المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه
آخر تحديث GMT22:03:36
 العرب اليوم -

المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه

فرنسيات داخل متحف الميتروبوليتان في ليل
باريس - أ.ف.ب

من شهادات تبث على الإذاعات عن معاناة نساء تعرضن للاغتصاب إلى نداء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لمواجهة ظاهرة التحرش التي تزداد انتشارا وكسر حاجز الصمت، لا تزال الطريق طويلة أمام فرنسا لتوقظ مجتمعا يعيش في حالة إنكار ويولي أهمية كبرى لمفهوم الرجولة.

تروي آن بصوت مرتجف كيف دخل زوجها لويس الحمام "في إحدى الليالي عندما كنت أتبرج واغتصبني. فكانت بداية معاناتي. وفضلت أن أصمت لأني كنت أخشى الطلاق، لكن ينبغي ألا يتحمل أحد ذلك".

وشهادة آن هي واحدة من بين شهادات عدة تبث منذ السبت عبر أثير الإذاعات الفرنسية لتشجيع الضحايا على الخروج عن صمت يلتزمنه حياء أو شعورا منهن بالذنب. وهذه المبادرة تأتي ثمرة لجهود الجمعية النسوية لمكافحة الاغتصاب.

ففي فرنسا، تقع أكثر من 86 ألف امرأة ضحية الاغتصاب أو محاولة اغتصاب كل سنة. ولا يتقدم بشكوى سوى 13 % من الضحايا و1% من الشكاوى لا غير تفضي إلى احكام ادانة قضائية.

وقالت ماري-فرانس كازاليس إحدى المسؤولات في هذه الجمعية إن "كسر الصمت هو المرحلة الأولى من مسار إعادة التأهيل".

وفي ظل التفاوت القائم بين الأفعال والإجراءات الجنائية، تطالب الجمعية بتحقيقات منهجية تطلق إثر التقدم بالشكاوى وباعتبار الاعتداءات الجنسية جرائم وليست جنحا لفرض عقوبات أكثر قسوة.

وفي فرنسا يعتبر الاغتصاب الذي يرتكب، بصرف النظر عن طبيعته، "بالعنف أو الاكراه أو التهديد أو المباغتة"، جريمة قد تؤدي الى سجن منفذها 15 سنة أو حتى 20 سنة عند ارتكابها في ظروف مشددة للعقوبة، مثل الاغتصاب الزوجي أو اغتصاب امرأة مريضة أو معوقة أو حامل، فضلا عن الاغتصاب تحت تهديد السلاح.

غير أن دراسة عن مفهوم الاغتصاب في نظر الفرنسيين نشرت للمرة الأولى الأسبوع الماضي بمبادرة من جميعة "ميموار تروماتيك إيه فيكتيمولوجي" أثارت صدمة مع اظهارها استمرار صور نمطية لا تزال راسخة في العقليات حول هذه المسألة.

وهي بينت مثلا أن أربعة فرنسيين من أصل عشرة يعتبرون أن المغتصب ليس مسؤولا بالكامل عن فعلته إذا حاولت الضحية إغواءه.

أما الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، فهم قد أشاروا إلى أن "النساء قد يستمتعن بالعلاقة الجنسية في حال أكرهن على القيام بها".

- مفاهيم ذكورية مضخمة -

وأكدت موريـال سالمونا رئيسة الجمعية أن الوضع لا يزال محكوما "بقاعدة الصمت والنكران والإفلات من العقوبة وغياب الاعتراف بحقوق ضحايا العنف الجنسي والحماية اللازمة والتخلي عن قضيتهن".

وأقر الرئيس الفرنسي في مقابلة هي الأولى له مع مجلة نسائية منذ انتخابه سنة 2012 أجريت معه قبيل اليوم العالمي لحقوق المرأة في الثامن من آذار/مارس بأعمال التحرش التي تتعرض لها النساء في فرنسا "والتي يستخف بخطورتها بشكل فادح".

وقال في العدد الأخير من مجلة "إيل" النسائية إن التحرش الشفهي أو الجسدي الذي يطال النساء بات "ظاهرة واسعة الانتشار ينبغي مواجهتها لأنها تمس بقيم الحياة المشتركة"، منتهزا الفرصة للإعلان عن "مبادرات جديدة".

وتساءلت الدراسة في ختامها إذا لا تزال فرنسا مجتمعا يميز بين المرأة والرجل ويسلم بالطبعية الجنسية العنيفة لهذا الأخير.

وردا على هذا السؤال، أشار عالم الاجتماع فرنسوا دو سيغلي إلى أن "المجتمع لا يزال يبجل مفهوم الرجولة الذي يحوي في طياته مبدأ العنف السائد خلال الحرب والمنافسة والرغبة الجنسية. ولا يجرؤ أحد على إدانة هذا التفسير للرجولة".

ودعا العالم إلى إعادة النظر في القيم التي يغرسها الأهل في اذهان ابنائهم، فضلا عن منع العقوبات الجسدية التي يفرضها الأهل على أطفالهم والتي تشرع مفهوم العنف عند الصغار. وقد انتقد مجلس أوروبا العام الماضي فرنسا لأنها لم تحظر صراحة العقوبات الجسدية، مثل الصفعات، على غرار أغلبية البلدان الأوروبية.

وقال فرنسوا دو سيغلي ختاما إن "أي خطاب عن الاغتصاب لن يكون صادقا طالما لم يتم حظر العقوبات الجسدية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه المجتمع الفرنسي يعيش في نكران للعنف المفروض على نسائه



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 18:03 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة
 العرب اليوم - شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة

GMT 16:58 1970 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة
 العرب اليوم - إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة

GMT 07:49 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام
 العرب اليوم - إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 17:52 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 18:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا

GMT 10:17 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يطلق قريباً نظام حجز أسماء المستخدمين

GMT 02:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab