الجفاف يؤثر على وظيفة الغابات في امتصاص الغازات المسببة للاحترار
آخر تحديث GMT09:15:31
 العرب اليوم -

الجفاف يؤثر على وظيفة الغابات في امتصاص الغازات المسببة للاحترار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجفاف يؤثر على وظيفة الغابات في امتصاص الغازات المسببة للاحترار

اشجار اغصانها يابسة جراء الجفاف
واشنطن - أ.ف.ب

 تحتاج الغابات الى فترة اطول مما كان يظن العلماء لتتعافى من موجات الجفاف،  لذا فهي تخزن كمية اقل بكثير من ثاني اكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لارتفاع درجات حرارة الارض، على ما اظهرت دراسة جديدة.

وبسبب ذلك، فان وتيرة الاحترار المناخي ستفوق تقديرات العلماء، لكون النماذج التقديرية التي اعدوها في السابق لم تلحظ تراجع امتصاص الغابات للكربون بسبب الجفاف، على ما جاء في دراسة نشرتها مجلة "ساينس" الاميركية.

فالغابات والمساحات المرزوعة عموما، تمتص كميات كبيرة جدا من غاز ثاني اكسيد الكربون من الجو، لاسيما تلك الناجمة عن احراق الوقود والفحم، وهي وظيفة مهمة جدا لكبح ارتفاع درجات حرارة الارض الناجمة عن النشاط البشري.

لكن نمو النبات يتأثر بمواسم الجفاف ويتباطأ، ثم يحتاج الى ما بين سنتين الى اربع بعد انتهاء فترة الجفاف ليستعيد وتيرة نموه الطبيعية.

وقبل هذه الدراسة، لم يكن معروفا الوقت اللازم لاستعادة معظم انواع الاشجار وسائر النباتات وتيرة نموها.

فقام العلماء بدراسة جذوع اشجار عاشت اوقات الجفاف التي سجلت منذ العام 1948، في اكثر من 1300 غابة موزعة في كافة انحاء العالم.

وتضم جذوع الاشجار حلقات تشكل ما يشبه السجل الكامل من المعلومات عن الشجرة ونموها، وتخزينها لغاز ثاني اكسيد الكربون بعد امتصاصه من الجو.

وتبين ان نمو جذوع الشجر كان ابطأ من الوتيرة الطبيعية بنسبة 9 % في السنة الاولى بعد انقضاء موسم الجفاف، واقل بنسبة 5 % في السنة الثانية.

ويقول استاذ علوم الاحياء في جامعة يوتا ويليام انديريغ "ان هذا الاكتشاف يغير معطياتنا (حول تقدير وتيرة الاحترار المناخي)، لان مواسم الجفاف المرتقبة ستكون اشد قسوة واعلى وتيرة بسبب الاحترار المناخي" نفسه.

والسبب في ذلك ان الاشجار ستحتاج وقتا طويلا للتعافي من اثار الجفاف، فستكون طاقتها على تخزين غاز ثاني اكسيد الكربون اقل، وهو الامر الذي لم تكن الدراسات والنماذج تلحظه.

ويضيف انديريغ "اذا لم تكن الغابات فعالة في امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون، فهذا يعني ان التغير المناخي سيتسارع".

وقد يؤدي هذا التباطؤ الموقت في نمو الاشجار الى ارتفاع كميات غازات الدفيئة المسببة للاحترار في الغلاف الجوي للارض بشكل كبير، بكمية قد تصل الى 1,6 مليار طن اضافية كانت الاشجار لتمتصها لو لم تكن متأثرة بالجفاف.

خلال العام 2014، بلغت انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون 32,3 مليار طن، بحسب الوكالة الدولية للطاقة، وفي العام 2013 كانت الولايات المتحدة مسؤولة وحدها عن 5,2 مليارات طن.

ولاحظ العلماء ان بعض الغابات، ولاسيما تلك الواقعة في كاليفورنيا ومناطق البحر المتوسط، كانت تنمو بوتيرة اعلى من المتوقع خلال مواسم الجفاف، ولكن في معظم المناطق الاخرى من العالم كانت الغابات تعاني خلال الجفاف من نقص في المياه ولاسيما في الانظمة البيئية الجافة.

ووضع العلماء ثلاث فرضيات لشرح هذه الظاهرة، منها فقدان الشجر لاوراقه ومخزون هيدرات الكربون اللازم لنموه، وانتشار الحشرات المؤذية للاشجار في مواسم الجفاف، والاضرار التي يسببها الجفاف المزمن في اوعية الشجر والنبات.

وبحسب الباحثين، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في العالم الى تفاقم الجفاف، اذ ان الجفاف ينتج عن اختلال في التوازن بين المتساقطات وحركة التبخر التي تزيد من قوتها درجات الحرارة العالية.

وخير مثال على هذه الظاهرة موسم الجفاف الذي ضرب جنوب غرب الولايات المتحدة بين العامين 2000 و2003، حين لم يكن سقوط الامطار اقل من مواسم سابقة لكن الحرارة كانت اعلى بما بين 1,6 درجات و3,3 عن المعدل العام، فكانت الاثار كارثية على النبات والمزروعات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف يؤثر على وظيفة الغابات في امتصاص الغازات المسببة للاحترار الجفاف يؤثر على وظيفة الغابات في امتصاص الغازات المسببة للاحترار



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 العرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 22:30 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

رانيا يوسف مطربة لأول مرة في عمل غنائي جديد

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

مدخل إلى التثوير!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

فيلبي وحفيدته سارة... وإثارة الشجون

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

«رؤية 2030»: قارب النجاة في عالم مضطرب

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 18:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 18:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 17:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab