موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة
آخر تحديث GMT06:55:34
 العرب اليوم -

موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة

الإنتاجات الرمضانية
تونس - العرب اليوم

لكن هذا العام ومنذ بداية شهر رمضان، لم تسلم الإنتاجات الرمضانية الجديدة من الانتقادات، بسبب ما اعتبره المشاهدون تحريضا على العنف والجريمة، وإهانة لبعض القطاعات الحساسة على غرار الأساتذة والمعلمين والأمنيين ومساسا بحقوق الحيوانات.

وأثار برنامج "السيرك"، (برنامج مقالب) تعرضه إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة، غضب المواطنين والجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان، بسبب إزالة أنياب الأسود التي يستخدمها البرنامج في إثارة هلع الضيوف.

ورغم أن قناة التاسعة التي تعرض برنامج الكاميرا الخفية "السيرك"، نفت صلتها بهذا الأمر وشددت على أنها استأجرت أسودا دون ناب من السيرك الإيطالي، إلا أن الجمعيات الحقوقية أكدت أنها ستقدم على مقاضاة الشركة المنتجة، بسبب تحريضها على العنف ضد الحيوانات لغايات ربحية.

كما نشرت الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، بيانا تؤكد فيه أنها ستحقق في المشاهد التي عرضت في مسلسل "الفوندو"، الذي تبثه قناة الحوار التونسي الخاصة ويحظى بنسب مشاهدة عالية، وصفتها بأنها مسيئة للأجهزة الأمنية.

وتظهر المشاهد المعنية تلقي أحد عناصر الحرس الوطني، رشوة مقابل السماح لأحد المهربين بالمرور دون إلقاء القبض عليه.

إهانة للمربيين وتشجيع على العنف

من جانبها، استنكرت الجمعية الوطنية للتعليم بتونس عرض مسلسل "الفوندو"، لمشاهد تظهر تحرش مدرس بتلميذته، معتبرة أن هذه المشاهد غير الأخلاقية تسهم في ترذيل صورة المدرس.

وقال رئيس الجمعية الدهماني اللجمي لـ "سبوتنيك"، إن "هذه اللقطات تتعارض مع الدور التأهيلي والتربوي للمعلمين والأساتذة والمعاضد لدور الأسرة في تأطير جيل جديد يسهم في بناء المجتمع وتقدمه".

واعتبر اللجمي أن "ظاهرة التحرش هي ظاهرة اجتماعية عامة وليست لصيقة بالمدرسين، وأن ترويج صورة سيئة عنهم سيؤدي إلى هدم العلاقة بين التلميذ والأستاذ وبالتالي تعسير عملية التلقي"، مضيفا "ضرب صورة المؤسسة التربوية سينعكس سلبا على بناء المجتمع".

ولفت اللجمي إلى خطورة المضامين التي تعرضها المسلسلات الرمضانية الحديثة من مشاهد عنف وإجرام ومخدرات واغتصاب، قائلا: "لا أنكر وجود ظواهر سلبية في المجتمع، ولكن طريقة نقلها للمتلقي وخاصة للمراهقين تحتاج إلى معالجة".

وأوضح أن مشاهد العنف والإجرام تترسخ بسهولة في ذهن المراهق على اعتبار أنه ليس مهيئا لتقبلها وفهمها ومعالجتها، مستدلا على ذلك بالدراسات التي أثبتت مساهمة المسلسلات التلفزيونية في انتشار الجريمة.

واستنكر اللجمي التركيز المفرط على مشاهد العنف في البرامج الرمضانية والإخلال بالمبادئ العامة للمجتمع، عوضا عن الترويج لقضايا هادفة وإهمال الجانب الخيّر في الإنسان.

© Sputnik

العودة إلى الماضي

في المقابل، لوحظ هذا العام إقبال التونسيين بكثافة على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية القديمة، والتي يعود تاريخ ‘نتاجها إلى ما يزيد عن العشر سنوات، مثل مسلسل الخطاب على الباب (عام 1996) ومسلسل جاري يا حمودة (2004) وسلسلة شوفلي حل الكوميدية (عام 2006) التي تصدرت نسب المشاهدة خلال الموسم الحالي.

ويفسر المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله في حديثه لـ "سبوتنيك" العودة إلى الإنتاجات القديمة بأبعاد نفسية وأخرى متعلقة بالتنشئة الاجتماعية وبالرغبة في استرجاع الذكريات.

وأوضح عبد الله أن "مضمون هذه المسلسلات ينسجم مع مختلف الشرائح المجتمعية بغض النظر عن مستواها التعليمي أو الثقافي"، مضيفا أن الإنتاجات القديمة نجحت بدرجة كبيرة جدا في استمالة عاطفة المستهلك التونسي على عكس البرامج الجديدة التي تتسم أساسا بطابعها الانتقائي.

وتابع "ما ينقص المسلسلات الجديدة هو القراءة النفسية والاجتماعية للمجتمع التونسي والانسجام مع تركيبته المتنوعة رغم التحولات التي طرأت عليه".

وبيّن "صحيح أن هذه البرامج تعكس ظواهر اجتماعية سلبية انتشرت في تونس، لكن توقيت عرضها غير مناسب وآلياتها لا تتلاءم مع جميع الشرائح العمرية، فضلا عن كونها لا تمثل أطياف المجتمع".

وأوضح خبير علم الاجتماع أن المواطن التونسي يبحث عن البرامج التي ترتكز على الترفيه، ويمكنه مشاهدتها داخل وسط عائلي، خاصة وأن شهر رمضان يعتبر شهر الأسرة.

وقال "تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية السلبية وخاصة منها الجريمة بمختلف أنواعها في البرامج التلفزيونية طريقة معتمدة لتوعية الناس، ولكن أسلوب نقلها إلى المشاهد يحتاج إلى إعادة النظر، خاصة وأن فئة كبيرة من مشاهدي هذه البرامج هم شباب ومراهقون يعيشون في ظل أزمات نفسية واجتماعية عمقها استمرار البطالة".

وبيّن أن الطبيعة النفسية للمراهق تقوم على حب المخاطرة والتجربة، ونقل مشاهد تلفزيونية تتضمن وصفا دقيقا للمخدرات ولطرق استعمالها أو مشاهد عنف حادة ستكون له تداعيات نفسية واجتماعية خطية على بعض أصناف المجتمع، وفقا لقوله.

ويساند عبد الله مبدأ الحرية الفكرية التي حظيت بها تونس بعد الثورة، مع مراعاة الجانب النفسي والاجتماعي للمجتمع في نقل الظواهر السلبية، وعرضها في فضاءات خاصة وليس على التلفاز الذي هو مفتوح للجميع.

قد يهمك ايضا:

وقف بث قناة تلفزيونية بعد ساعة من إطلاقها في أوكرانيا

ننشر تفاصيل أقوى الدراما الرمضانية على القنوات التلفزيونية في مص

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة موجة انتقادات تلاحق البرامج الرمضانية التونسية وإقبال مكثف على الإنتاجات القديمة



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab