عفو رئاسي عراقي عن مدانين بتجارة المخدرات يتحول إلى «فضيحة سياسية»
آخر تحديث GMT16:28:32
 العرب اليوم -

عفو رئاسي عراقي عن مدانين بتجارة المخدرات يتحول إلى «فضيحة سياسية»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عفو رئاسي عراقي عن مدانين بتجارة المخدرات يتحول إلى «فضيحة سياسية»

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي
بغداد - العرب اليوم

تحول العفو الذي أصدره رئيس الجمهورية برهم صالح بتوصية من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن نجل محافظ النجف المدان بتجارة المخدرات، إلى «فضيحة سياسية» تفجرت بوجه الرئيسين صالح والكاظمي وأشعلت موجة غضب وانتقادات شعبية واسعة لم تخل من استثمار سياسي من قبل خصومهما، وخاصةً من قبل القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، غريم برهم صالح، الذي أقصي من سباق التنافس على منصب رئاسة الجمهورية بحكم قضائي، حيث رأى زيباري على خلفية إصدار العفو، أن «الرئيس (صالح) بحاجة إلى شهادة حسن سيرة وسلوك من قضائنا المستقل».

وليس من الواضح بعد ما إذا كانت قضية العفو المطعون في صحتها، ستساعد خصوم صالح والكاظمي في حرمانهما من الولاية الثانية في رئاستي الجمهورية والوزراء التي يسعيان إليها.
ويشكك كثيرون من المراقبين بدوافع إصدار العفو «غير المبرر» من النواحي السياسية، وربما القانونية، ويميلون إلى الاعتقاد أنها جاءت طبقا لصفقة مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر لإزاحة محافظ النجف عن منصبه في مقابل إطلاق سراح نجله، مع ضمان موافقة الصدر على منحهما ولاية ثانية.

وأظهرت وثيقة مسربة إلى وسائل الإعلام، أول من أمس، قيام الرئيس صالح بإصدار عفو خاص في العاشر من يناير (كانون الثاني) الماضي، عن جواد لؤي جواد نجل محافظ النجف السابق لؤي الياسري، واثنين من شركائه، مدانين بتجارة المخدرات.وفيما التزم رئيس الوزراء الكاظمي الصمت حيال موجة الانتقادات الواسعة ضد قرار العفو، حاول رئيس الجمهورية في بيان أصدره مساء السبت، شرح موقفه من قرار العفو، مثلما سعى ضمنا إلى التنصل منه بذريعة «احتمالية الخطأ القانوني». وقال بيان الرئاسة إن «المرسوم الجمهوري صدر بناءً على التوصية الواردة إلى رئاسة الجمهورية بموجب كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حيث تصدر رئاسة الجمهورية مراسيم العفو وفق سياقات دستورية وقانونية محددة استناداً لإحكام المادة (٧٣ / أولاً) من الدستور». وأضاف أن صالح «وجه بإجراء تدقيق وتحقيق عاجل للوقوف على أوليات إصدار المرسوم وسيتم معالجة أي خلل قانوني مترتب عليه وإعلان نتيجة التحقيق إلى الرأي العام في أسرع وقت». وأكد أن الرئيس «لم ولن يتهاون في مجابهة التحدي الخطير المتمثل بالترويج للمخدرات وتجارتها والمحكومين فيها، فهي جريمة تمس أمن المجتمع واستقراره وسلامته».

وحتى المادة 73 من الدستور التي استند عليها قرار العفو الرئاسي صارت محل نقاشات جدية، ورأت بعض الاتجاهات القانونية، أنها ليست من صلاحيات الرئيس، فجرائم المخدرات تقترب من طابع الجرائم الدولية التي لا يجيز الدستور للرئيس منح العفو الخاص عنها، حيث تنص المادة (73 \ أولاً) من الدستور على أحقية رئيس الجمهورية «إصدار العفو الخاص بتوصية من رئيس مجلس الوزراء، باستثناء ما يتعلق بالحق الخاص، والمحكومين بارتكاب الجرائم الدولية والإرهاب والفساد المالي والإداري».

وفي مقابل الصمت الذي يمارسه رئيس الوزراء حيال ضجة العفو المتواصلة، تقدم النائب المستقل عن محافظة النجف هادي السلامي، أمس، بسؤال برلماني إلى رئيس الوزراء قال فيه: «ما هو السند القانوني والدستوري لقيامكم بإصدار التوصية بالعفو الخاص عن المدان بجرائم المخدرات (جواد لؤي جواد) رغم أن حكومتكم لا تمتلك الصلاحيات في الوقت الحالي كونها حكومة تصريف أعمال». وأضاف أن «جرائم المخدرات تعد من الجرائم الدولية العابرة للحدود، ومن الأفعال المحرمة دوليا وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة».
وفي تغريدة عبر «تويتر»، قال السلامي: إن «مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية يدعمان تجار المخدرات».

وإلى جانب سيل الانتقادات التي وجهها كثيرون من مختلف الشرائح الاجتماعية إلى قرار العفو، وجدت بعض القوى والشخصيات السنية في القرار فرصة لانتقاد الحكومة والمطالبة بعفو مماثل يشمل ما يقولون إنهم سجنوا بتهم كيدية بذريعة الإرهاب في محافظات غرب وشمال البلاد ذات الأغلبية السنية، حيث رأى النائب عن «تحالف السيادة» مشعان الجبوري أن «عفو الرئيس صالح عن تاجر المخدرات نجل محافظ النجف يظهر الحضيض الذي وصلته دولتنا». وقال إنه في مقابل العفو تاجر المخدرات «يقبع الآلاف من ضحايا الاعترافات تحت التعذيب في السجون دون أن يفكر فخامة الرئيس بالعفو عنهم أو يزورهم ويطلع على محنتهم؟!».

قد يهمك ايضاً

مصطفى الكاظمي يؤكد أن العراق يَعْمَل على مُكافَحَة التصحر وحل أزمة المياه

مصطفى الكاظمي يوجه بالتحقيق في إغتيال ضابط في الداخلية وقاض في ميسان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عفو رئاسي عراقي عن مدانين بتجارة المخدرات يتحول إلى «فضيحة سياسية» عفو رئاسي عراقي عن مدانين بتجارة المخدرات يتحول إلى «فضيحة سياسية»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 14:08 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 العرب اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 العرب اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مأساة أم مصرية تشعل مواقع التواصل بعد عرض أطفالها للبيع
 العرب اليوم - مأساة أم مصرية تشعل مواقع التواصل بعد عرض أطفالها للبيع

GMT 15:42 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 01:14 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 13:52 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ

GMT 00:23 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يجري مشاورات أمنية بشأن إيران قبل لقائه ترامب

GMT 07:32 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

آليات إسرائيلية تتوغل في مخيم جباليا شمال غزة

GMT 14:36 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 07:52 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

اغتيال جنرال روسي في موسكو إثر عملية إرهابية

GMT 18:06 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير ويليام يصطحب نجله جورج لمساعدة المشردين في لندن

GMT 08:22 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

عائشة بن أحمد تحلم بتجسيد شخصية الكاهنة على شاشة السينما

GMT 09:09 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

توغل إسرائيلي في ريف درعا وإقامة حاجز يعيق الحركة

GMT 12:10 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

انتحار الممثل الأميركي جيمس رانسون عن عمر 46 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab