دمشق ـ العرب اليوم
أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية في تصريحات صحفية أن المباحثات التي جرت خلال الأشهر الماضية مع ممثلين عن الحكومة السورية، وبوساطة روسية مباشرة، أفضت إلى التوصل لاتفاق مبدئي يقضي بدمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن صفوف الجيش السوري، بحيث تعمل تحت إشراف قيادة موحدة وتشارك في هيكلية الدفاع الوطني للدولة السورية.
وأشار القائد إلى أن الاتفاق جاء بعد سلسلة طويلة من المشاورات الصعبة، التي تناولت مستقبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ومصير المقاتلين، وآليات الدمج الإداري والعسكري، وضمانات عدم ملاحقة عناصر القوات السابقة أو فرض إجراءات انتقامية ضدهم. وأوضح أن الجانب الروسي لعب دور الوسيط الضامن لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتقديم مقترحات عملية لتذليل العقبات السياسية والعسكرية.
ويُتوقع أن يشمل الاتفاق، في حال تطبيقه بشكل فعلي، مراحل متعددة تبدأ بتنسيق ميداني وتدريب مشترك بين قوات الجيش السوري ووحدات من قوات سوريا الديمقراطية، تمهيدًا لتوحيد غرف العمليات والبنى القيادية تدريجيًا. كما ستُبحث ترتيبات خاصة للإدارات المدنية والأمنية في مناطق شمال وشرق البلاد، بما يضمن استمرار الخدمات العامة واستقرار الأوضاع المحلية خلال فترة الانتقال.
ويرى محللون أن هذا التطور، إذا تم تنفيذه على الأرض، قد يعيد رسم خريطة النفوذ في شمال سوريا بشكل جذري، خاصة في ظل الوجود الأمريكي في المنطقة والدور التركي المتزايد في الشمال. فدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري يمكن أن يفتح الباب أمام اتفاقات أوسع بين دمشق والأكراد، وربما يسهم في تخفيف حدة التوترات العسكرية على خطوط التماس، مع تعزيز فرص الحل السياسي الشامل الذي تسعى إليه موسكو منذ سنوات.
كما يشير بعض الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد تمثّل بداية مرحلة جديدة من إعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية على أسس أكثر شمولًا وتنوعًا، بحيث تضم مكونات من مختلف الأطياف السورية، وهو ما قد يساعد في تحقيق نوع من المصالحة الوطنية بعد سنوات طويلة من الحرب والانقسام.
في المقابل، هناك مخاوف من أن تواجه الخطة مقاومة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي ترى في هذا الدمج تعزيزًا لنفوذ دمشق وموسكو على حساب النفوذ الأمريكي والتركي في المنطقة. ومع ذلك، يبدو أن الطرفين السوريين يحاولان استثمار اللحظة الراهنة لتقريب وجهات النظر، مستفيدين من حالة الإنهاك العام التي أصابت جميع القوى بعد أكثر من عقد من الصراع المسلح.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك