واشنطن ـ العرب اليوم
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها المكثفة لتشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات في قطاع غزة، بعد ساعات قليلة من اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي الخاص بإنشاء هذه القوة. وأوضح مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن أول طلائع القوة متوقعة الوصول إلى غزة في أوائل عام 2026، مشيراً إلى أن خمس دول أبدت اهتمامها المبدئي بالمشاركة، مع تأكيد أن الأوفر حظاً حتى الآن هما أذربيجان وإندونيسيا.
وتهدف القوة الجديدة، بحسب مسودة القرار، إلى توفير حماية للمدنيين وتأمين الممرات الإنسانية ودعم إعادة الإعمار في القطاع، إلى جانب مهام نزع السلاح من الفصائل غير الحكومية، بما يشمل الأسلحة والأنفاق والبنية التحتية العسكرية. ومن المتوقع أن تضم القوة مزيجاً من وحدات المشاة والهندسة والاستخبارات والشرطة، لتلبية الاحتياجات الخاصة للقطاع، إضافة إلى دعم قوة شرطة فلسطينية مدربة حديثاً.
على الصعيد اللوجستي، لم تبدأ برامج التدريب للقوة بعد، كما تعمل واشنطن على تأمين التمويل اللازم وتجهيز بنية تحتية تشمل مقراً رئيسياً ومراكز قيادة وتنسيقاً مع وكالات الإغاثة الدولية. وتُجري الولايات المتحدة محادثات مع عدد من الدول العربية والأوروبية لتقديم الدعم المالي واللوجستي، بما يعزز شرعية القوة واستقرارها على الأرض.
إلا أن المبادرة الأمريكية واجهت رفضاً صريحاً من حركة حماس، التي اعتبرت مشروع القرار غير كافٍ ولا يرتقي لمستوى مطالب وحقوق الفلسطينيين. وحذرت الحركة من أن تكليف القوة الدولية بمهمة نزع السلاح في غزة قد يضر بالحياد ويحوّلها إلى طرف في الصراع لصالح إسرائيل، مما قد يزيد التوتر في القطاع ويؤثر على قبول السكان المحليين لهذه القوة.
وفي الوقت ذاته، ترى واشنطن أن انتشار هذه القوة سيساهم في تحقيق استقرار نسبي في القطاع، وحماية المدنيين والممتلكات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار. ومن المقرر أن يستمر التفويض الأولي للقوة لمدة سنتين على الأقل، مع إمكانية التمديد بحسب تقديرات مجلس الأمن والدول المشاركة.
هذه المبادرة تمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ التدخلات الدولية في غزة، حيث تجمع بين المهام العسكرية والإنسانية والسياسية، وسط اهتمام دولي واسع ورصد دقيق لتطورات تنفيذها على الأرض خلال الفترة المقبلة، مع توقع أن تكون بداية عمل القوة في أوائل عام 2026 وفق الجداول الزمنية المعلنة.
قد يهمك أيضا
حماس تؤكد أن قرار مجلس الأمن لا يلبي مطالب الفلسطينيين ويفرض وصاية دولية على غزة
مجلس الأمن الدولي يعتمد خطة السلام الأمريكية لإعادة إعمار غزة
أرسل تعليقك