«كورونا» وتعزيز مكاسب «الهيدروجين الأخضر»
آخر تحديث GMT09:40:16
 العرب اليوم -

«كورونا» وتعزيز مكاسب «الهيدروجين الأخضر»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «كورونا» وتعزيز مكاسب «الهيدروجين الأخضر»

«الهيدروجين الأخضر»
لندن - العرب اليوم

يخشى كثيرون أن تتسبب جائحة «كورونا» في جعل قضايا البيئة أمراً هامشياً ضمن خطط التعافي وإنعاش الاقتصاد العالمي. وترتفع الأصوات في أكثر من مكان داعية لأخذ العبرة مما حصل لجهة قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات المشتركة، مع احترام العلاقة بين صحة الإنسان وسلامة محيطه، خاصة بعد تراجع الانبعاثات وتحسُّن نوعية الهواء.

وكان فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حثّ قادة الدول على اغتنام الفرصة لوضع حزم انتعاش اقتصادي تسرّع التحول نحو الطاقة المتجددة، بدلاً من توجيه الدعم إلى الوقود الأحفوري. فيما رأى فاتح بيرول، رئيس الوكالة الدولية للطاقة، أن تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر مهيأة للحظة عظيمة تشهد انخفاض التكاليف وتكون فيها حجر الزاوية في أنظمة الطاقة الحديثة، إذا جرى لحظُها في خطط التعافي.

- قطاع واعد يشهد نمواً متسارعاً

يعدّ الهيدروجين ناقلاً للطاقة متعدد الاستخدامات ونظيفاً ويتمتع بالمرونة، ويمثّل في قطاعات كثيرة البديل الأفضل أو الوحيد لوقف انبعاثات الكربون. ويصنّف الهيدروجين بحسب طرق الحصول عليه إلى «رمادي» قائم على الوقود الأحفوري، و«أزرق» يعتمد على الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون وتخزينه، و«أخضر» ينتج عن تحليل الماء إلى عُنصُرَي الهيدروجين والأكسجين باستخدام الكهرباء المولّدة من المصادر المتجددة.

ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يأتي معظم الهيدروجين المنتج حالياً من الوقود الأحفوري بحصة 76 في المائة للغاز الطبيعي و23 في المائة للفحم، فيما تبلغ حصة الهيدروجين الأخضر 1 في المائة فقط نظراً لارتفاع كلفة إنتاجه. وتتوقع الوكالة في تقرير صدر منتصف 2019 أن تنخفض كلفة إنتاج الهيدروجين من الطاقة المتجددة بنسبة 30 في المائة بحلول سنة 2030.

وبينما تبلغ كلفة الهيدروجين الأخضر حالياً نحو 6 دولارات لكل كيلوغرام، في مقابل 1 إلى 1.8 دولار للهيدروجين القائم على الوقود الهيدروجيني، من المتوقع أن يدفع انخفاض أسعار الطاقة المتجددة وتراجع أسعار تكنولوجيا التحليل الكهربائي الهيدروجين الأخضر إلى أسعار تقل عن دولارين، وربما تصل إلى دولار واحد لكل كيلوغرام في سنة 2050، مما يجعله منافساً للغاز الطبيعي، خاصة مع ارتفاع أسعار سوق الكربون.

ورغم أن قطاع الهيدروجين لا يزال في مراحله الأولى من التطور، فمن المتوقع أن يحقق معدل نمو سنوي مركّب يصل إلى 6 في المائة بين 2019 و2020، ليبلغ حجم سوق الهيدروجين في نهاية هذه الفترة 260 مليار دولار.

ومع زيادة الوعي بشأن البيئة حول العالم وزيادة الإقبال على استخدام مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، يحظى الهيدروجين بفرصة كبيرة لأن يكون وقود المستقبل. ولكن التحولات اللافتة التي يشهدها قطاع الطاقة منذ سنوات قد تأخذ منحى آخر تحت وطأة الركود الاقتصادي الناتج عن جائحة «كورونا». فقد تتخلى الشركات الكبرى التي كانت تخطط لاستثمارات كبيرة في التكنولوجيا عن خططها أو تقلّص تمويلها بشدّة. كما يُرجَّح أن تعاني الشركات الصغيرة والرائدة التي تطوير تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر من نقص كبير في السيولة بسبب الانخفاض الحاد في الإيرادات، مما قد يدفعها لخفض عدد الموظفين أو إشهار إفلاسها.

ودفعت المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي نتيجة جائحة «كورونا» أسعار النفط والغاز إلى أدنى مستوياتها في عشرين سنة. ومن المتوقع أن تقلل التداعيات الاقتصادية للجائحة من نمو الطلب العالمي على الوقود الأحفوري خلال السنة المقبلة، ولذلك من غير المحتمل أن تتعافى أسعار النفط والغاز بسرعة، مما يؤثر على القدرة التنافسية للاستثمارات الخضراء، بما فيها الاستثمار في قطاع الهيدروجين.

مع ذلك، يملك الهيدروجين من عناصر القوة ما يجعل الاستغناء عنه أمراً مستبعداً. في أوروبا مثلاً، يمثّل الهيدروجين البديل البيئي الوحيد للغاز الذي يجري توزيعه عبر الشبكة العامة لتدفئة أكثر من 40 في المائة من منازل الاتحاد الأوروبي، ولتوفير نحو 15 في المائة من الطاقة اللازمة للصناعة الأوروبية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أبرز 20 تصريحًا أطلقها السيسي خلال افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني

كشف النقاب عن يخت مستقبلي فاخر يعمل بالهيدروجين السائل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» وتعزيز مكاسب «الهيدروجين الأخضر» «كورونا» وتعزيز مكاسب «الهيدروجين الأخضر»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين

GMT 09:21 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان بانفجار في موسكو

GMT 09:10 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

توقف إمدادات الغاز الإيراني عن العراق

GMT 09:19 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينسف المناطق الشرقية وسط غزة

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتحامات إسرائيلية بمدن وبلدات في الضفة الغربية

GMT 18:59 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" مؤخرا

GMT 09:07 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن عن عطل كهربائي قبيل تحطم طائرة تقل عسكريين ليبيين

GMT 17:28 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق لتبادل 2900 أسير بين الحكومة اليمنية والحوثيين

GMT 17:56 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يرد بقوة على سلوت بهدف قاتل مع منتخب مصر

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

هجوم مسلح يستهدف حاجزًا أمنيًا في السويداء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab