تجربة التدوين في السودان الهروب من سيف الرقابة
آخر تحديث GMT09:59:19
 العرب اليوم -

تجربة التدوين في السودان الهروب من سيف الرقابة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تجربة التدوين في السودان الهروب من سيف الرقابة

الخرطوم ـالعرب اليوم
تحظى حركة التدوين في السودان، بإقبالٍ من الشباب في السنوات الأخيرة. ويؤكد بعض المدوِّنين أن التدوين صار بمثابة "حصن آمن" لحرية الرأي والتعبير، بعيداً عن الرقابة وملاحقة الأجهزة الأمنية لما يكتبون في الصحف والمجلات. في السنوات التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام عام 2005، بدأت تجربة التدوين في السودان بشكل متواضع. وبعد سنوات قليلة، قويت هذه التجربة لتبرز تجربة شبكة (مدونون سودانيون بلا حدود) بواسطة المدوِّن وائل مبارك، والتي تضم حوالي 300 مدوِّن ومدوِّنة. ويقول وائل مبارك، إن الشبكة تأسست في تموز/يوليو 2010 ولديها فعاليات وتقوم بتنفيذ دورات في التدوين والإعلام الجديد. وتهدف الشبكة لإثراء المحتوي السوداني علي الإنترنت، إلى جانب الترويج لضرورة التدوين وأهميته كإعلام ذي فاعلية إضافة لتوثيق ونشر الثقافة السودانية. الهروب من الرقابة أما الكاتبة والمترجمة ميسون النجومي، وللهروب من سيف الرقابة المسلّط على الصحف في عام 2007، فقد لجأت إلى النشر في المدونات. وفى عام 2010 أنشأت النجومى مدوَّنتها الشخصية وكانت محاولة منها لإبداء أرائها الشخصية حول مختلف الأحداث التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. وترى النجومي أن تجربة الكتابة في المدوَّنات تختلفُ كثيراً عن النشر في الصحف، وذلك من خلال تعامل المدوِّن مع ردود فعل القراء المباشر مع ما يكتب. وترى النجومي أن المدوَّنات، بعكس الصحف، تتيحُ للمدوِّن إمكانيات التنقيح والتحرير المتواصل للمادة المنشورة. وتعتبر النجومي التدوين نوعا جديدا من الكتابة، لأنه يتيح إضفاء الجانب الشخصي والحميم في الكتابة. وأوضحت أن تجربة التدوين صهرت مختلف أنواع الكتابة وبدأت تُزيل الحواجز بين شتى أنواع المساهمات الكتابية من اقتصاد وسياسة واجتماع وتصهرها في نوع جديد. فتح آفاق أرحب ريم عباس شوكت لها قصة طريفة مع تجربة الكتابة عموماً والتدوين على وجه الخصوص. فهي بحكم تنقل وسفر أفراد أسرتها بين مختلف دول العالم، لم تكن لها صلة ببلدها. وبدأت تجربتها مع التدوين في عام 2006 وأسهمت في ربطها بقضايا السودان المختلفة بصورة كبيرة، خصوصاً وأنها عاشت وتجولت مع أسرتها في دول أوربية مختلفة بحكم عمل والدها في إحدى المنظمات الدولية. مساهامات شوكت المختلفة في عدد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر مدونتها الشخصية، باللغتين الانجليزية والعربية، فتحت لها أبواب مشاركات خارجية في الدورات التدريبية حول الإعلام الجديد وتجربة التدوين على وجه الخصوص. الأمر الذي دفع بعض المنظمات ذات الصلة لترشيحها لجائزة مرموقة في الولايات المتحدة عام 2011، لتنال الجائزة تقديراً لمساهماتها المميزة في تجربة التدوين في السودان. تغيير أدوات الكتابة أما حمد النيل خليفة، الناشط المسرحي والمدوّن، فلم يكن التدوين يمثل له سوى "تغيير" في أدوات الكتابة والتوثيق. ويكشف خليفة لموقع DW عربية ذهوله مما كان يقوم به من تدوين طوال فترة تعامله مع منتجات الثورة التقنية. ويقول: "مع الزمن اكتشفت أن كل ما كنتُ أقوم به كان شيئاً مُذهلاً حقاً بالنسبة لي، إذ اكتشفت أنني قد حملَّتُ الكثير من المعلومات في الأثير واحتفظت بالكثير من الوثائق والمناقشات المهمة بالنسبة لي ولغيري من ذوي الاهتمامات المشابهة في الشبكات الاجتماعية والمهنية المختلفة". يشير خليفة إلى أنه كغيره من جيل السودانيين الذين حظوا بالتعليم، يستخدم وسائل الاتصال الحديثة التي أنتجتها ثورة الاتصال والمعلوماتية للتعبير عن شخصه وعن آرائه أو لمشاركة ما وفرته له هذه الوسائل من معرفة. ويقول خليفة: "خلاصة ما استطيع قوله هنا هو أنني قد قمت بما لم يقم به والديَّ في مجال التعبير والمشاركة عبر ضغطة واحدة في جهاز الاتصال الخاص بي". في طور الحبو واقع الأمر أن ثمة آراء تشير إلى محدودية تجربة المدوّنات في السودان مقارنة مع غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الذي يحظى بإقبال منقطع النظير. فيما يرى آخرون أن أغلب المدوَّنات في الفترة الأخيرة تحولت إلى "مفكرات شخصية" لا تتواصل بالصورة المُثلى مع القراء، بحسب وجهة نظر المدوِّنة ميسون النجومي. وبالإجمال، ورغم الإقبال الشبابي، فإن تجربة التدوين ما تزال في بداياتها في السودان. إنها تجربة تحبو ولم تشكِّل بعد تجربة قوية يمكن أن تُسهم بفاعلية كبيرة في تسليط الضوء على قضايا البلاد الحيوية.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة التدوين في السودان الهروب من سيف الرقابة تجربة التدوين في السودان الهروب من سيف الرقابة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:59 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" مؤخرا
 العرب اليوم - نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" مؤخرا

GMT 15:42 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 01:14 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 13:52 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

هالاند يحطم رقم رونالدو ويواصل التهديف في البريميرليغ

GMT 00:23 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يجري مشاورات أمنية بشأن إيران قبل لقائه ترامب

GMT 07:32 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

آليات إسرائيلية تتوغل في مخيم جباليا شمال غزة

GMT 14:36 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 07:52 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

اغتيال جنرال روسي في موسكو إثر عملية إرهابية

GMT 18:06 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير ويليام يصطحب نجله جورج لمساعدة المشردين في لندن

GMT 08:22 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

عائشة بن أحمد تحلم بتجسيد شخصية الكاهنة على شاشة السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab