة في القطاع، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أمراً جديداً بالإخلاء.
وقد فرّ الآلاف من مدينة غزة بالفعل، لكن مئات الآلاف لا يزالون مترددين في المغادرة، حيث سبق أن شُرّد الكثيرون منهم عدة مرات.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف فقط ما تقول إنها مبانٍ ومناطق تستخدمها حماس، كما جددت تهديدها بمواصلة ملاحقة قادة حماس في الخارج، رغم الإدانة العالمية لهجومها على العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع.
وفي بيانها اليومي، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفياتها استقبلت 38 قتيلاً، بينهم 14 ممن وصفتهم بـ"شهداء لقمة العيش" خلال محاولة تلقيهم المساعدات وحالتان بسبب المجاعة، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة القتلى منذ 12 مارس/آذار بلغت 12.206 قتيلاً، ليرتفع إجمالي ضحايا حرب غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 64.756 قتيلاً فلسطينياً و164.059 مصاباً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
روبيو يؤكد أن الصراع في أوكرانيا حرب بالوكالة بين قوى نووية
انطلاق المحادثات الأميركية ـ الروسية في الدرعية برعاية سعودية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
أرسل تعليقك