تلفزيون بي بي سي يوثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية
آخر تحديث GMT22:26:40
 العرب اليوم -

تلفزيون بي بي سي يوثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تلفزيون بي بي سي يوثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون أثناء اعتداءاتهم بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في محافظات عدة، وأقدموا في سياقها على مهاجمة منزل ومركبات وقطع أنابيب مياه.
لندن - ماريّا طبراني

نشرت محطة البي بي سي التلفزيونية البريطانية تقريراً إخباريا عن إنتهاك  السلطات الإسرائيلية لأراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية تمهيداً لمصادرتها  من قبل المستوطنين  وقالت مراسلة بي بي سي لوسي ويليامسون التي كانت برفقة فريقها "  بين بقايا أشجار الزيتون المحطمة التي يمتلكها إبراهيم حمايل، في الضفة الغربية المحتلة، رأينا الرجال الملثمين يقتربون.

كان هناك نحو عشرة مستوطنين، ينزلون من البؤرة الاستيطانية غير القانونية الرابضة فوق مزرعته وعبر الحقل نحونا، يتحركون بسرعة ويحملون عصياً ضخمة.

كان هجوماً مفاجئاً ولم يكن رداً على أي استفزاز.

كان إبراهيم يطلعنا على الأشجار، التي قال إن المستوطنين من البؤرة الاستيطانية قطعوها أشلاءً هذا الأسبوع.

لأجيال، تقوم عائلة إبراهيم بزراعة الزيتون هنا على أراضٍ قريبة من بلدة ترمسعيا، ما يجعلها هدفاً للمستوطنين المتطرفين، الذين يعتقدون أن تدمير الأشجار وقتل المواشي الفلسطينية سيقضي أيضاً على فكرة الدولة الفلسطينية، من خلال إجبار سكان مثل إبراهيم على مغادرة أراضيهم.

"الخوف أمر طبيعي"، قال لي إبراهيم، وهو ينظر إلى التل حيث ترفرف قطعة قماش مشمع على نقطة مراقبة للمستوطنين أمام بضع كرفانات ومنازل مؤقتة. "لكن هناك شيء أقوى من الخوف يدفعني للبقاء هنا – رائحة أجدادي وارتباطي الذي يعود إلى مئات السنين – حتى لو دفعت الثمن من دمي".

عندما يركض الرجال الملثمون نحونا، نتراجع إلى الطريق ونبتعد لمسافة آمنة.

في غضون دقائق، يتجمع بعض جيران إبراهيم من المزارع والقرى المجاورة حاملين المقاليع والحجارة لمواجهة المهاجمين

اشتعلت النيران في النباتات على جانب الطريق، ودخانها يشير إلى موقع المواجهة، بينما يطارد المستوطنون على دراجات رباعية طاقم طوارئ متطوع يحاول الوصول إلى منزل ريفي في وسط الحقل.

أصبح هذا الآن مشهداً مألوفاً. يقول الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه القرى جنوب نابلس إن هناك هجمات ومواجهات على أراضيهم كل أسبوع، وإن المستوطنين يستخدمون هذا النوع من التكتيكات للاستيلاء على الأراضي، حقلاً حقلاً.

لكن سرعة وانتشار هذا الهجوم مذهلان.

في أقل من ساعة، انتشر العشرات من المستوطنين عبر التلال. شاهدناهم وهم يقتحمون مبنى معزولاً، ويشعلون النار بشكل منهجي في السيارات والمنازل.

اندفع الرعاة على الحافة الأبعد للتلال وهم يسوقون قطعانهم بعيداً، بينما اندلعت النيران في التلة خلفهم، وتصاعد الدخان من عدة مواقع.

بحلول ذلك الوقت، وجد الفلسطينيون الذين وصلوا من جميع أنحاء المنطقة لمساعدة جيرانهم أن الطريق الرئيسي مغلق من قبل الجيش الإسرائيلي، بينما استمرت أعمال التدمير.

وأفادت التقارير أن أحد الفلسطينيين تعرض للضرب على يد المستوطنين، وأخبرنا الجيش لاحقاً أن كلا الجانبين تبادلا إلقاء الحجارة على بعضهما البعض، وأن الفلسطينيين أحرقوا الإطارات. وقال إن أربعة مدنيين إسرائيليين تلقوا العلاج الطبي في مكان الحادث.

من بين الحشد الذي كان ينتظر بالقرب من حاجز الجيش، وجدنا رفعة سعيد حميل، التي استبدلت إيماءاتها المضطربة بابتسامة دافئة وعناق عندما تحدثنا إليها.

أخبرتنا رفعة أن زوجها محاصر في منزلهم الريفي بالقرب من مزرعة الزيتون خاصة إبراهيم، ومحاط بالمستوطنين، لكن الجيش لم يسمح لها بالمرور.

وقالت: "يفعل المستوطنون هذا بنا كل يومين – يهاجموننا ويقطعون أشجار الزيتون ويحرقون المزارع. هذه ليست حياة. لا أحد يستطيع إيقافهم. ليس لدينا ما نقاومهم به. لديهم أسلحة، ونحن لا نملك شيئاً".

علمنا لاحقاً أن المستوطنين أحرقوا جزءاً من ممتلكاتهم، وأن زوج رفعة أصيب بجروح في وجهه وساقه بعد أن ضربوه بالحجارة.

تقول منظمة السلام الآن الإسرائيلية، التي تراقب انتشار المستوطنات في الضفة الغربية، إن عدد البؤر الاستيطانية – وعدوان المستوطنين – تضاعف منذ هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وحرب غزة التي تلت ذلك.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية عام 2024، ظهرت حوالي 100 مستوطنة في الضفة الغربية. كما وجدت أن المستوطنين استولوا على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي، في السنوات القليلة الماضية، باستخدام نفس نمط الترهيب العنيف - الذي يشجعه، حسبما تقول، دعم الحكومة وعدم تطبيق القانون بشكل سليم من قبل إسرائيل.

في الأسبوع الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، اليميني بتسلئيل سموتريتش، عن إنشاء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في كتلة استيطانية كبيرة في الضفة الغربية جنوباً، قائلاً إن ذلك "سيدفن فكرة الدولة الفلسطينية".

بين 5 و11 أغسطس/آب 2025، وثق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 27 هجوماً، شنها المستوطنون ضد الفلسطينيين وأسفرت عن وقوع إصابات أو أضرار في الممتلكات أو كليهما، في أكثر من عشرين مجتمعاً محلياً مختلفاً.


وقال المكتب إن هذه الهجمات أدت إلى نزوح 18 أسرة.

لم نتمكن من التحدث إلى أي من المستوطنين المتورطين في الهجوم الذي شهدناه. أخبرنا مجلس المستوطنين المحلي أن هناك عناصر من كلا الجانبين تسعى إلى الاستفزاز، وهو ما أدانه بشدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلفزيون بي بي سي يوثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية تلفزيون بي بي سي يوثّق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 20:04 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
 العرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث

GMT 13:38 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن

GMT 08:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تتأثر الأبراج الفلكية على طريقة تعبيرها عن المشاعر

GMT 22:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبدأ تقليص استدعاءات جنود الاحتياط

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab