الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة
آخر تحديث GMT22:50:12
 العرب اليوم -

الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة

الميليشيات الحوثية
عدن - العرب اليوم

رغم الترهيب والترغيب والحملات الإعلامية التي شاركت فيها عشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب المساجد، فإن الميليشيات الحوثية فشلت في إقناع غالبية أولياء أمور الطلبة في العاصمة اليمنية المحتلة، بإلحاق أبنائهم في المعسكرات الطائفية التي افتتحتها تحت اسم «المخيمات الصيفية»، ولهذا لجأت إلى إجبار الموظفين في المؤسسات والمصالح الحكومية على إحضار أبنائهم إلى هذه المعسكرات.

وجعلت الميليشيات الحوثية من فرض إحضار أبناء الموظفين إلى المعسكرات شرطاً إضافياً للحفاظ على الوظيفة، ومقياساً لمدى الإخلاص لمشروع الجماعة الانقلابي، وفق ما أكده 3 من العاملين في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ووزارة الخدمة المدنية، والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات.

وبحسب ما أفادت به المصادر لـ«الشرق الأوسط»، فإن القيادي الحوثي علي العماد الذي فصل وأحال على التقاعد أكثر من 600 من الموظفين بحجة عدم إخلاصهم للميليشيات، اجتمع بالموظفين في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الخاضع للميليشيات في صنعاء، وأبلغهم بضرورة إحضار أبنائهم إلى المعسكر الذي أقيم في موقع مجاور لمبنى الجهاز؛ حيث يتلقى الأطفال تعبئة طائفية وتدريباً على السلاح طوال فترة الدوام، ويغادرون مع آبائهم عند انتهائه.

وذكرت المصادر أن هذا الأمر أصبح شرطاً للبقاء في الوظيفة، ومقياساً لمدى إخلاص الموظفين للميليشيات، وتأكيداً على أنهم لا يؤيدون الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، كما أنه مقياس للترقية في المواقع داخل الجهاز الذي تم تسريح نحو 600 من كوادره، إما بالفصل والتطفيش، أو بالإحالة للتقاعد، وإحلال نحو 700 من عناصر ميليشيات الحوثي بدلاً عنهم.

وقال أحد العاملين لـ«الشرق الأوسط»: «أنت أمام خيارين: إما أن تحافظ على مصدر دخلك الوحيد لأن جهاز الرقابة من المؤسسات الحكومية الخاضعة للميليشيات في صنعاء، والتي يتم صرف رواتب العاملين فيها، وتبلغ ميزانيته نحو ملياري ريال ونصف مليار في العام، وإما أن ترفض هذا الإذلال، وبالتالي لن تجد ما تنفقه على نفسك وأسرتك». (الدولار حوالي 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).

ولهذه الاعتبارات، يشير الموظف إلى أن الموجودين في الجهاز قبلوا بضم أبنائهم إلى المعسكر الحوثي؛ خصوصاً أن معظم الموظفين في الأساس باتوا من عناصر الجماعة.

ويؤكد موظف آخر لـ«الشرق الأوسط» أن القائمين على المعسكر الحوثي يعملون على تعبئة الأطفال المشاركين بأفكار طائفية متطرفة، تمجد سلالة الحوثيين ومذهبهم، وتسفه بقية المذاهب، وتحرض على القتال، كما تتضمن فقرات التعبئة تدريبات على استخدام الأسلحة.

وفي موقع آخر في صنعاء، تحدث لـ«الشرق الأوسط» اثنان من العاملين في وزارة الخدمة المدنية، والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، الخاضعتين للحوثي، عن توجيهات أصدرها القيادي سليم المغلس الذي يشغل منصب الوزير في حكومة الانقلاب التي لا يعترف بها أحد، إلى جميع الموظفين، بضرورة إلحاق أبنائهم بالمعسكر الذي تم افتتاحه في ساحة مبنى معهد العلوم الإدارية في شارع وزارة العدل.

وأكد المصدران أن غالبية عظمى من الموظفين سحبوا أبناءهم من تلك المعسكرات، بعد أن عرفوا بالمحتوى الطائفي الذي يقدم فيها، ويتحدى غالبية سكان البلاد الذين يعتنقون المذهب السني، إلى جانب الخشية من تعرض أطفالهم لعملية غسل للأدمغة، من خلال الخطاب الديني المتطرف والتحريض على القتال.

وقال أحد الموظفين: «لقد فوجئ الوزير المغلس عند زيارته للمعسكر؛ حيث وجد أن داخله العشرات فقط من أبناء الموالين للميليشيات والأعضاء فيها»، مؤكداً أن البرنامج يقوم على أساسين: الأول يتولاه أحد دعاة الميليشيات؛ حيث يلزم الأطفال بأداء قسم الولاء للمذهب الذي تعتنقه سلالة الحوثيين، ومن ثم مبايعة زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، والبراءة من معارضي الجماعة الذين يوصفون بأنهم أعداء لما تسمى «المسيرة القرآنية»، وبأنهم «منافقون وأعداء لله» في إشارة إلى غالبية اليمنيين الذين لا يؤمنون بخرافة «الولاية» وقداسة سلالة الحوثي.

ويوضح المصدر أن الجزء الثاني من برنامج التعبئة يتولى فيه أحد المدربين العسكريين وباللباس الرسمي، مهمة تدريب الأطفال على التمارين القتالية التي تبدأ بالتدريب على الوقوف والتحرك والانتظام في طابور للعروض العسكرية، والسير بخطوات منسقة، مع ترديد شعارات القتال والتقديس، وتنتهي بتعلم كيفية استخدام الأسلحة الآلية.

ويرافق ذلك –بحسب المصادر- عرض لما تصفه الميليشيات الحوثية بـ«البطولات»؛ حيث يتم عرض مقاطع فيديو مصورة لأطفال سبق أن شاركوا في الحروب، ولقوا مصرعهم خلال المواجهات، مع حض الأطفال الجدد على الاقتداء بهم.

وذكرت عائلات تقيم في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، أنه رغم الأموال الكبيرة التي أنفقت على إقامة مثل هذه المعسكرات، وما رافق ذلك من حملات إعلامية عبر أكثر من 35 محطة إذاعية محلية، وكل القنوات التلفزيونية التابعة للميليشيات أو المسيطرة عليها، وتسليط مسؤولي الأحياء للضغط على السكان، وربط الحصول على أسطوانة غاز منزلي بإرسال الأطفال إلى هذه المعسكرات، فإن غالبية عظمى من الأسر رفضت إرسال أبنائها، بعد أن باتت تدرك أنها معسكرات للتعبئة الطائفية والتجنيد.

وكانت الميليشيات الحوثية قد دشنت مع الإجازة الصيفية مئات المعسكرات ومراكز التدريب والتعبئة في المدارس والمساجد والقرى والمدن، لاستقطاب الأطفال وتجنيدهم، وهو السلوك السنوي الذي تقوم به الجماعة، ضمن سعيها لطمس هوية اليمنيين، وتنشئة جيل جديد يعتقد بقداسة زعيمها الحوثي وسلالته.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الجيش اليمني يكبد ميليشيا الحوثي خسائر فادحة بمأرب

تحالف دعم الشرعية يؤكد تدمير هدف جوي معادٍ استهدف محطة لـ"أرامكو" في جدة ولا إصابات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
 العرب اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"

GMT 21:09 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة
 العرب اليوم - إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة

GMT 08:19 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

وفاة ملاكم بريطاني في أول نزال احترافي

GMT 03:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مقتل أول موظف دولي للأمم المتحدة في غزة

GMT 14:11 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نزوح نحو 360 ألف شخص من رفح جنوب قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab