حذر حزب الله اللبناني، الجمعة، من أن شبح الحرب الأهلية يلوح في الأفق وأنه لن تكون هناك "حياة" في لبنان إذا سعت الحكومة إلى مواجهة الحزب المدعوم من إيران أو القضاء عليه. وتريد الحكومة اللبنانية السيطرة على أسلحة الحزب، وفقاً لخطة مدعومة من الولايات المتحدة في أعقاب الحرب الإسرائيلية ضد لبنان التي تقول إسرائيل إنها تستهدف فيها حزب الله، الذي تأسس قبل أربعة عقود بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
لكن الحزب يقاوم الضغوط لنزع سلاحه، مشيراً إلى إن ذلك لا يمكن أن يحدث حتى تُنهي إسرائيل ضرباتها و"احتلالها" للقطاع الجنوبي من لبنان الذي كان معقلا لحزب الله.
وقال، نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في خطاب متلفز: "هذا وطننا جميعاً. نحن نعيش بكرامة معاً ونبني سيادته معاً، وإلا فلن يكون للبنان حياة إذا وقفتم مع الجانب الآخر وحاولتم مواجهتنا وإبادتنا".
ورداً على ذلك، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن تصريحات قاسم تحمل تهديداً ضمنياً بالحرب الأهلية، واصفاً إياها بأنها "غير مقبولة".
وقال سلام، عبر منشور على حسابه على منصة أكس (تويتر سابقاً)، نقلاً عن مقابلة له مع صحيفة الشرق الأوسط: "لا يُصرّح لأي طرف في لبنان بحمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية".
وقد كلفت الحكومة اللبنانية، الأسبوع الماضي، الجيش بحصر الأسلحة بيد قوات الأمن التابعة للدولة فقط، وهي الخطوة التي أثارت غضب حزب الله.
واتهم قاسم الحكومة بتنفيذ "أمر أمريكي إسرائيلي للقضاء على المقاومة، حتى لو أدى ذلك إلى حرب أهلية وصراع داخلي".
غير أن رئيس الحكومة اللبنانية سلام نواف قال على منصة أكس إن "الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أميركياً إسرائيلياً هو حديث مردود ... قراراتنا لبنانية صرف، تصنع في مجلس وزرائنا ولا احد يمليها علينا".
وأضاف: "اتفاق الطائف ميثاقنا وهو ينص بشكل صريح على "بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية".
كما قال نعيم قاسم إن حزب الله وحركة أمل، حليفته الشيعية، قررا تأجيل إقامة أي احتجاجات في الشوارع.
وأوضح: قاسم، أنه "لا يزال هناك مجال للنقاش والتعديلات والتوصل إلى حل سياسي قبل أن يتصاعد الوضع إلى مواجهة لا يريدها أحد".
لكنه قال: "إذا فُرض علينا، فنحن مستعدون، وليس لدينا خيار آخر... عندها، ستكون هناك احتجاجات في الشوارع، في جميع أنحاء لبنان، وستصل إلى السفارة الأمريكية".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأجج الصراع بين حزب الله وإسرائيل، والذي خلّف دماراً واسعاً في أجزاء من لبنان، عندما أطلق الحزب النار على مواقع إسرائيلية على طول الحدود الجنوبية تضامناً مع حركة حماس الفلسطينية في بداية حرب غزة.
ووجهت إسرائيل ضربات موجعة لحزب الله خلال العامين الماضيين، مما أسفرعن مقتل العديد من كبار قادته، بمن فيهم زعيمه السابق حسن نصر الله، و5000 من مقاتليه، فضلاً عن تدمير جزء كبير من ترسانته، بحسب وكالة رويترز.
ورغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني، تقول إسرائيل إنها ستواصل هجماتها على الأهداف العسكرية لحزب الله حتى يتم نزع سلاحه.
ولا يزال حزب الله وحركة أمل يتمتعان بنفوذ سياسي، إذ أنهما دوماً ما يُعيّنان وزراء في الحكومة، ويسيطران على المقاعد الشيعية في البرلمان.
ولكن، ولأول مرة منذ سنوات، فقدا الاثنان "الثلث المعطل" في المناصب الوزارية الذي كان يُمكّنهما في السابق من نقض قرارات الحكومة.
وكان رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قد زار بيروت هذا الأسبوع، وأجرى محادثات مع نعيم قاسم وكذلك مع رئيس الجمهورية اللبناني، جوزاف عون.
وقد أعربت إيران عن معارضتها لخطة الحكومة لنزع السلاح، وتعهدت بمواصلة تقديم الدعم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مسيرة إسرائيلية تلقي نقودا مزيفة تحمل "ألغازا لحزب الله" جنوب لبنان
المطلوب من «حزب الله» التكيّف مع الواقع الجديد في المنطقة!
أرسل تعليقك