قرصنة أمريكية
آخر تحديث GMT18:56:41
 العرب اليوم -

قرصنة أمريكية!

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قرصنة أمريكية!

محمد سلماوي
كيف يمر مرور الكرام ما صرح به وزير الخارجية نبيل فهمى بأن الولايات المتحدة قد احتجزت طائرات «الأباتشى» المصرية التى أرسلت إليها للصيانة، للضغط على مصر لإشراك الإخوان فى العملية السياسية؟! هل هذا معقول، وهل هو مقبول فى العلاقات الدولية؟ لقد تناقلت وكالات الأنباء فى الأيام الأخيرة أخباراً من واشنطن تقول إن مصر طلبت طائرات مروحية عسكرية من طراز «أباتشى»، لكن الإدارة الأمريكية لم تلب الطلب المصرى، بينما الحقيقة أن الصفقة التى أوقفتها واشنطن هى تلك التى أعلنتها فى أكتوبر الماضى، احتجاجاً على إسقاط حكومة الإخوان، ومنذ ذلك الوقت لم تتقدم مصر بطلبات جديدة حتى يتم رفضها. ثم يتضح، حسبما كشف عنه وزير الخارجية، أن ما طالبت به مصر لا يتعلق بأى صفقات عسكرية جديدة، وإنما بالمروحيات التى ذهبت للصيانة ولم تعد، وهو ما دعا مصر لعدم إرسال أى طائرات للصيانة فى الولايات المتحدة بعد ذلك. يأتى هذا فى الوقت الذى لا تكف فيه الولايات المتحدة عن اتهام روسيا بالقرصنة بسبب تدخلها فى جزيرة القرم، وبخرق قواعد التعامل الدولى، فهل ما فعلته واشنطن مع مصر له وصف آخر غير القرصنة؟ كما يأتى التصرف الأمريكى فى الوقت الذى تؤكد فيه ليل نهار أنها ليست منحازة إلى الإخوان المسلمين، وأن كل ما تريده فى مصر هو أن تشارك جميع القوى فى العملية السياسية، ولست أعرف ما علاقة هذه الرغبة الأمريكية باحتجاز طائرات مملوكة للقوات المسلحة المصرية ذهبت إليها للصيانة؟ ثم إذا كانت هذه الرغبة الأمريكية صادقة فلماذا لا تتحدث بشأنها مع الإخوان أنفسهم، الذين يرفضون المشاركة فى العمل السياسى بعد أن اختاروا العمل فى الشارع بالعنف والإرهاب ضد المواطنين الآمنين؟ إن الولايات المتحدة بدلاً من أن تمارس ضغوطها على من يرفضون العمل السياسى قررت أن تشارك معهم فى الضغط على مصر سياسياً جنباً إلى جنب مع الضغط الأمنى الذى تمارسه هذه القوى التى أسقطها الشعب عن الحكم والتى يزداد رفضه لها مع كل عملية إرهابية جديدة يرتكبونها. إن القرصنة التى مارستها الولايات المتحدة مع مصر باحتجازها الطائرات المملوكة للقوات المسلحة لن تؤدى إلى تحقيق تلك الرغبة الأمريكية «النبيلة»، وإنما هى حماقة جديدة تضاف لسجل الحماقات الأمريكية التى تتوالى منذ قيام الثورة عام 2011، والتى تسىء إليها بشكل متزايد، بينما تبدو قوى دولية أخرى جاهزة بالدعم الذى تحتاجه مصر، وبالسلاح الذى تطلبه.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرصنة أمريكية قرصنة أمريكية



GMT 07:49 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتحديد أفضل وقت لحجز رحلاتكم السياحية بسعر مناسب

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
 العرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 15:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
 العرب اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 06:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
 العرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 09:50 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب مناطق غرب اللاذقية في سوريا

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 18:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي يفتح باب بحث نشر قوات أميركية في أوكرانيا

GMT 09:47 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة إلى 275

GMT 17:33 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تؤكد التزامها بأمن اليمن ودعم مجلس القيادة الرئاسي

GMT 19:14 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

حبس رمضان صبحي لاعب بيراميدز المصري لمدة عام في قضية تزوير

GMT 06:18 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

10 وجهات سياحية جاذبة لاكتشاف العالم في عام 2026

GMT 07:31 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الذهب ينتعش من أدنى مستوى في أسبوعين والفضة تتعافى

GMT 15:54 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تُعلن توقيف 357 شخصاً في 21 محافظة بسبب صلات بـ«داعش»

GMT 09:36 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع منصات التنقيب عن النفط بمقدار ثلاث
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab