بغداد - نجلاء الطائي
كشف مصدر في وزارة الداخلية العراقية، أن صاحبة صالون حلاقة نسائية قتلت طعنًا، شرقي بغداد، مشيرًا إلى أن "مسلحين مجهولين قتلوا صاحبة صالون حلاقة نسائية طعناً بالسكاكين في منطقة النعيرية ببغداد الجديدة٬ شرقي العاصمة٬ وقاموا برمي جثتها بالشارع، وأن قوة أمنية فرضت طوقا على مكان الحادث٬ فيما نقلت جثة القتيلة الى دائرة الطب العدلي".
وخدمت القتيلة سارة، منذ طفولتها في البيوت مع أمها لمساعدة اخوتها الصغار، فوالدها تخلّى عنهم ليتزوج من أخرى، لتجد نفسها مجبرة على الخدمة في البيوت نظير بعض المال، الذي بالكاد يسد رمق العيش، وبعد إصابة والدتها بالسرطان، بقيت لسنوات قبل أن تفارق الحياة في حاجة لمزيد من المال للعلاج، فاضطرت إلى العمل طوال اليوم والخدمة في أكثر من بيت يوميًا، وفي أثناء خدمتها تعرّفت على سيدة تمتلك "صالونا لتجميل النساء" عرضت عليها العمل معها، لتتحول مهنة سارة من "خادمة" إلى "مصففة شعر"، وبعد وفاة والدتها، وجدت نفسها وحيدة في الحياة، ومسؤولة عن 4 شقيقات، في مراحل دراسية مختلفة، كانت تسعى دائما إلى توفير العيش الكريم لهم، إلا أن صعوبة توفير ما يحتاجونه، أرغمها على الزواج من رجل أكد لها بأنه سيساعدها في الاهتمام بشقيقاتها، لكن بعد زواجها اتضح لها أنه زوج لا يفكر سوى بنفسه، ويستحوذ على كل مدخراتها، ولا يترك لها شيئا تقدمه إلى شقيقاتها، زادت معاناتها، وكثرت الخلافات بينها وبينه، وخاصة بعدما اكتشفت أن واحدة من شقيقاتها انخرطت مع مجموعة من الفتيات السيئات، فحصلت على طلاقها منه بعد عناء.
وقررت سارة في بيع المتعة للرجال، وأخذت تتلصص على أحوال النساء اللاتي يرتدن على " صالون الحلاقة " لتعرف من منهن تسوقها لمشاركتها تلك الجريمة فاختارت المطلقات البائسات الحظ اللاتي ليس لهن معيل ويبحثن عن وظيفة دون جدوى، وكذلك الفتيات اللواتي وقعن فريسة لعلاقات مشبوهة، فكرت في حل أزماتهن، مبينة لهن أنها الطريقة المثلى، وحوّلت منزلها الخاص إلى وكر لممارسة الرذيلة والبغاء، أمام الأرباح المالية غير المتوقعة، خلف الستار عملها كمصففة شعر، وهكذا توسّعت في نشاطها المشبوه، الأمر الذي تنصب لها الكثير ممن يسكنون بجوار منزلها، وبدأت الشبهات تحوم حولها، حتى كان مصيرها القتل، دون معرفة هل تم تصفيتها جسدياً، لأنها كانت تمتهن البغاء، أو أن تصفيتها جاءت ضمن مفهوم "الإرهاب"
ووجدت القاضية عبير الخفاجي أن مفهوم العصابات المنظمة والمتغلغلة وانعدام الرقابة التي تأخذ على عاتقها إدارة كل شيء، أتى بهذا الموقف كدافع لبعض الجماعات المسلحة المجهولة الهوية إلى التصفية الجسدية لهذه الشريحة من النساء، الأمر الذي أدى إلى قتل الكثير منهم، بينما لاذ البعض الآخر منهن بالهرب. مؤكدة بأنه لا يحق لأي فرد تنفيذ أحكام بحق الآخرين، فهناك جهات عليا ومحاكم ودستور وقوانين وجب التمثل لها. لافتة إلى أننا لا نعيش في غابة، كلٌ يتصرف على وفق ما يراه مناسباً، وأكد ياسر النعيمي: "نحن لا نطرح موضوعاً عن حالة مستحدثة فالدعارة والبغاء موجودة في كل زمان ومكان، تتسع وتتقلص تبعاً لظروف ومعادلات كثيرة. والفارق اليوم هو أن هناك أجواء فرضها الوضع السياسي الديني المتداخل الذي غزا الشارع، وتمدد على حساب أخلاقيات سابقة" مشيراً، إلى أنها اتسعت أكثر من السابق، لأن الآتي الجديد حمل معه عوامل تدعمها وحججاً على وفق منظور الجانب الاقتصادي الذي شكل مساحة احتياج نتج من تداعيات الحرب وما بعدها من صراعات وفساد.
أرسل تعليقك