دمشق ـ العرب اليوم
في تصريح لافت يعكس حساسية المرحلة السياسية التي تمر بها المنطقة، أوضح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن الاتفاق الأمني الجاري التفاوض بشأنه بين سوريا وإسرائيل لا يُعد بأي شكل من الأشكال تطبيعاً للعلاقات. ومساء الإثنين، أكد أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي خضعت لعدة جولات، غير أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية عقدت الأمور بشكل كبير، مضيفاً أن إسرائيل "اعتبرت اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 لاغياً".
تصريحات المصطفى جاءت بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن الضربات الإسرائيلية جعلت فكرة التطبيع "صعبة وغير مقبولة"، رغم وجود اتصالات تهدف إلى التوصل لترتيبات أمنية على الأرض، لا سيما في المناطق الجنوبية المتوترة.
وفي السياق ذاته، كشفت أربعة مصادر مطلعة الأسبوع الماضي أن المفاوضات بين دمشق وتل أبيب وصلت إلى مرحلة متقدمة خلال الأشهر الماضية، وتم التوافق على الخطوط العريضة لاتفاق أمني، بوساطة أمريكية، شملت محادثات استضافتها مدن باكو وباريس ولندن. إلا أن الاتفاق تعثر في لحظاته الأخيرة بسبب مطالب إسرائيلية بفتح ممر إلى محافظة السويداء، التي شهدت خلال الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة بين مسلحين من البدو والدروز.
مصطفى تحدث أيضاً عن الوضع في السويداء، مشيراً إلى أن شيخ عقل طائفة الدروز، حكمت الهجري، "لا يزال يتخذ مواقف متعنتة"، على حد وصفه، لكنه أكد أن الحكومة السورية مستمرة في جهودها لتعويض المتضررين من النزاعات المسلحة في المحافظة، والتي أثارت قلقاً داخلياً وإقليمياً في الفترة الأخيرة.
وعن العلاقات الخارجية، وصف وزير الإعلام العلاقة الحالية بين دمشق وواشنطن بأنها "طيبة وإيجابية" رغم سنوات طويلة من التوتر والعداء، مؤكداً أن هناك تطوراً تدريجياً في التفاهمات بين البلدين. كما شدد على تقدير الحكومة السورية للدعم السعودي، الذي وصفه بـ"الكبير والمقدر من قبل الشعب السوري".
وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، قد أعلن في تصريحات سابقة عن استمرار المحادثات مع إسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق أمني يحقق الاستقرار في الجنوب السوري، معبراً عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى تفاهمات قابلة للتطبيق. كما أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علي، أن المحادثات بين الجانبين وصلت إلى مراحل متقدمة، ما يدل على وجود إرادة سياسية من الطرفين للمضي قدماً في هذا المسار الأمني، دون أن يعني ذلك أي تغير في الموقف الرسمي من قضية التطبيع.
الاتفاق الذي جرى بحثه تضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيط محافظة السويداء، بهدف خفض التصعيد في تلك المنطقة الحساسة، إلا أن التعقيدات الميدانية والتدخلات السياسية، بالإضافة إلى استمرار الضربات الإسرائيلية، تهدد بإجهاض هذا المسار قبل أن يصل إلى أي نتيجة ملموسة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تعيين أسعد الشيباني وزيراً للخارجية في الحكومة السورية المؤقتة
وفد سوري رفيع برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني يصل إلى الرياض
أرسل تعليقك