مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية
آخر تحديث GMT05:00:35
 العرب اليوم -

مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية

سعدنايل ـ أ.ف.ب

تغرق قدما فيصل في الوحل داخل خيمته المحاطة بطبقة من الثلج في منطقة سعدنايل في شرق لبنان حيث تضرب عاصفة قاسية منذ صباح اليوم الاربعاء، ويقول اللاجىء السوري بلهجة يائسة "اتمنى لو نموت الف مرة ولا نتعرض لهذا الاذلال". ويقطن فيصل (48 عاما) القادم من ادلب في شمال غرب سوريا هذه الخيمة مع افراد عائلته المؤلفة من زوجته واربعة اولاد، ضمن مخيم غير رسمي يفتقر الى الحد الادنى من الحماية من عاصفة تدنت فيها درجات الحرارة الى دون الصفر، ويضم اكثر من 500 سوري هربوا من الحرب في بلادهم ويواجهون البرد والثلج والمطر التي تهدد خيمهم الهشة. ويعبر الرجل عن خيبة امله من تخلي العالم عن السوريين. "لم يصل احد الى ما وصلنا اليه. كل الدول تامرت علينا، كلهم خونة". في المخيم، قليلون الذين يملكون وسيلة للتدفئة في مواجهة عاصفة يتوقع ان تستمر حتى نهاية الاسبوع. ويقول صقر (13 عاما) "لا نتحمل البرد. البرد شديد... لا يوجد تدفئة في خيمتنا. عندما يذوب الثلج يدخل الى البيت وتفيض المياه في كل مكان. والبراكيات (الخيم) تهبط علينا". في تقارير بثتها محطات تلفزة محلية، كان يمكن مشاهدة خيم هبطت تحت ثقل الثلج الذي تراكم عليها. في مخيم الفيضة في سعدنايل، شاهدت وكالة فرانس برس رجالا يعملون بواسطة المطرقة على تثبيت سقف خيمتهم خوفا من انهيارها. بينما آخرون يزيلون الثلج عن الخيم. مراسلة ومصور وكالة فرانس برس غرقت اقدامهما في الوحل، كما تلك الاحذية المرمية عند مدخل بعض الخيم والمغطاة بالوحل. بعض اللاجئين ضحوا باحذيتهم من اجل الحصول على التدفئة. وتقول نجلا (40 عاما) "نضع كنادرنا في الصوبيا (المدفأة) لاننا لا نملك المازوت". رائحة الوقود او الاحذية او الحطب تملأ بعض الخيم التي يعيش في كل منها ستة اشخاص كحد ادنى، الى حد الشعور بالاختناق. وابدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة قلقها على الاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الخيم في مناطق لبنانية عدة. وتعمل المفوضية على مدار الساعة لتأمين مستلزمات الشتاء بما فيها اغطية حرارية ومبالغ مالية من اجل الحصول على وقود للتدفئة. لكن على الرغم من كل هذه الجهود، تقول ليزا ابو خالد من المفوضية "نحن قلقون لان البرد قارس في منطقة البقاع (شرق)، ونحن قلقون خصوصا على اللاجئين الذين يعيشون في خيم، لان بعض هذه الامكنة تفتقر الى الحد الادنى من الحماية". بين المساعدات التي تقدمها المفوضية بطانيات من الصوف وفرش بلاستيكية وفرش عادية للذين تضررت فرشهم نتيجة العاصفة. في مخيم الفيضة، تغلب براءة الطفولة على البعض فيبتسمون رغم كل شيء. يقف عدد منهم خارج الخيم تحت الثلج المتساقط، ينفخون في ايديهم لتدفئتها، وبعضهم من دون اي شيء يغطي راسه او عنقه، فيما هواء جليدي يصفر في المكان. ويتكىء رجل على عكازيه متأملا ارض خيمته الموحلة وكأنه غير مصدق. ثم يشكو مرضه وعجزه عن شراء الادوية. من كل مكان، ترتفع الاصوات تطلب مساعدات. ويستضيف لبنان اكثر من 835 الف لاجىء سوري يثقلون على اقتصاد البلد الصغير ذي الموارد المحدودة. وبسبب اتساع الحاجة، لا تكفي المساعدات التي تقدمها خصوصا المفوضية العليا للاجئين وبعض المنظمات غير الحكومية. ولا توجد مخيمات رسمية في لبنان، فيما وصل عدد المخيمات العشوائية الى اكثر من مئتين. من عرسال على بعد عشرات الكيلومرات من سعدنايل والتي تستضيف عشرات الوف السوريين، بثت محطات التلفزة تقارير من مخيمات تغطيها الثلوج مهددة بتدميرها، بينما سكانها يرتجفون بردا. وقال عضو المجلس البلدي في عرسال وفيق خلف في اتصال هاتفي مع فرانس برس "هناك برد قارس، درجة الحرارة تتدنى الى ما تحت الصفر". واضاف "اليوم، هناك طبقة من الثلج تبلغ عشرة سنتيمترات، لكن يتوقع المزيد من الثلج خلال الساعات القادمة"، داعيا الى "بناء غرف من الاسمنت للاجئين، لان لا حل غير ذلك". ووجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد ظهر اليوم نداء ملحا من اجل مساعدة اللاجئين. وقال المتحدث باسمه لؤي صافي في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول "إن الامكانات الاقتصادية للائتلاف لا تكفي لحلّ كافة المشكلات التي يعاني السوريون منها، لذا لا بدّ من موقف عربي وإقليمي جاد تجاه العاصفة الثلجية والبرد القارس الذي يهدد اللاجئين في الأيام المقبلة".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية مخيمات اللاجئين السوريين العشوائية في لبنان تحت رحمة عاصفة قاسية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 العرب اليوم - إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 00:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
 العرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab