ماي تجتمع مع وزرائها لتحديد طبيعة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT00:06:26
 العرب اليوم -

ساعدت رئيسة الوزراء البريطانية ميركل في حلّ أزمة الهجرة

ماي تجتمع مع وزرائها لتحديد طبيعة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ماي تجتمع مع وزرائها لتحديد طبيعة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
لندن - سليم كرم

ظهرت أكثر الأفكار تألقا لـ"أنفر هوكسا"، ديكتاتور ألبانيا الصغيرة، في فترة الستينات، وذلك أثناء تحالفه مع الرئيس ماو، إذ تفاخر بنفوذ بلاده الدولي، حيث قال إنّ تعداد سكان بلاده بجانب الصينيين يشكّل تعداد ربع سكان العالم، وتتشابه حالة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والاتحاد الأوربي الحالة الألبانية، لأن الأخير يعتقد بأنه يسيطر بقوتته غير العادية على أوروبا، وبالتأكيد هذا نوع من الوهم.

الاتحاد الأوروبي ليس قويا

وتجتمع ماي مع مجلس وزرائها الجمعة المقبلة لتحديد طبيعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والموافقة على الورقة البيضاء، التي يجب أن تتجنبها لأنها تعني خروج بريطانيا دون صفقة.

ولا يزال هناك انطباع لدى الكثير من الطبقة السياسية البريطانية، بأن الاتحاد الأوروبي منظمة قوية وثابتة ومستقرة، وهذا يحافظ على فكرة أنه إذا خرجت المملكة المتحدة بأكملها من الاتحاد الأوروبي، ما الذي سيفعله 17.4 ملايين شخص صوتوا للمغادرة في استفتاء عام 2016، مع هؤلاء السياسيين، وكذلك موقف السياسيين من الخراب والعزلة التي قد تحل بالمملكة المتحدة لمغادرتها الكتلة القوية.

ولا يجب أن لا يكون لأفكار هوكسا أي مكان في أي خطاب سياسي عقلاني، لأنه يعني أنه على بريطانيا اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، بدلا من تحديد طريقها الخاص في العالم، إنها النهاية الخافتة لما يسمى بمشروع الخوف.

ولا تحتاج ماي إلى استرضاء الاتحاد الأوروبي، ويجب على حكومتها أن تكون ذكية بما فيه الكفاية، وأن تلاحظ ما يكفي من مبادئ الديمقراطية، فالاتحاد الأوروبي مؤسسة ضعيفة غير قادرة على إلقاء ثقلها مع بريطانيا أو أي دولة أخرى، رغم الفائض التجاري بين البلدين.

دلائل على ضعف الكتلة الأوروبية

وساعدت ماي، في الأسبوع الماضي، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لتتمكن من حل أزمة الهجرة، بترتيبات غير واقعية، ولكن لمجرد إنقاذ دولة قائدة في الاتحاد الأوربي الذي يدعي القوة، حيث نص على معالجة مراكز الهجرة في ليبيا، وتقديم الدعم للدولة الشمال أفريقية؛ للحد من المهاجرين، وفي المقابل، بدأت دول أوروبية تتساءل عن طريقة تنفيذ هذا المشروع، ومن بينها إيطاليا وحكومتها الجديدة المناهضة بشدة للهجرة، ومن المؤكد أن روما لديها القدرة على تقويض مستقبل منطقة اليورو، وكذلك أن النمسا والمجر، بجانب أن اليونان لا تزال غير مستقرة.

وتتوقع الحكومة الانتهازية اليسارية في إسبانيا، الحاصلة على دعم نقدي للمساعدة في حل مشكلة البطالة المستوطنة في بلدها من الاتحاد الأوروبي "القوي"، ولكن ذلك لن يحدث، وكذلك محاولات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدعم ميركل، كل هذه الإخفاقات تذكر البريطانيين بأن قرار التصويت بترك الاتحاد الأوربي كان صحيحًا، ولا ينبغي حتى التفكير في المساومة عليه، وبالتالي يجب أن تكون السياسة الداخلية للحكومة أكثر قوة.

تزاد المؤسسة التي تريد بريطانيا تركها ضعفًا، ولا يوجد أي معنى سياسي للرضوخ لمطالبها، ولا ينبغي لماي محاولة التوصل لحل وسط، لأنها عليها أن تدير حكومتها وحزبها بكل القوة، وأيضًا على الحزب تحقيق إرادة الشعب.

الحدود الأيرلندية أداة لتهديد بريطانيا

ويؤكد العديد من نواب حزب المحافظين أن بريطانيا ليس لديها ما تخشاه من مغادرة الاتحاد الأوروبي، لأنها ستتحرك بحرية أكبر مع بقية العالم.

وليست وظيفة وزراء الحكومة، سواء كانوا من كبار رجال الخزتنة، منع رغبة الشعب البريطاني التي يريد أن تصبح حقيقة، مهما أختلفوا معهم، وإذا كان أي شخص يخشى من عدم التوصل إلى أي صفقة إمكانية أن يؤدي ذلك إلى الخراب الاقتصادي، فدعهم يتذكرون أن الشركات الخاصة تعمل بشكل أفضل دون رقابة غير ضرورية من الحكومات أو البيروقراطيات المركزية، ولذلك فهي فرصة أن تثبت بريطانيا نفسها، وسيكون وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، وبالنسبة إلى الحدود الأيرلندية، ستعيد بروكسل فرضها دون رغبة البريطانيين، ولذلك يجب على الأيرلنديين التعامل مع ميشال بارنيه، وليس مع بريطانيا، إنها خدعة قديمة للحكومات، حيث التحذر من التنازلات لتبقي شروطها القاسية.

وإذا تمكنت ماي من إتمام كل ما سبق، فإنها ستحظى باحترام الأغلبية الديمقراطية، وستكون أيضًا على دراية ومعرفة بما تقوم به.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماي تجتمع مع وزرائها لتحديد طبيعة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي ماي تجتمع مع وزرائها لتحديد طبيعة خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab