مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية
آخر تحديث GMT11:01:24
 العرب اليوم -

مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية

سعدنايل ـ أ.ف.ب

تغرق قدما فيصل في الوحل داخل خيمته المحاطة بطبقة من الثلج في منطقة سعدنايل في شرق لبنان حيث تضرب عاصفة قاسية منذ صباح اليوم الاربعاء، ويقول اللاجىء السوري بلهجة يائسة "اتمنى لو نموت الف مرة ولا نتعرض لهذا الاذلال". ويقطن فيصل (48 عاما) القادم من ادلب في شمال غرب سوريا هذه الخيمة مع افراد عائلته المؤلفة من زوجته واربعة اولاد، ضمن مخيم غير رسمي يفتقر الى الحد الادنى من الحماية من عاصفة تدنت فيها درجات الحرارة الى دون الصفر، ويضم اكثر من 500 سوري هربوا من الحرب في بلادهم ويواجهون البرد والثلج والمطر التي تهدد خيمهم الهشة. ويعبر الرجل عن خيبة امله من تخلي العالم عن السوريين. "لم يصل احد الى ما وصلنا اليه. كل الدول تامرت علينا، كلهم خونة". في المخيم، قليلون الذين يملكون وسيلة للتدفئة في مواجهة عاصفة يتوقع ان تستمر حتى نهاية الاسبوع. ويقول صقر (13 عاما) "لا نتحمل البرد. البرد شديد... لا يوجد تدفئة في خيمتنا. عندما يذوب الثلج يدخل الى البيت وتفيض المياه في كل مكان. والبراكيات (الخيم) تهبط علينا". في تقارير بثتها محطات تلفزة محلية، كان يمكن مشاهدة خيم هبطت تحت ثقل الثلج الذي تراكم عليها. في مخيم الفيضة في سعدنايل، شاهدت وكالة فرانس برس رجالا يعملون بواسطة المطرقة على تثبيت سقف خيمتهم خوفا من انهيارها. بينما آخرون يزيلون الثلج عن الخيم. مراسلة ومصور وكالة فرانس برس غرقت اقدامهما في الوحل، كما تلك الاحذية المرمية عند مدخل بعض الخيم والمغطاة بالوحل. بعض اللاجئين ضحوا باحذيتهم من اجل الحصول على التدفئة. وتقول نجلا (40 عاما) "نضع كنادرنا في الصوبيا (المدفأة) لاننا لا نملك المازوت". رائحة الوقود او الاحذية او الحطب تملأ بعض الخيم التي يعيش في كل منها ستة اشخاص كحد ادنى، الى حد الشعور بالاختناق. وابدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قلقها على الاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخيم في مناطق لبنانية عدة. وتعمل المفوضية على مدار الساعة لتأمين مستلزمات الشتاء بما فيها اغطية حرارية ومبالغ مالية من اجل الحصول على وقود للتدفئة. لكن على الرغم من كل هذه الجهود، تقول ليزا ابو خالد من المفوضية "نحن قلقون لان البرد قارس في منطقة البقاع (شرق)، ونحن قلقون خصوصا على اللاجئين الذين يعيشون في خيم، لان بعض هذه الامكنة تفتقر الى الحد الادنى من الحماية". بين المساعدات التي تقدمها المفوضية بطانيات من الصوف وفرش بلاستيكية وفرش عادية للذين تضررت فرشهم نتيجة العاصفة. في مخيم الفيضة، تغلب براءة الطفولة على البعض فيبتسمون رغم كل شيء. يقف عدد منهم خارج الخيم تحت الثلج المتساقط، ينفخون في ايديهم لتدفئتها، وبعضهم من دون اي شيء يغطي راسه او عنقه، فيما هواء جليدي يصفر في المكان. ويتكىء رجل على عكازيه متأملا ارض خيمته الموحلة وكأنه غير مصدق. ثم يشكو مرضه وعجزه عن شراء الادوية. من كل مكان، ترتفع الاصوات تطلب مساعدات. ويستضيف لبنان اكثر من 835 الف لاجىء سوري يثقلون على اقتصاد البلد الصغير ذي الموارد المحدودة. وبسبب اتساع الحاجة، لا تكفي المساعدات التي تقدمها خصوصا المفوضية العليا للاجئين وبعض المنظمات غير الحكومية. ولا توجد مخيمات رسمية في لبنان، فيما وصل عدد المخيمات العشوائية الى اكثر من مئتين. من عرسال على بعد عشرات الكيلومرات من سعدنايل والتي تستضيف عشرات الوف السوريين، بثت محطات التلفزة تقارير من مخيمات تغطيها الثلوج مهددة بتدميرها، بينما سكانها يرتجفون بردا. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال وفيق خلف في اتصال هاتفي مع فرانس برس "هناك برد قارس، درجة الحرارة تتدنى الى ما تحت الصفر". واضاف "اليوم، هناك طبقة من الثلج تبلغ عشرة سنتيمترات، لكن يتوقع المزيد من الثلج خلال الساعات القادمة"، داعيا الى "بناء غرف من الاسمنت للاجئين، لان لا حل غير ذلك". ووجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد ظهر اليوم نداء ملحا من اجل مساعدة اللاجئين. وقال المتحدث باسمه لؤي صافي في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول "إن الامكانات الاقتصادية للائتلاف لا تكفي لحلّ كافة المشكلات التي يعاني السوريون منها، لذا لا بدّ من موقف عربي وإقليمي جاد تجاه العاصفة الثلجية والبرد القارس الذي يهدد اللاجئين في الأيام المقبلة".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية



GMT 07:43 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

إنهيار قطاع الثروة الحيوانية في السودان

GMT 07:34 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

هزة أرضية تضرب شرقي ليبيا

GMT 09:47 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

فيضانات وسيول جارفة في دهوك الغراقية

GMT 09:18 2024 الخميس ,04 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 3.8 درجة يضرب سوريا

GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab