قوة حرير العنكبوت تكمن في ذكائه
آخر تحديث GMT06:04:27
 العرب اليوم -

قوة حرير العنكبوت تكمن في ذكائه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قوة حرير العنكبوت تكمن في ذكائه

لندن ـ العرب اليوم

الأرجح أن جمهور فيلم «الرجل العنكبوت» (سبايدر مان)، سيسر لمعرفة أن بحوث العلم الحديث تؤيّد القوة التي ينسبها الفيلم لخيوط العنكبوت، على رغم أن الفيلم يشتطّ في هذا الأمر إلى أبعد من مقولات العلم!ويشتهر حرير العنكبوت ببعض الخصائص المذهلة، فهو أقوى من الفولاذ وأكثر متانةً من ألياف الكيفلار المستخدمة في صنع مركبات الفضاء. والمفارقة أن هذه المتانة تأتي مع مرونة تجعله قابلاً لأن يُنسج بأشكال متنوّعة.وأظهرت دراسة جديدة نشِرت في مجلة «نايتشر» أخيراً، أنّ هذه الخصائص تأتي من كون حرير العنكبوت مصنوعاً من مواد تتميّز ليس بالقوة وحدها، بل بالذكاء أيضاً. وفي هذا الصدد، أوضح المهندس ماركوس ج. بويهلر من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» الذي شارك في كتابة الدراسة، أن حرير العنكبوت له طريقة خاصّة للانتقال من ميزة الطراوة إلى الصلابة، ما يضمن استمراره في أداء وظيفته بالشكل المناسب. من جهة أخرى، يوفّر نسيج العنكبوت مسكناً لهذا الحيوان، وسبيلاً لاصطياد فرائسه أيضاً. كذلك يتحتّم على هذا النسيج مقاومة المهاجمين المزعجين، والصمود أحياناً في وجه رياح توازي الإعصار. أقوى من الفولاذ استناداً إلى نماذج محاكاة افتراضية على الكومبيوتر لحرير العنكبوت، وتجارب أُجريت على شِباك عناكب من حدائق أوروبيّة، اكتشف بويهلر وفريقه أنّ سبب تميّز النسيج بمزايا فريدة من نوعها إنما يكمن في قدرته على التفاعل مع مستويات متفاوتة من الإجهاد.وعلى سبيل المثال، من شأن الرياح الخفيفة أن تجعل النسيج أكثر طراوةً، ما يجعله ميّالاً إلى التمدّد، مع الحفاظ على تركيبته الإجماليّة. وإذا مورست ضغوط أكبر على أمكنة معيّنة من النسيج، كتوجيه ضربة على خيط معيّن، يصبح الحرير صلباً ويتمزّق.في المقابل، لا تتمزّق في هذه الحال إلا الخيوط الأكثر امتداداً، علماً بأن تفكّك أجزاء صغيرة من الشبكة يساهم في حفظ متانة التركيبة الإجمالية من جهة، ويجعل الشبكة فعلياً أقوى مما كانت عليه، من جهة أخرى. واكتشف الباحثون أيضاً أنّ إزالة ما يصل إلى عُشر الخيوط من مواقع مختلفة من شبكة العنكبوت أتاحت للتركيبة حمل أوزان إضافيّة بنسبة تراوحت بين 3 في المئة و10 في المئة. وبرهنت هذه الأمور تفوّق شبكة العنكبوت على موادّ أخرى كالفولاذ الذي ينهار في ظلّ ظروف كهذه.وبحسب عالم الأحياء تود أ. بلاكلدج من جامعة «أكرون» في أوهايو، تقدّم هذه الدراسة لمحةً عن نجاح العناكب في التقاط فريستها. وأوضح بلاكلدج أنه من المهمّ جداً أن يتمدّد الحرير عند تعرّضه إلى صدمة ما، لأن هذا يمكّنه من احتضان العنكبوت وحمايته من السقوط. وأشار بويهلر إلى امكان أن يستعين المهندسون أيضاً بأسرار حرير العنكبوت لمواجهة تحديات متنوّعة، إذ أنّ قدرة هذا النسيج على تحمّل أضرار طفيفة من دون حدوث خلل ببنيته كلّها، ربما كان مفيداً حتى في تصميم شبكات افتراضية كالإنترنت. واستفادة من حرير العنكبوت، يستطيع حُماة الإنترنت أن يلجأوا إلى مناورات من نوع التخلّي عن عقدة محليّة عند حدوث هجوم إلكتروني على الشبكة، بهدف تفادي تعطّل نظام الإنترنت برمّته. إلى ذلك، يساعد حرير العنكبوت في فهم الطريقة التي ينسج فيها الجسم تراكيب البروتينات التي تدخل في تشكيل أنسجته وأعضائه. ويفيد الأمر نفسه علماء النانوتكنولوجيا في صنع أنابيب نانونيّة مؤلّفة من نسيج ذرّات الكربون، تصلح لاستخدامها في صنع أشياء مختلفة، بداية بمعدّات القتال ووصولاً إلى مركبات الفضاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة حرير العنكبوت تكمن في ذكائه قوة حرير العنكبوت تكمن في ذكائه



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"
 العرب اليوم - تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"

GMT 12:25 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

زيارة ترامب إلى الرياض تكشف عن وفد كبير يرافقه
 العرب اليوم - زيارة ترامب إلى الرياض تكشف عن وفد كبير يرافقه

GMT 14:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته
 العرب اليوم - راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته

GMT 00:39 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

عناصر ضرورية لسياسة خارجية فاعلة للبنان

GMT 06:50 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟

GMT 09:55 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

واشنطن – الرياض... بين الماضي والمستقبل

GMT 05:34 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

وقفة مع الصديق المجرم!

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الرياض وواشنطن: التحالف في الزمن الصعب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab