محمد الضبياني يروي تفاصيل مقتل شقيقه على يد ميليشيات الحوثي
آخر تحديث GMT03:48:38
 العرب اليوم -

أثناء قصف الجماعات المتطرفة مدينة صنعاء

محمد الضبياني يروي تفاصيل مقتل شقيقه على يد ميليشيات الحوثي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محمد الضبياني يروي تفاصيل مقتل شقيقه على يد ميليشيات الحوثي

المذيع اليمني محمد الضبياني
صنعاء ـ عبدالغني يحيى

شغل المذيع اليمني، محمد الضبياني، منذ أن بثت قناة سهيل اليمنية فيديو له يتلي خبر مقتل أخيه، وسائل التواصل الاجتماعي ، فإن محمد البالغ من العمر 32 عامًا ، الذي اضطر إلى مغادرة اليمن هربًا من ميليشيات الحوثي وهي تقتحم بكل وحشية العاصمة  صنعاء، لم يكن يعلم أن يد الغدر والخيانة ستمتد إلى أقرب الناس إليه، وهما أخواه اللذان ما جفت دمعات الفراق عليهما منذ آخر لقاء معهما.

وفي لقاء مع محمد الضبياني إثر مقتل أخيه الذي قضى "مختطفًا" على يد ميليشيات الحوثي، فكان هذا الحوار:

س: كيف تلقيتم الخبر، وكيف تأكدت عائلتك من مقتل أخيك؟

- نزل الخبر كالصاعقة بالنسبة لي ولأسرتي ووالدتي ووالدي وإخواني وزوجة أخي أمين ، ومشاعر مختلطة بالقهر والألم والحسرة، لاسيما أن أخي كان مدنيًا وخطف من مقر عمله، ولم يكن ذنبه سوى أن أخاه صحافي يناهض الميليشيات، وأخوه قتل في وقت سابق وهو يدافع عن اليمن من عدوان الحوثي، ولكن في المقابل هناك إحساس بالفخر، لأنه سقط قتيلًا.

وتابع محمد "قبل بث الخبر، تواردت الأنباء عن قصف الشرطة العسكرية، ثم كان الخوف الأكبر من أن يكون أمين ورفاقه المختطفون قد تعرضوا للقصف، كان أهلي وأقاربي يهيمون في مستشفيات صنعاء لعلهم يعثرون على أثر يؤكد لهم أن أمين جريح أو ناجٍ، غير أن الميليشيات عمدت إلى تضليلهم، ولم تكشف عن خبر مقتله إلا عقب صلاة الجمعة، حينها اتصلت بأخي لأعرف آخر الأخبار، فإذا به يجهش بالبكاء، ويقول لي فقدنا أمين ، وإذ مشاعر الأخوة لا بد أن تنهار مهما كان الموقف الذي سطره أمين عظيمًا ومشرفًا".

س: ما هي المشاعر التي أحسست بها وأنت تقرأ وللمرة الثانية خبر مقتل أخيك المعتقل لدى ميليشيات الحوثيين؟

- حاولت وأنا أقرأ خبر أمين أن أبدو متماسكًا، لكنني فشلت، واختنقت بالعبرات، كانت صورة أمين أخي تلاحقني، ابتسامته وصوته وذكريات كثيرة، أصررت على الاستمرار رغم حشرجة الصوت، ترافقه مشاعر مختلطة بالفخر والألم في آن، إنه موقف يصعب تفسيره، ويستحيل أن أصف حقيقته، إنها لحظة استثنائية، وكأن الله أمدني بصبر مضاعف كي أكمل قراءة الخبر ، وكي يعرف العالم توحش وتطرف وهمجية الحوثي ، ويجب أن نرسل للجميع رسالة مفادها أننا لن نستسلم للحزن، ولن يوهن من عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق النصر حتى لو عظمت التضحيات، لأننا نخوض معركة مصيرية تحدد مستقبلنا وترسم طريق العبور إلى الدولة والسلام والحرية، بعيدًا عن طغيان الميليشيات ومخالبها الطائفية وحقدها الدفين للإنسان والمجتمع والقيم النبيلة.

س: حدثنا عن الدور الذي لعبه شقيقاك في مقاومة الميليشيات الحوثية وما هي الوصية التي تركاها؟

- كان أحمد وأمين من شباب ثورة فبراير الذين اعتصموا في ساحة التغيير يناهضون الظلم، ومن الطبيعي أن يقفا بشموخ وإباء وثبات ضد السيطرة الحوثية، ويسطرا ملحمة الفداء إلى جانب رفاقهما من أبناء اليمن الأحرار في مواجهة مشروع إيران الطائفي، وأحمد أحد جرحى الثورة السلمية في مسيرة جولة النصر في 18 سبتمبر/أيلول 2011، ومن مفارقة الزمن أنه قتل في ذات التاريخ من العام 2015، وكانا يبغضان المشروع الحوثي ومسيرة الموت والخراب التي يقف خلفها، لأنها تختطف حاضرهم ومستقبلهم ووطنهم وتحيله إلى المجهول.

انخرط أحمد في بداية 2015 في تشكيلات المقاومة الشعبية في مأرب وتصدى ببسالة إلى جانب الجيش الوطني للميليشيات الانقلابية يدافع عن مأرب والكرامة ليرتقي قتيلًا في 18 من سبتمبر/أيلول 2015م، وكان أمين وقتها في مأرب وتعرض لصدمة ما كان له أن يتحمل وطأة ألمها، حيث كان الوحيد من أسرتي الذين شاركوا في دفن أخي أحمد، ثم عاد بعد ذلك إثر إصرار والدتي إلى ذمار، وهناك عاد إلى عمله السابق كمصمم جرافيكس ولوحات إعلانية حتى اقتحمت مجاميع حوثية مسلحة محلهم التجاري في 7 أغسطس/أب 2017 واختطفته هو وأخي الأصغر منه مأمون وأودعتهم في قسم علاية، وهناك تعرض للتعذيب الوحشي الجسدي على مدى يومين متتالين، ليتم نقله إلى السجن المركزي ومساومة الميليشيات بالإفراج عنه مقابل قيادي حوثي كبير أسره الجيش الوطني في جبهة صرواح مأرب في إصرار منها على اختطاف المدنيين وجعلهم ورقة ابتزاز لإطلاق أسراها المحاربين الذين يشاركون في قتل اليمنيين، وهو ما يؤكد كذب إدعاء الميليشيات أن من قتلوا في الشرطة العسكرية هم أسرى حرب من الجيش الوطني، ظل أمين ثابتًا على موقفه الراسخ من رفض الميليشيات وعدم الرضوخ لها ولمشروعها الشيطاني رغم تعرضه للتعذيب والإيذاء، حتى استخدمت التعذيب بالتجويع وهو ما تعرض لها المختطفون، حيث وجدنا جثته وقد بدت كأنه تعرض للتجويع المتعمد إلى جانب قتله دروعا بشرية.

س: حدثنا عن الدور النضالي الذي تقوم به عائلتك؟

- ستبقى عائلتي على ذات الموقف الوطني في مناهضة الميليشيات المتمردة، تكافح من أجل استرداد الدولة ودحر هذا السرطان الطائفي من أرض اليمنيين، ولن نحيد عن قيمنا الجمهورية والانتماء للهوية اليمنية الجامعة التي ترفض فكرة الحوثية باعتبارها أحد مخلفات الإمامة الكهنوتية، وسنبقى على ذات درب الشهداء حتى تحقيق النصر والعدالة الناجزة بحق هذه العصابة الهمجية.

س: ما هي الرسالة التي توجهها إلى الحوثيين خاصة وإلى الشعب اليمني عامة؟

- رسالتنا للحوثيين أنه مهما بلغ بهم الطغيان والإرهاب واللصوصية والفاشية مبلغًا ، فإن مصير انتفاضتهم الخاطئة الزوال، وأن اليمنيين الذين أسقطوا الإمامة السلالية الكهنوتية في 26 سبتمبر/أيلول 62 يستحيل أن يمنحوا هذا المشروع فرصة العودة ، وأن جرائمهم ووحشيتهم بحق اليمنيين لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وليدركوا أن هزيمتهم باتت وشيكة ، وأن طوق العدالة قاب قوسين أو أدنى، وحينها لن تنفعهم إيران وستتخلى عنهم يلاقون مصيرهم المحتوم وهي الهزيمة الساحقة.

أما رسالتي إلى اليمنيين فهي أن لا طريق لنا سوى أن نتشبث بالشرعية في سبيل استرداد الكرامة والدولة، وأن وحدة صفوفنا كفيلة بإلحاق الهزيمة بالعدو الطائفي اللدود، وإنجاز التحرير الكامل ، وتعزيز اللحمة الوطنية، ولملمة الجراح التي أثخن الحوثي في نقشها في كل بيت يمني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد الضبياني يروي تفاصيل مقتل شقيقه على يد ميليشيات الحوثي محمد الضبياني يروي تفاصيل مقتل شقيقه على يد ميليشيات الحوثي



GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
 العرب اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
 العرب اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 19:22 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

القمة العربية.. لغة الشارع ولغة الحكومات

GMT 10:52 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مصفاة نفط روسية ضخمة تتوقف عن العمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab